فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


قصيدة البرقـــع . د محمد نجيب المراد

قصيدة البرقـــع

د محمد نجيب المراد

...............

شَبَّبـتُ فيها فاستثـرتُ الأدمُعــا : لا الشِّعرُ جاملني ولا الدمـعُ ادعى

قـلبي الذي في حبهـا ولحـبها : غنّى القصائدَ في الغرام وأسمَعَـا

أواهُ مِـنْ وَجْــدِ القلـوبِ فإنـهُ : إنْ زادَ أوْ إن قلَّ كانَ مُوَجِّعـا

لمـا دنـوتُ سـألتُها في أنْ أرى : فإذا سفورُ الوجـهِ كان البرقعا

فرجـوتهُـا فَتَعزّزتْ وتمنّعـت : فرضيـتُ في وصلٍ يجيءُ تمنُّعا

حبـي وحـسبي بالدلالِ وإنني : واللهِ أرضى أن يكـونَ تَصنَّعـا

ضيَّعتُ عمـري في انتظارِ وصالِها : أنا ما حزنـتُ بأن يكونَ مُضيَّعا

وضممتُها بين الضـلوعِ صبابةً : ورجوتُها فـي أَنْ تَضُمَّ الأضلعا

وشربتُ دمعَ العشـقِ كأسَ تَضلُّعٍ : الدمعُ يُشـربُ إن عشقتَ تَضَلُّعا

كم طفتُ حولَ ربوِعها مستعبراً : وبقربها هذا فؤاديَ كم سعى

ووقفتُ عندَ البابِ علَّ أو عسى : فالحبُّ كان تصبُّراً وتَوَقُّعـا

البابُ هذا البابُ كم طَرقَتْ يدي : ووقفـتُ أنتظـرُ الجوابَ . مُدمِّعا

أطرقتُ بعد الطَرْقِ أدعو باسمها : الله َما وهنتْ يدايَ على الدعا

فسمعـتُ في عمقِ السكونِ إشـارةً : فازدادَ قلبـي غبطـةً وتسـرَّعا

ولربما أعطـى الحبيـبُ علامـةً : أحيا بهـا أرضَ المحـبِّ وأَمـرَعا

كان اللقـاءُ على العِشاءِ فجئتُهـا : فإذا بريحِ المسكِ كـانَ تضوَّعا

وإذا المؤذِّنُ للصـلاةِ مُكبّـر : وإذا بحشدِ النـاسِ كـانَ تجمَّعـا

فوقفتُ مرتبكاً وكلّي أعينٌ : فرأيتُ نوراً خالصاً قد شَعشَعا

فصُعِقْـتُ ثمّ صحوتُ بعد سُويعةٍ : وكأنَّ قلبي عنـد صعقِتهِ وعى

ورأى بمحضِ الصدقِ أسرارَ الهـوى : ما أجمـلَ الأسرارَ بـلْ مـا أروعا

قـد يصبحُ القلبُ المحـبُّ منـازلاً : للمشرقاتِ وكـان قبل البَلْقَعا

أحببُتها وأحبَّ تربتَها أبـي : وكذاكَ جَـدّي حَجَّهـا وتمتَّعا

ورأيتُهم صَـلُّوا إليها قِبـلةً : وتعهـدّوا أنْ لا أكـونَ مضيِّعا

وتضرّعوا بالليلِ نحـو ربوعها : فسمعتُـه قد كـادَ أنْ يتضرعا

ورأيتُ جَدّي قبل حج ٍ بـاكيا : ورأيتُ – أقسمُ – منه دمعـاً هُمَّعا

مَلكتْ علينا اللبَّ سـبحان الذي : خلقَ المهابةَ والجمالَ وأبـدعا

فترى الجموعَ أمام هيبتهـا انحنَوْا : للهِ خرّوا سجَّداً أو رُكّعا

هـي كعبةُ الأسرارِ هـذي مكةٌ : دامتْ - علـى مرِّ العصـورِ - الأرفعا

أُرضِعتُ حبكِ مكـةٌ منذ الصِّبا : أو قبـل حتى أَنْ أكونَ وأُرضَعا


وَنَزَلتُ بابَكِ صـادقاً مُتبتِّلاً : ورجوتُ أنْ تضعي لأجلي البرقعا


تقييم:

1

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة