وجوب اجتناب ما نهى عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - واتباع ما أمر به
عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلّى الله عليه وسلم - يقول: ( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم ).
رواه البخاري:7288، ومسلم:1337.
شرح الحديث :
( ما ) في قوله: ( ما نهيتكم ) وفي قوله: (ما أمرتكم ) شرطية يعني الشيء الذي أنهاكم عنه اجتنبوه كله ولا تفعلوا منه شيئاً، لأن الاجتناب أسهل من الفعل كل يدركه، وأما المأمور فقال: ( وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم ) لأن المأمور فعل وقد يشق على الإنسان، ولذلك قيده النبي - صلّى الله عليه وسلم - بالاستطاعة بقوله: ( فأتوا منه ما استطعتم ).
ويستفاد من هذا الحديث فوائد:
- وجوب اجتناب ما نهى عنه الرسول - صلّى الله عليه وسلم - وكذلك ما نهى الله عنه من باب أولى. وهذا ما لم يدل دليل على أن النهي للكراهة.
و أنه لا يجوز فعل بعض المنهي عنه بل يجب اجتنابه كله ومحل ذلك ما لم يكن هناك ضرورة تبيح فعله.
- وجوب فعل ما أمر به ومحل ذلك ما لم يقم دليل على أن الأمر للاستحباب.
- أنه لا يجب على الإنسان أكثر مما يستطيع.
- سهولة هذا الدين الإسلامي ويسره حيث لم يوجب على المرء إلا ما يستطيعه.
- أن من عجز عن بعض المأمور كفاه ما قدر عليه منه فمن لم يستطع الصلاة قائماً صلى قاعداً ومن لم يستطع قاعداً صلى على جنب ومن أمكنه أن يركع فليركع ومن لا يمكنه فليومئ بالركوع، وهكذا بقية العبادات يأتي الإنسان منها بما يستطيع.
- أنه لا ينبغي للإنسان كثرة المسائل لأن كثرة المسائل ولا سيما في زمن الوحي ربما يوجب تحريم شيء لم يحرم أو إيجاب شيء لم يجب، وإنما يقتصر الإنسان في السؤال على ما يحتاج إليه فقط.
- أن كثرة المسائل والاختلاف على الأنبياء من أسباب الهلاك كما هلك بذلك من كان قبلنا.
- التحذير من كثرة المسائل والاختلاف، لأن ذلك أهلك من كان قبلنا، فإذا فعلناه، فإنه يوشك أن نهلك كما هلكوا .