ردد من الروح ذكرى سيد البشر
ردد من الروح ذكرى سيد البشر : واعطف على الروح إن الروح في خطر
ذكراه كانت لنفس الحر موعظة : تغنيه عن كتب التاريخ والسير
ذكراه للروح تحييها وتنعشها : ذكراه للروح مثل الماء للشجر
ذكراه أوحت لأهل الأرض قائلة : من يبتغ الحق يسلم من يد الغير
ذكراك يا خير خلق الله قاطبة : عادت علينا وكل الناس في ضجر
حيث الفضيلة ماتت في نفوسهم : والشر قد عم بين البدو الحضر
والجهل طبق دون العلم أفقهم : وأصبح العقل عند القوم في حجر
والفقر أدمى قلوب المعدمين كما : أدمت ذويها النار في سقر
رحماك يا رب إن الناس قد تركوا : هدي الرسول وعاشوا عيشة البقر
فذاك يصرخ من خطب ألم به : والدمع تذرفه عيناه كالمطر
لكنما غيره قد ظل في جذل : وبات مستأنسا في حانه القذر
أين الصلاة التي تحيا القلوب بها : فاليوم قد أصبحت نقرا على الحصر
أين الزكاة التي يجلو الغني بها : هم الفقير بوجه ضاحك نضر
يعطيه من ماله والقلب محتسب : أمر الإله ولم يغفل عن الذكر
أين الجهاد الذي يسمو بصاحبه : من هذه الأرض حتى منتهى السدر
أين الجهاد الذي يسري بصاحبه : نحو الجنان بخط غير منكسر
وأين حجاج بيت الله أين غدوا : قد خاب والله من للبيت لم يزر
قد خالفوا كل ما جاء الرسول به : وخلفوا البيت للنمسا وللمجر
يا قوم كفوا عن اللذات أنفسكم : وحرروها فقد ماتت من الصغر
يا قوم هبوا فإن اليوم يومكم : آن الأوان لنبذ اللهو والسمر
فأخروا كل من لم يأت معركة : وقدموا كل من في الحرب ذا أثر
إذا رأى خصمه في الحرب ألبسه : ثوبا من الرعب لا ثوبا من الوبر
هيا أعدوا لهذي الحرب عدتها : وعدة الحرب غير القوس والوتر
نحارب الكفر بالإيمان فاعتبروا : والشرك بالحق والتوحيد والسمر
كذلك الجهل بالتعليم نهزمه : كسحق إبليس بالآيات والسور
يا قوم لا تيأسوا فالله ينصرنا : ومن يكن من جنود الله ينتصر
الشاعر العراقي الراحل: وليد الأعظمي