نعم واللهِ أخجل
نعم واللهِ أخجل
.......
نعم واللهِ أخجل من خضوعي : ومن هذا التذلُّلِ والخُنوع
نعم واللهِ أخجل من وقوفي : وراءَ قطارِ عالمنا السَّريعِ
نعم واللهِ أخجل من سكوتي : على ظُلْمٍ من الباغي فَظيعِ
وأخجل من بَني الإسلام لمَّا : أراهم في زماني كالقطيعِ
جموعٌ تَمْلأُ الدنيا ضجيجاً : فوا أسفا على تلك الجموعِ
يحاصرها الظلامُ وما نراها : تَمُدُّ يداً لإيقادِ الشموعِ
نعم واللهِ أخجل حين تبدو : شموسُ المكرماتِ بلا سطوعِ
وحين نرى ملايين الضَّحايا : فنلقاهم بإحساسِ الصَّقيعِ
تُدَكُّ معاقلُ الإسلامِ دَكَّاً : ويشتعل الأسى بين الضلوعِ
وتُسْلَبُ أرضُنا شبراً فشبراً : ونحن نخافُ من ذَرْفِ الدُّموعِ
نرى في الأَسْر أُولى قبلتينا : ونسمع صرخةَ الطفلِ الرضيعِ
ونُبصر غَزَّةَ الأَمجادِ تُصْلَى : بنار الظلمِ والفَتْكِ الذَّريعِ
يحاصر أهلَها خوفٌ وجوعٌ : وما أقساه من خوفٍ وجوعِ
وفي أرضِ العراقِ نرى خريفاًَ : من المأساةِ يعصف بالرَّبيعِ
وتلعب بالقوانين الأعادي : فما للحقِّ فيها من شفيع
قوانينٌ تصون حقوق كلبٍ : وترفع قَدْرَ كذابٍ وضيعِ
وتُهدر حقَّ أمتنا جميعاً : وتُغلق دونَها بابَ الرُّجوعِ
ونحن على موائدنا نسينا : أنينَ جريحنا وَدَمَ الصَّريعِ
كأنَّ خضوعَنا القاسي لسانٌ : يقول لأمَّة الإسلامِ: ضِيعي
نعم واللهِ أخجل من أُصولي : تموتُ على يديَّ ومن فُروعي
وأخجل من قضايانا تُعاني : ولم تفرحْ بجهدِ المستطيعِ
نعم واللهِ أخجل حين تُطوى : سجايانا على هذا الخضوعِ
...............
د. عبد الرحمن العشماوي
8 / 6 / 1427 هــ