المـــآثر التاريخيــة بحاضرة دكــالة في خطـــر
عندما تتحدث وسائل الإعلام السمعية والبصرية والآلكترونية عن آكتشاف معلمة تاريخية بالقرب من مدينة مولاي عبدالله...
وعندما تعود وسائل الإعلام ذاتها للحديث عن إعادة ردم تلك المعلمـة...
وعندما يكثر الحديث في الكواليس عن العثور على تحفة أترية لفضتها أمواج البحر بتراب جماعة سيدي علي بنحمدوش...
وعندما نسمع عن آعتقال فقهـاء وموظفيـن يحاولون آستخراج بعض الكنوز، وكل هذا يحدث بإقليم الجديدة حاضرة دكالة نعلم أن أجزاءًا من التاريخ تتعرض للإهمال والضياع وأن التهميش قد ?ستفحل وتسيَّـد على حساب المآتر التاريخية والمنشآت العمرانية التي خلّفـها الأجداد...
إنه العبث بمعالم منطقة بأكملها منطقة غنية بتراثها الإنساني من خلال مايُكتشف من أتارات عن طريق الصدفة بين الفينة والأخرى ودون أدنى محاولة من المسؤولين للبحث والتنقيب عمَّاوراء تلك المآتر وما تُخبئه من أسرار عن حقب لأزمنة مختلفة...
يحُـز في النفس كثيراً أن يتهافت الأجانب بلهفة كبيرة وراء قطع أترية نادرة مغربية قحة ويُجندون لها سماصرة ينتعشون من هذا المجال وينشطون فيه بكل الأساليب بكل الأساليب ومختلف الطرق ليظفروا ببعض التحف ويبدلوا في ذلك ما يبدلون من جهد ويصرفوا مايصرفون من أموال دون مبالاة لأنهم يدركون جيداً تمام الإدراك قيمة ماسيتحصّلون عليه، وعلى العكس تماماً يكتفي مسؤولونا المعنيون بالأمر ب?نتظار ماتُسفر عنه بعض عمليات الحفروالجرف الخاصة إمابالصرف الصحي أوتعبيدالطرق أوحفر بعض الأقبية لتقود عن طريق الصدفة إلى سرداب أو نفق يخبيء وراءه مايخبيء... وحتى هاته العمليات أكثرها يتم في سرية تامة ودون إبلاغ السلطات مخافة المساءلة وهناك الكثير من الآكتشافات فضّل متشفوها إعادة طمرها وإقبارها للأبد للوصول بمشروعهم أومسكنهم لبر الأمان لأن تدخل السلطة في الأمر من شأنه أن يؤخر أويلغي مشروع بناء ولربما في بعض الأحيان يتم تطبيق نزع الملكية حسب ماتقتضيه المصلحة العامة،
وفي هذا الإطار ومادامت الدولة لاتنهج أي سياسة تشجيع أو تحسيس بأهمية الموروث الثقافي والثرات الإنساني وتكتفي فقط بسلسلة من السين والجيم في حق كل من سولت له نفسه الإبلاغ عن العثور على إحدى القطع الأترية فإن المواطن البسيط المغلوب على أمره يظل ـ إذا وقع في هذا المأزق ـ هائماً بين مطرقة السلطة وسندان الوسطاء وحائراً بين عصا المخزن وتفاحة السماصرة.
فإلى متى سيستمـر الإهمـال واللامبالاة في حق المواقع الأترية والمعالم الحضارية التاريخية التي من الواجب إظهـارها كموروث ثقافي يشهد على فترات النضال لأبناء هذا الوطن عبر حقب عديدة؟ وإلى متى سيظل الضياع يخيم على هاته المـآثر؟ وهل ستظل الجهات المعنية بالأثار وكذا الجماعات المحلية والسلطات مكتوفي الأيدي ومكتفون بالتفـرج خاصة أن ماخفي أعظــم وأجــل؟./. عن جـريدة "مازكان نيوز" بقلم جمال وفدي
وعندما تعود وسائل الإعلام ذاتها للحديث عن إعادة ردم تلك المعلمـة...
وعندما يكثر الحديث في الكواليس عن العثور على تحفة أترية لفضتها أمواج البحر بتراب جماعة سيدي علي بنحمدوش...
وعندما نسمع عن آعتقال فقهـاء وموظفيـن يحاولون آستخراج بعض الكنوز، وكل هذا يحدث بإقليم الجديدة حاضرة دكالة نعلم أن أجزاءًا من التاريخ تتعرض للإهمال والضياع وأن التهميش قد ?ستفحل وتسيَّـد على حساب المآتر التاريخية والمنشآت العمرانية التي خلّفـها الأجداد...
إنه العبث بمعالم منطقة بأكملها منطقة غنية بتراثها الإنساني من خلال مايُكتشف من أتارات عن طريق الصدفة بين الفينة والأخرى ودون أدنى محاولة من المسؤولين للبحث والتنقيب عمَّاوراء تلك المآتر وما تُخبئه من أسرار عن حقب لأزمنة مختلفة...
يحُـز في النفس كثيراً أن يتهافت الأجانب بلهفة كبيرة وراء قطع أترية نادرة مغربية قحة ويُجندون لها سماصرة ينتعشون من هذا المجال وينشطون فيه بكل الأساليب بكل الأساليب ومختلف الطرق ليظفروا ببعض التحف ويبدلوا في ذلك ما يبدلون من جهد ويصرفوا مايصرفون من أموال دون مبالاة لأنهم يدركون جيداً تمام الإدراك قيمة ماسيتحصّلون عليه، وعلى العكس تماماً يكتفي مسؤولونا المعنيون بالأمر ب?نتظار ماتُسفر عنه بعض عمليات الحفروالجرف الخاصة إمابالصرف الصحي أوتعبيدالطرق أوحفر بعض الأقبية لتقود عن طريق الصدفة إلى سرداب أو نفق يخبيء وراءه مايخبيء... وحتى هاته العمليات أكثرها يتم في سرية تامة ودون إبلاغ السلطات مخافة المساءلة وهناك الكثير من الآكتشافات فضّل متشفوها إعادة طمرها وإقبارها للأبد للوصول بمشروعهم أومسكنهم لبر الأمان لأن تدخل السلطة في الأمر من شأنه أن يؤخر أويلغي مشروع بناء ولربما في بعض الأحيان يتم تطبيق نزع الملكية حسب ماتقتضيه المصلحة العامة،
وفي هذا الإطار ومادامت الدولة لاتنهج أي سياسة تشجيع أو تحسيس بأهمية الموروث الثقافي والثرات الإنساني وتكتفي فقط بسلسلة من السين والجيم في حق كل من سولت له نفسه الإبلاغ عن العثور على إحدى القطع الأترية فإن المواطن البسيط المغلوب على أمره يظل ـ إذا وقع في هذا المأزق ـ هائماً بين مطرقة السلطة وسندان الوسطاء وحائراً بين عصا المخزن وتفاحة السماصرة.
فإلى متى سيستمـر الإهمـال واللامبالاة في حق المواقع الأترية والمعالم الحضارية التاريخية التي من الواجب إظهـارها كموروث ثقافي يشهد على فترات النضال لأبناء هذا الوطن عبر حقب عديدة؟ وإلى متى سيظل الضياع يخيم على هاته المـآثر؟ وهل ستظل الجهات المعنية بالأثار وكذا الجماعات المحلية والسلطات مكتوفي الأيدي ومكتفون بالتفـرج خاصة أن ماخفي أعظــم وأجــل؟./. عن جـريدة "مازكان نيوز" بقلم جمال وفدي