اعلام ومشاهير دمياط - الشيخ رزق خليل حبه
رزق خليل حبة شيخ عموم المقارئ المصرية الراحل
النشأة والمولد :
ولد بقرية كفر سليمان البحري بمحافظة دمياط شمالي مصر سنة 1918
قصته مع حفظ القرآن الكريم:
التحق الشيخ رزق رحمه الله بالمدرسة الابتدائية وتخرج منها، ثم انتقل إلى التعليم الأوّلي، وأتقن علم المحاسبة الإدارية، وحتى هذه اللحظة لم يكن قد حفظ القرآن الكريم.
ولما بلغ الثامنة عشرة من عمره وفد إلى بلدته الشيخ (أبوالعينين شعيشع) وقرأ فيها. يقول الشيخ رزق رحمه الله عن هذا الموقف : (فلما سمعته في هذه الليلة تأثرت بما يتلوه من قرآن وشدّتني آية تلاها من سورة الحجر : " ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم . لا تمدّن عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم ، ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين". وهزتني من الداخل ولم تبرح أذني حتى الآن، وكنت في تلك الفترة أحفظ بعض السور القليلة من جزأي عم وتبارك، فقررت أن أحفظ القرآن، ولم يكن حفظي في تلك الفترة لوجه الله تبارك وتعالى، بل كان حبًّا في صوت الشيخ شعيشع، لأنني كنت أتلو القرآن بيني وبين نفسي بصوت جيد، وشجعني على ذلك أنني كنت مُقدماً على سن التجنيد. ووقتها كان يعفى من دخول الجيش من يحفظ القرآن الكريم كاملاً).
وذهب الشيخ رزق إلى أحد فقهاء بلدته هو الشيخ حسن سعيدة، وعرض عليه الفكرة، فاستبعد الشيخ عليه أن يحفظ القرآن في مدة هي أقل من سنة ، وهي المدة الباقية على طلب التجنيد ، لكنّ الشيخ رزق جدّ واجتهد وبدأ بحفظ ربع من القرآن كل يوم حتى أتمه في ثمانية أشهر كاملاً وامتحن فيه وأعفي من التجنيد .
رحلته العلمية:
هذا النجاح دفع الشيخ رزق حبة إلى الانتساب للأزهر الشريف فغادر دمياط إلى القاهرة، وهناك درس العلوم الشرعية والعربية وحصل على الشهادة العالية للقراءات وشهادة التخصص في القراءات من قسم القراءات بكلية اللغة العربية . وتخرج من الأزهر عام 1952م.
بعد ذلك عمل مدرساً بمعهد القاهرة والقراءات الثانوي بالخازندار، ثم عمل مفتشاً على مستوى الجمهورية من عام 69 إلى 78، مما أتاح له فرصة التنقل بين المحافظات للتفتيش على علوم القرآن.
ودعته دولة الإمارات العربية للإشراف على تسجيل مصحف مرتل، بمدينة أثينا باليونان ، وذلك لترجمة معاني القرآن عليه.
كما عمل عضواً أساسيًّا بلجنة الاختبارات بالإذاعة من عام 1961م إلى آخر حياته، وأتاح له عمله تصحيح واستماع المصاحف المرتلة، ومنها ستة مصاحف للشيخ محمود خليل الحصري، برواية ورش وقالون وأبي عمرو البصري وحفص عن عاصم.
وقام أيضاً بتصحيح مصاحف مرتلة بصوت الشيخ محمد صدّيق المنشاوي، ومصطفى إسماعيل، وعبد الباسط عبد الصمد، ومحمد محمود الطبلاوي، وأحمد نعينع ، وعلي حجاج السويسي، إضافة إلى الأشرطة الصوتية التي سجلت بالإذاعة لمشاهير القراء، أمثال : الشيخ محمد رفعت ، وعبد الفتاح الشعشاعي، ومنصور الشامي الدمنهوري.
انتُدب المترجم كذلك للمغرب، وذلك للإشراف على تسجيل كامل للمصحف المرتل بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، برواية ورش عن نافع، وتم التسجيل في ثلاثة عشر يوماً .
عمل مصححاً للمصاحف بالأزهر . عُيّن لمقرأة مسجد السيدة سكينة ، ثم مقرأة مسجد عمر بن الخطاب.وفي عام 1981م صدر القرار الوزاري رقم (49) بتعيينه شيخاً للمقارئ المصرية لشؤون المقرئين المحفظين.
قام بمراجعة وتصحيح المصحف المصرح به من لجنة المصحف، والمطبوع برواية ورش عن نافع المدني، للجزائر، تحت رقم 498، بتاريخ 5/6/1407هـ وقد وجد به عدداً من الأخطاء أرسل بها كشفاً إلى إدارة الأزهر لتداركها.
كان يقوم بإعداد برنامج (الرحمن علم القرآن) بالإذاعة، كما قام بالإشراف على المعهد الدولي للقرآن الكريم بمسجد (الخلفاء الراشدين). وطالب بعودة المجلس الأعلى للمقارئ.
مشايخه:
قال الشيخ رزق حبة رحمه الله : " أما بالنسبة للإجازات التي بالسند فأخذناها عن مشايخنا القدامى الذين حضرنا عليهم في الأزهر مثل الشيخ عامر السيد عثمان، وشيخي حسين حنفي وهو من علماء الأزهر والذي قرأ على الشيخ فتح الباب وهو عن الشيخ محمد المتولي، وقد قرأت عليه علم التجويد والقراءات السبع من الشاطبية. كما قد أخذنا عن الشيخ الجريسي وأخذنا بقية العلوم عن الشيخ السمنّودي " .
مؤلفاته:
أما بالنسبة للتأليف في علم القراءات فيقول الشيخ رزق حبة رحمه الله: أعتقد أنه مهما ألف في القراءات، فلن يأتي المؤلف بأي شيئ جديد، لأن ما كتب من قبل على يد أساتذتنا كاف ! ولكنني كنت أطبع مذكرات لتوزيعها على طلبة جامعة الأزهر.
وقد حصل على وسام الامتياز من الطبقة الأولى ليكون بذلك أول عالم من علماء القراءات يحصل عليها.
وفاته :
8 من ربيع الآخر 1425هـ = 27 من مايو 2004م
المصدر : كتاب اعلام ومشاهير دمياط ، تأليف محمد حسن عبد السلام ، منسق عام برلمان محافظة دمياط
النشأة والمولد :
ولد بقرية كفر سليمان البحري بمحافظة دمياط شمالي مصر سنة 1918
قصته مع حفظ القرآن الكريم:
التحق الشيخ رزق رحمه الله بالمدرسة الابتدائية وتخرج منها، ثم انتقل إلى التعليم الأوّلي، وأتقن علم المحاسبة الإدارية، وحتى هذه اللحظة لم يكن قد حفظ القرآن الكريم.
ولما بلغ الثامنة عشرة من عمره وفد إلى بلدته الشيخ (أبوالعينين شعيشع) وقرأ فيها. يقول الشيخ رزق رحمه الله عن هذا الموقف : (فلما سمعته في هذه الليلة تأثرت بما يتلوه من قرآن وشدّتني آية تلاها من سورة الحجر : " ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم . لا تمدّن عينيك إلى ما متّعنا به أزواجاً منهم ، ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين". وهزتني من الداخل ولم تبرح أذني حتى الآن، وكنت في تلك الفترة أحفظ بعض السور القليلة من جزأي عم وتبارك، فقررت أن أحفظ القرآن، ولم يكن حفظي في تلك الفترة لوجه الله تبارك وتعالى، بل كان حبًّا في صوت الشيخ شعيشع، لأنني كنت أتلو القرآن بيني وبين نفسي بصوت جيد، وشجعني على ذلك أنني كنت مُقدماً على سن التجنيد. ووقتها كان يعفى من دخول الجيش من يحفظ القرآن الكريم كاملاً).
وذهب الشيخ رزق إلى أحد فقهاء بلدته هو الشيخ حسن سعيدة، وعرض عليه الفكرة، فاستبعد الشيخ عليه أن يحفظ القرآن في مدة هي أقل من سنة ، وهي المدة الباقية على طلب التجنيد ، لكنّ الشيخ رزق جدّ واجتهد وبدأ بحفظ ربع من القرآن كل يوم حتى أتمه في ثمانية أشهر كاملاً وامتحن فيه وأعفي من التجنيد .
رحلته العلمية:
هذا النجاح دفع الشيخ رزق حبة إلى الانتساب للأزهر الشريف فغادر دمياط إلى القاهرة، وهناك درس العلوم الشرعية والعربية وحصل على الشهادة العالية للقراءات وشهادة التخصص في القراءات من قسم القراءات بكلية اللغة العربية . وتخرج من الأزهر عام 1952م.
بعد ذلك عمل مدرساً بمعهد القاهرة والقراءات الثانوي بالخازندار، ثم عمل مفتشاً على مستوى الجمهورية من عام 69 إلى 78، مما أتاح له فرصة التنقل بين المحافظات للتفتيش على علوم القرآن.
ودعته دولة الإمارات العربية للإشراف على تسجيل مصحف مرتل، بمدينة أثينا باليونان ، وذلك لترجمة معاني القرآن عليه.
كما عمل عضواً أساسيًّا بلجنة الاختبارات بالإذاعة من عام 1961م إلى آخر حياته، وأتاح له عمله تصحيح واستماع المصاحف المرتلة، ومنها ستة مصاحف للشيخ محمود خليل الحصري، برواية ورش وقالون وأبي عمرو البصري وحفص عن عاصم.
وقام أيضاً بتصحيح مصاحف مرتلة بصوت الشيخ محمد صدّيق المنشاوي، ومصطفى إسماعيل، وعبد الباسط عبد الصمد، ومحمد محمود الطبلاوي، وأحمد نعينع ، وعلي حجاج السويسي، إضافة إلى الأشرطة الصوتية التي سجلت بالإذاعة لمشاهير القراء، أمثال : الشيخ محمد رفعت ، وعبد الفتاح الشعشاعي، ومنصور الشامي الدمنهوري.
انتُدب المترجم كذلك للمغرب، وذلك للإشراف على تسجيل كامل للمصحف المرتل بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، برواية ورش عن نافع، وتم التسجيل في ثلاثة عشر يوماً .
عمل مصححاً للمصاحف بالأزهر . عُيّن لمقرأة مسجد السيدة سكينة ، ثم مقرأة مسجد عمر بن الخطاب.وفي عام 1981م صدر القرار الوزاري رقم (49) بتعيينه شيخاً للمقارئ المصرية لشؤون المقرئين المحفظين.
قام بمراجعة وتصحيح المصحف المصرح به من لجنة المصحف، والمطبوع برواية ورش عن نافع المدني، للجزائر، تحت رقم 498، بتاريخ 5/6/1407هـ وقد وجد به عدداً من الأخطاء أرسل بها كشفاً إلى إدارة الأزهر لتداركها.
كان يقوم بإعداد برنامج (الرحمن علم القرآن) بالإذاعة، كما قام بالإشراف على المعهد الدولي للقرآن الكريم بمسجد (الخلفاء الراشدين). وطالب بعودة المجلس الأعلى للمقارئ.
مشايخه:
قال الشيخ رزق حبة رحمه الله : " أما بالنسبة للإجازات التي بالسند فأخذناها عن مشايخنا القدامى الذين حضرنا عليهم في الأزهر مثل الشيخ عامر السيد عثمان، وشيخي حسين حنفي وهو من علماء الأزهر والذي قرأ على الشيخ فتح الباب وهو عن الشيخ محمد المتولي، وقد قرأت عليه علم التجويد والقراءات السبع من الشاطبية. كما قد أخذنا عن الشيخ الجريسي وأخذنا بقية العلوم عن الشيخ السمنّودي " .
مؤلفاته:
أما بالنسبة للتأليف في علم القراءات فيقول الشيخ رزق حبة رحمه الله: أعتقد أنه مهما ألف في القراءات، فلن يأتي المؤلف بأي شيئ جديد، لأن ما كتب من قبل على يد أساتذتنا كاف ! ولكنني كنت أطبع مذكرات لتوزيعها على طلبة جامعة الأزهر.
وقد حصل على وسام الامتياز من الطبقة الأولى ليكون بذلك أول عالم من علماء القراءات يحصل عليها.
وفاته :
8 من ربيع الآخر 1425هـ = 27 من مايو 2004م
المصدر : كتاب اعلام ومشاهير دمياط ، تأليف محمد حسن عبد السلام ، منسق عام برلمان محافظة دمياط