ما قتل الخصمين غير ذقنكا
ما قتل الخصمين غير ذقنكا
...........
عندما أرى بعض الشيوخ يفتون الناس عن جهل وبلا دليل
ولا تبصر بالواقع وما فيه من أحوال ومستجدات
أتذكر قصيدة أحمد شوقي الظريفة التي يقول فيها :
تَنازَعَ الغَزالُ وَالخَـــــروفُ : وَقالَ كُلٌّ إِنَّهُ الظَريــــفُ
فَرَأَيا التَيسَ فَظَنّا أَنَّـــــهُ : أَعطاهُ عَقلاً مَن أَطالَ ذَقنَــه
فَكَلَّفاهُ أَن يُفَتِّشَ الفَــــــلا : عَن حَكَمٍ لَهُ اِعتِبارٌ في المَـــلا
يَنظُرُ في دَعواهُما بِالدِقَّــــه : عَساهُ يُعطي الحَقَّ مُستَحِقَّه
فَسارَ لِلبَحثِ بِلا تَوانـــــــي: مُفتَخِراً بِثِقَةِ الإِخــــــوانِ
يَقول عِندي نَظرَةٌ كَبيـــرَه : تَرفَعُ شَأنَ التَيسِ في العَشيرَه
وَذاكَ أَن أَجدَرَ الثَنــــــــــاءِ : بِالصِدقِ ما جاءَ مِنَ الأَعــــداءِ
وَإِنَّني إِذا دَعَوتُ الذيبـــــــا : لا يَستَطيعانِ لَهُ تَكذيبـــــا
لِكَونِهِ لا يَعرِفُ الغَـــــــــزالا : وَلَيسَ يُلقي لِلخَــــــروفِ بالا
ثُمَّ أَتى الذيبَ فَقالَ طِلبَتي : أَنتَ فَسِر مَعي وَخُذ بِلِحيَتي
وَقادَهُ لِلمَوضِعِ المَعـــروفِ : فَقامَ بَينَ الظَبيِ وَالخَــــروفِ
وَقالَ لا أَحكُمُ حَسبَ الظاهِرِ : فَمَزَّقَ الظَبيَينِ بِالأَظـــافِرِ
وَقالَ لِلتَيسِ اِنطَلِق لِشَأنِكا : ما قَتَلَ الخَصمَينِ غَيرُ ذَقنكا