نفحات شهر المحرم
نفحات شهر المحرم
شعر : وحيد حامد الدهشان
..................
للـهِ فِي أَيَّامِنــــا نَفَـحَـاتُ : عِبَـرٌ تُنِيرُ دُرُوبَنَــــا وَعِظَـاتُ
شَهْرُ المُحَــرَّمِ حِيـنَ يُقْبِلُ نَحْوَنَا : تَنْسَـابُ مِـنْ أَعْمَاقِنَـا الزَّفَرَاتُ
ذِكْرَاهُ تَرْسُـمُ لِلتَّــجَرُّدِ مَشْهَـدًا : فِيـهِ لِمَنْ يَرْجُو الهُدَى المَثُــلاتُ
شَتَّانَ بَيْنَ المَشْهَدَيْنِ فَهَـا هُنَا : سَمْتٌ تُغَايِرُهُ هُنَـاكَ سِمَـاتُ
لَوْ قُلِّبَتْ عَيْنُ البَـــــصِيـرَةِ فِيهِمَا : لَتَعَجَّبَتْ مِمَّا تَـرَى النَّـظَـرَاتُ
فَهُنَـــاكَ إِيمَـانٌ يُوَحِّـدُ أُمَّةً : فِـي عِزَّةٍ . وَعَقِيــدَةٌ وَثَبَـاتُ
وَهُنَا شُكُـــوكٌ أَوْرَثَتْنَـا ذِلَّـةً : بَيْنَ الأَنَــامِ وَخَارَتِ العَزَمَـاتُ
وَهُنَاكَ أَحْيَـــاءٌ بِرَغْمِ رَحِيلِهِـمْ : وَهُنَـا حَيَـــاةُ الخَانِعِيـنَ مَوَاتُ
وَهُنَاكَ مَنْ هَجَرُوا الضَّلالَةَ وَالهَوَى : وَهُنَا أُنَاسٌ فِـي الضَّلالِ عُتَاةُ
وَهُنَاكَ شُـورَى فِي الأُمُورِ وَحِكْمَةٌ : وَهُنَــا غُرُورُ جَهَالَةٍ وَطُغَـاةُ
وَهُنَاكَ تَضْحِيَـــةٌ وَحُبُّ شَهَـادَةٍ : وَهُنَا قُلُـوبٌ نَبْضُهَـا الشَّهَوَاتُ
يا أُمَّتِي هَذِي المَوَاسِـمُ مِنْحَـةٌ : وَلِكُلِّ ذِي لُبٍّ بِهَـــــــا لَمَحَـاتُ
يَا أُمَّتِي هَذَا طَرِيـقُ المُصْطَفَى : هُـوَ عِـــزَّةٌ وَكَرَامَــــةٌ وَحَيَـــــاةُ
يَا أُمَّتِي مَكْـرُ الثَّـــعَالِـبِ حَوْلَنَـا : وَعَلَى حُدُودِكِ قَــــدْ أَقَامَ غُزَاةُ
جُـودِي إِبَاءً بِالدِّمَــــــاءِ فَإِنَّـهُ : مَا مَاتَ فِـي سَفَـرِ الحَيَاةِ أُبَاةُ