قراءة في رواية \\\"الموريسكي\\\" لحسن اوريد
صورة الغلاف
×××××
بقلم : ذ مصطفى العفاني
يقع مؤلف الموريسكي للأديب والمؤرخ المغربي حسن أوريد في نسخته المترجمة من اللغة الفرنسية إلى اللغة العربية ,من طرف الروائي عبد الكريم الجويطي في 219 صفحة من الحجم المتوسط.وقد وزعت مواد المؤلف إلى فصول معنونة بأسماء أماكن وفق خط كرونولوجي تصاعدي، وذلك عل النحو التالي :
* بلدة الحجر الأحمر في حاضرة جبال البشارات 1585م/1595م
* مراكش1598م/1603م
* أمستردام1611 م
* مراكش
* سلا الجديدة 1615م/1637م
* توزر –بلدة تونسية 1642
وقد صدر المؤلف بإهداء و مقدمة مذيلة باسم الكاتب حسن اوريد وتاريخ كتابتها بالتقويمين الميلادي و الهجري وفي الصفحة المقابلة رقم11 نجد نصين مترجمين للباحث رودريغوديزياس في كتابه – عنصرية الدولة – صفحة 459/464/468، ويبينان التهم الخطيرة التي إتهم بها الموريسكيون من قبل محاكم التفتيش الإسبانية، وما لحقهم إثر ذلك من تعذيب ومأساة.
لا يسع قارئ هذا النص أن يتبين أن الكاتب استقى مضامين مؤلفه من سيرة موريسكي اسمه – شهاب الدين افوقاي – الفار من الأندلس إلى المغرب زمن حكم السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي. وغير خاف ما عرفته العدوة الأخرى الأندلس في هاته الحقبة التاريخية من هزات عنيفة سياسيا، دينيا،ثقافيا واجتماعيا كانت نتيجتها سقوط آخر قواعد بني الأحمر –غرناطة- سنة 1492م وبالتالي خروج المسلمين من الفردوس المفقود تاركين خلفهم عمقا حضاريا عميقا.وانت تقرأهذا المؤلف يتبادر إلى ذهنك السؤالان التاليان:
1. ماجنس هذا العمل الإبداعي ؟
2. ما دواعي الكتابة عن المورسكين في هذه الفترة التاريخية؟ ما الذي يعطي للمؤلف راهنيته ؟
إن غياب أية إشارة إلى جنس المؤلف على ظهر الكتاب تضع القارئ أمام عسر منح تأشرة جنسية واضحة للكتاب لاسيما وأن فصول النص لا تميط هذا اللثام .إلا ان الكاتب فطن إلى ذلك واشار في مقدمة الكتاب، على أنه كتب رواية تاريخية حيث تصرف في حياة أفوقاي ووظف مادتها التاريخية، يقول في هذا الصدد " فعملي هذا ليس حكيا لسيرة أفوقاي ولا هو تاريخ للمورسكين بالمعنى الدقيق للتاريخ ...هو رواية إستقيت مادتها من التاريخ ومن مأساة إنسانية " ص9.
جوابا عن السؤال الثاني نرى بأن الكاتب يعطي "للموريسكي" جنسيته وراهنيته، من خلال ترحيل افنسان العربي الأمازيغي من ثقافته الأم على ثقافة المهجر، يقول المؤلف )هو رواية استقيت مادتها من التاريخ، ومن مأساة انسانية لأعبر عن قضاياراهنة............فالموريسكيون في نحو من الإنتماء هو "نحن" المرحلون من ثقافتنا الأصلية ومن دفعنا على ثقافة "المهجر" وتوزعنا بين الإثنين....آهة الموريسكين في عملي هو انتفاضة ضد وضع جامد يتكرر بوجوه جديدة .
المورسكيين هي صرخة في وجه الجمود والإستغلال والتجويع والمعاملة اللاإنسانية التي تمارس في حقي وحقك وحق من لا حول لهم ولا قوة من أبناء الشعب في تونس والجزائر والمغرب وليبيا وسوريا ....
الموريسكي هو هذا الذي لايستكين للقدر اللعين وينتفض مدبوا من الألم ولسان حاله يقول:لن تستمر الحال على ما كانت عليه من همجية الأوضاع وسوء التدبير، الموريسكي هو صاحب العربة الشاب التونسي البسيط محمد البوعزيزي ابن قرية سيدي بوزيد الذي أحرق نفسه بعد ان يئس من الأكاديب والتسويفات مفجرا *ثورة الياسمين*ومزلزلا عروش الطغاة والمتجبرين فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر .
من كل ما تقدم يمكن القول إن رواية *الموريسكي* هي إنتصار لقيم الحرية والعدالة الإجتماعية والديمقراطية وإنصات لنبض الشعوب وآلامهم، فلنكن جميعا موريسكين ضد الطغاة والإستبداد وأعداء الحرية والكرامة.
* مصطفى العفاني: الكاتب الوطني للعصبة الأمازيغية لحقوق الإنسان، رئيس جمعية موكادير للتنمية والتضامن، رئيس المكتب المحلي لمنظمة الشباب والمستقبل، فرع بويزكارن. أستاذ الثانوي الإعدادي .