الدين النصيحة
عن أبـي رقــيـة تمـيم بن أوس الـداري - رضي الله عنه - أن النبي -صلّى الله عليه وسلم ) قـال: ( الـديـن النصيحة ).
قلنا: لمن ؟
قال: ( لله، ولـكـتـابـه، ولـرسـولـه، ولأئـمـة الـمـسـلـمـيـن وعــامـتهم ).
[رواه مسلم:55].
شرح الحديث :
النصيحة لله -عز وجل -: هي النصيحة لدينه كذلك بالقيام بأوامره واجتناب نواهيه وتصديق خبره والإنابة إليه والتوكل عليه وغير ذلك من شعائر الإسلام وشرائعه.
والنصيحة لكتابه: الإيمان بأنه كلام الله وأنه مشتمل على الأخبار الصادقة والأحكام العادلة والقصص النافعة وأنه يجب أن يكون التحاكم إليه في جميع الأمور.
والنصيحة للرسول - صلّى الله عليه وسلم - : الإيمان به وبأنه رسول الله إلى جميع العالمين ومحبته والتأسي به وتصديق خبره وامتثال أوامره واجتناب نهيه والدفاع عنه وعن دينه.
والنصيحة لأئمة المسلمين: مناصحتهم ببيان الحق وعدم التشويش عليه والصبر على ما يحصل منهم من الأذى وغير ذلك من حقوقهم المعروفة ومساعدتهم ومعاونتهم فيما يجب فيه المعونة كدفع الأعداء ونحو ذلك.
والنصيحة لعامة المسلمين: أي سائر المسلمين وهي بذل النصيحة لهم بالدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليمهم الخير وما أشبه هذا، ومن أجل ذلك صار الدين النصيحة وأول ما يدخل في عامة المسلمين نفس الإنسان أن ينصح الإنسان لنفسه ثم لأهل بيته.
ومن فوائد هذا الحديث:
أولاً: انحصار الدين في النصيحة لقول النبي -صلّ الله عليه وسلم -
( الدين النصيحة ).
ثانياً: أن مواطن النصيحة خمسة: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم.
ثالثا : الحث على النصيحة في هذه المواطن الخمسة، لأنها إذا كانت هذه هي الدين فإن الإنسان بلا شك يحافظ على دينه ويتمسك به، ولهذا جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - النصيحة في هذه المواطن الخمسة.
رابعا : تحريم الغش لأنه إذا كانت النصيحة الدين فالغش ضد النصيحة فيكون على خلاف الدين وقد ثبت عن النـبي -صلّ الله عليه وسلم - أنه قال: ( من غشنا فليس منا ).