فضاءات شنهور

شنهور

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


الإسلام والإيمان والإحسان

عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: بينما نحن جلوس عـند رسـول الله - صلّى الله عليه وسلم - ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثـر السفر، ولا يعـرفه منا أحـد، حتى جـلـس إلى النبي فـأسند ركبـتيه إلى ركبتـيه ووضع كفيه على فخذيه، وقـال: ( يا محمد أخبرني عن الإسلام ).
فقـال رسـول الله : ( الإسـلام أن تـشـهـد أن لا إلـه إلا الله وأن محـمـداً رسـول الله، وتـقـيـم الصلاة، وتـؤتي الـزكاة، وتـصوم رمضان، وتـحـج البيت إن اسـتـطـعت إليه سبيلاً ).
قال: ( صدقت )، فعجبنا له، يسأله ويصدقه ؟ قال: ( فأخبرني عن الإيمان ).
قال: (أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره ).
قال: ( صدقت ). قال: ( فأخبرني عن الإحسان ).
قال: ( أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ).
قال: ( فأخبرني عن الساعة ).
قال: ( ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ).
قال: ( فأخبرني عن أماراتها ).
قال: ( أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان ).
ثم انطلق، فلبثت ملياً، ثم قال: ( يا عمر أتدري من السائل ؟ ).
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: ( فإنه جبريل ، أتاكم يعلمكم دينكم ).
رواه مسلم:8.


هذا الحديث يستفاد منه فوائد
منها :
- أن من هدي النبي مجالسة أصحابه وهذا الهدي يدل على حسن خلق النبي - صلى الله عليه وسلم - , ومنها أنه ينبغي للإنسان أن يكون ذا عِشرة من الناس ومجالسة وأن لا ينزوي عنهم.

- أن الخلطة مع الناس أفضل من العزلة ما لم يخش الإنسان على دينه, فإن خشي على دينه فالعزلة أفضل, لقول النبي
- صلى الله عليه وسلم -: ( يوشك أن يكون خيرُ مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر ).

- أن الملائكة -عليهم الصلاة والسلام - يمكن أن يظهروا للناس بأشكال البشر؛ لأن جبريل -عليه الصلاة والسلام - طلع على الصحابة على الوصف المذكور في الحديث رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه من الصحابة أحد.

- حُسن أدب المتعلم أمام المعلم حيث جلس جبريل -عليه الصلاة والسلام - أمام النبي- صلى الله عليه وسلم - هذه الجلسة الدالة على الأدب والإصغاء والاستعداد لما يلقى إليه فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه.

- دعاء النبي
- صلى الله عليه وسلم - باسمه لقوله: ( يا محمد ) يحتمل أنه قبل النهي أي قبل نهي الله - تعالى - عن ذلك في قوله: ( لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً ) النور: 63
على أحد التفسيرين ويحتمل أن هذا جرى على عادة الأعراب الذين يأتون إلى الرسول
- صلى الله عليه وسلم - فينادونه باسمه يا محمد وهذا أقرب؛ لأن الأول يحتاج إلى التاريخ.

- جواز سؤال الإنسان عما يعلم من أجل تعليم من لا يعلم؛ لأن جبريل كان يعلم الجواب, لقوله في الحديث: ( صدقت ).
فإذا قصد السائل أن يتعلم من حول المجيب فإن ذلك يعتبر تعليماً لهم.

- أن المتسبب له حكم المباشر إذا كانت المباشرة مبنية على السبب؛ لقول النبي
- صلى الله عليه وسلم - : ( هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) مع أن المعلم هو الرسول - صلى الله عليه وسلم - لكن لما كان جبريل هو السبب لسؤاله جعله الرسول -عليه الصلاة والسلام - هو المعلم.
وفي الحديث ( الدال على الخير كفاعله )

- بيان أن الإسلام له خمسة أركان؛ لأن النبي
- صلى الله عليه وسلم - أجاب بذلك فقال: ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً ).

- أنه لا بد أن يشهد الإنسان شهادة بلسانه موقناً بها بقلبه أن لا إله إلا الله فمعنى ( لا إله إلا الله ) أي: لا معبود بحق إلا الله، فتشهد بلسانك موقناً بقلبك أنه لا معبود من الخلق من الأنبياء أو الأولياء أو الصالحين أو الشجر أو الحجر أو غير ذلك بحق إلا الله وأن ما عُبد من دون الله فهو باطل لقول الله تعالى: ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) الحج:62.

- أن هذا الدين لا يكمل إلا بشهادة أن محمداً رسول الله، وهو محمد بن عبدالله القرشي الهاشمي, ومن أراد تمام العلم بهذا الرسول الكريم
- صلى الله عليه وسلم - فليقرأ القرآن وما تيسر من السنة وكتب التاريخ.

-أن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - جمع شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله في ركن واحد، وذلك لأن العبادة لا تتم إلا بأمرين الإخلاص لله وهو ما تضمنته شهادة أن لا إله إلا الله والمتابعة لرسول الله وهو ما تتضمنه شهادة أن محمداً رسول الله؛ ولهذا جعلهما النبي - صلى الله عليه وسلم - ركناً واحداً في حديث ابن عمر حيث قال: ( بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة ... ...... إلى تمام الحديث.

- أنه لا يتم إسلام العبد حتى يقيم الصلاة, وإقامة الصلاة أن يأتي بها مستقيمة حسب ما جاءت به الشريعة, ولها - أي لإقامة الصلاة - إقامة واجبة وإقامة كاملة, فالواجبة أن يقتصر على أقل ما يجب فيها.
والكاملة أن يأتي بمكملاتها على حسب ما هو معروف في الكتاب والسنة وأقوال العلماء.

- أنه لا يتم الإسلام إلا بإيتاء الزكاة. والزكاة هي المال المفروض من الأموال الزكوية وإيتاؤها وإعطاؤها من يستحقها، وقد بيّن الله ذلك في سورة التوبة في قوله: ( إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) التوبة:60.

- صوم رمضان وهو التعبد لله - تعالى - بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ورمضان هو الشهر الذي بين شعبان وشوال.

- حج البيت وهو القصد إلى مكة لأداء المناسك, وقد قُيّد بالاستطاعة؛ لأن الغالب فيه المشقة، وإلا فجميع الواجبات يشترط لوجوبها الاستطاعة لقوله تعالى: ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن:16.
ومن القواعد المقررة عند العلماء ( أنه لا واجب مع عجز ولا محرم مع الضرورة ).

- وصف الرسول الملكي للرسول البشري محمد
- صلى الله عليه وسلم - بالصدق، ولقد صدق جبريل فيما وصفه بالصدق فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - أصدق الخلق.

- ذكاء الصحابة - رضي الله عنهم - وفطنتهم حيث تعجبوا كيف يصدق السائل من سأله، والأصل أن السائل جاهل والجاهل لا يمكن أن يحكم على الكلام بالصدق أو الكذب، لكن هذا العجب زال حين قال النبي
- صلى الله عليه وسلم -: ( هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ).

- أن الإيمان يتضمن ستة أمور: وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره.

- التفريق بين الإسلام والإيمان، وهذا عند ذكرهما جميعاً فإنه يفسر الإسلام بأعمال الجوارح والإيمان بأعمال القلوب ولكن عند الإطلاق يكون كل واحد منها شاملاً للآخر فقوله - تعالى -: ( وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ) المائدة:3 وقوله: ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِيناً ) آل عمران:85 يشمل الإسلام والإيمان
وقول الله - تبارك وتعالى - : ( وَأَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ) الأنفال:19 وما أشبهها من الآيات يشمل الإيمان والإسلام وكذلك قوله تعالى: ( فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ ) النساء:92 يشمل الإسلام والإيمان.

- أن الإيمان بالله أهم أركان الإيمان وأعظمها ولهذا قدمه النبي فقال:
( أن تؤمن بالله )
والإيمان بالله - تعالى - يتضمن الإيمان بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، فليس هو الإيمان بمجرد وجوده بل لا بد أن يتضمن الإيمان هذه الأمور الأربعة: الإيمان بوجوده وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته.

- إثبات الملائكة والملائكة عالم غيبي وصفهم الله - تعالى - بأوصاف كثيرة في القرآن ووصفهم النبي
- صلى الله عليه وسلم - في السنة وكيفية الإيمان بهم: أن نؤمن بأسماء من عيّنت أسماؤهم منهم ومن لم يعين لأسمائهم فإننا نؤمن بهم إجمالاً ونؤمن كذلك بما ورد من أعمالهم التي يقوموه بها ما علمنا منها، ونؤمن كذلك بأوصافهم التي وصفوا بها ما علمنا بها، ومن ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى جبريل - عليه الصلاة والسلام - وله ستمائة جناح قد سد بها الأفق على خلقته التي خلق الله - عز وجل - عليها.
وواجبنا نحو الملائكة أن نصدق بهم وأن نحبهم لأنهم عباد الله القائمون بأمره كما قال -تعالى - : ( وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ) الأنبياء:20،19.

- وجوب الإيمان بالكتب التي أنزلها الله - عز وجل - على رسله -عليهم الصلاة والسلام -
قال - تعالى - : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ ) الحديد:25.
فنؤمن بكل كتاب أنزله الله على رسله لكن نؤمن إجمالاً ونصدق بأنه حق. أما تفصيلاً فإن الكتب السابقة جرى عليها التحريف والتبديل والتغيير فلم يكن للإنسان أن يميّز الحق منها من الباطل وعلى هذا فنقول: نؤمن بما أنزله الله من الكتب على سبيل الإجمال. أما التفصيل فإننا نخشى أن يكون مما حرف وبدل وغير هذا بالنسبة للإيمان بالكتب. أما العمل بها فالعمل إنما هو بما نزل على محمد فقط. أما ما سواه فقد نسخ بهذه الشريعة الخاتمة .

- وجوب الإيمان بالرسل -عليهم الصلاة والسلام - فنؤمن بأن كل رسول أرسله الله فهو حق، أتى بالحق، و أنه صادقٌ فيما أخبر صادق بما أمر به فنؤمن بهم إجمالاً لمن لم نعرفه بعينه وتفصيلا لمن عرفناه بعينه.
قال - تعالى - : ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ) غافر:78.
فمن قص علينا وعرفناه آمنا به بعينه ومن لم يقص علينا ولم نعرفه نؤمن به إجمالاً، ، ومنهم الخمسة أولو العزم الذين جمعهم الله في آيتين من كتابه فقال الله - تبارك وتعالى - في سورة الأحزاب: ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ .....الآية
الأحزاب:7،
وقال - تعالى - في سورة الشورى: ( شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا .... الآية
الشورى:13.

- الإيمان باليوم الآخر، واليوم الآخر هو يوم القيامة وسمي آخراً، لأنه آخر المطاف للبشر فإن للبشر أربعة دور:
الدار الأول: بطن أمه
الدار الثانية : هذه الدنيا
والدار الثالثة: البرزخ
والدار الرابعة : الدار الآخرة ، ولا دار بعدها فإما إلى جنة أو إلى نار.
والإيمان باليوم الآخر يدخل فيه، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: ( كل ما أخبر به النبي
- صلى الله عليه وسلم - مما يكون بعد الموت فيدخل في ذلك ما يكون في القبر من سؤال الميت عن ربه ودينه ونبيه وما يكون في القبر من نعيم أو عذاب وما يكون يوم القيامة من شدائد و أهوال وصراط وميزان وصحف ...... ).

- وجوب الإيمان بالقدر خيره وشره .

- بيان الإحسان وهو أن يعبد الإنسان ربه عبادة محبة ورغبة وطلب كأنه يراه فيحب أن يصل إليه، وهذه الدرجة من الإحسان هي الأكمل، فإن لم يصل إلى هذه الحال فإلى الدرجة الثانية وهي : أن يعبد الله عبادة خوف ورهبة من عذابه ولذلك قال النبي
- صلى الله عليه وسلم - : ( فإن لم تكن تراه فإنه يراك )
أي فإن لم تعبده كأنك تراه فإنه يراك.

- أن علم الساعة مكتوم لا يعلمه إلا الله -عز وجل - فمن ادعى علمه فهو كاذب، وهذا كان خافياً على أفضل الرسل من الملائكة جبريل -عليه الصلاة السلام - وأفضل الرسل من البشر محمد - عليه الصلاة السلام -.
فلا يحيط بعلم الساعة ملك مقرب ولا نبي مرسل .

-أن للساعة أشراطاً أي علامات كمال قال - تعالى -:

( فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها


أي علاماتها، و قد قسّم العلماء علامات الساعة إلى ثلاثة أقسام:
قسم مضى وقسم لا يزال يتجدد، وقسم لا يأتي إلا قرب قيام الساعة تماماً وهي الأشراط الكبرى العظمى كنزول عيسى ابن مريم -عليه السلام - والدجال ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها.
وقد ذكر النبي
-عليه الصلاة السلام - من أماراتها في هذا الحديث أن تلد الأمة ربتها يعني أن تكون المرأة أمة فتلد امرأة فتكون هذه المرأة غنية تملك مثل أمها وهو كناية عن سرعة كثرة المال وانتشاره بين الناس ويؤيد ذلك المثل الذي بعده ( وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاة يتطاولون في البنيان ) .

- حسن تعليم النبي
-عليه الصلاة السلام - حيث استفهم الصحابة هل يعلمون من هذا السائل أم لا؟ من أجل أن يعلمهم به وهذا أبلغ مما لو علمهم ابتداء، لأنه إذا سألهم ثم علمهم كان ذلك أدعى لوعي ما يقول وثبوته.

- أنه ينبغي للإنسان أن يسأل عما يحتاجه ولو كان عالماً به من أجل أن ينال أجر التعليم.

والله أعلم وهو الموفق و المستعان .


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة