-برج أخريص وثورة بو مزراق أو ثورة المقراني
- عام بو مزراق أو ثورة المقراني
" إن الأعيان الذين لم يتبعوا عبد القادر , سواء بدافع المصلحة أوبدافع مركب الغرور , سوف يدفعون غاليا ثمن تخاذلهم , ففي مرحلة أولى سيسقطون في مرتبة دنيا , ثم سيشملهم في مرحلة لا حقة التدهور والإنحطاط العام الذي لحق كل الجزائرين"
محمد حربي
تسببت هزيمة الإمبراطورية الفرنسية بقيادة الإمبراطور نابليون الثالث أمام ألمانيا بقيادة المستشار الداهية بسمارك في معركة سيدان عام في إنقلاب الأوضاع الاروبية رأسا على عقب ,وكان لها على وجه الخصوص إنعكاسات خطيرة في الجزائر , حيث إندلعت فيها , إبتداء من شهر جانفي 1871 مواجهات عنيفة بين الأهالي والمستوطنين ثم اتخذت في شهر مارس من السنة ذاتها شكل إنتفاضة عارمة , قادها الباشاغا محمد المقراني خليفة منطقة مجانة بلغ عدد الجموع الثائرة 200000 مقاتل واجهوا الجيش الفرنسي البالغ عدده 86000 جندي استغرقت المواجهات العنيفة والدامية عدة شهور قبل أن يتمكن الفرنسيون من اخمادها (1) إستنجد الجيش الفرنسي خلالها, بالقوات البحرية ومليشيات المستوطنين , التي شاركت بقسط وافر في عمليات التهدئة التي بلغ عددها 350 معركة (2) حيث " كان القمع رهيبا " حسب ماذكره لويس رين, في كتابه عن هذه الثورة, ,حكم خلالها على الاهالي بدفع غرامات جماعية تقدر 36,5 مليون فرنك , ناهيك عن حجز أراضيهم التي تقدر مساحتها بحوالي 450000 هكتار(3) .
لقد كانت ثورة المقراني أكبر وأشمل تمرد عاشته الجزائر قبل حرب 1954 وكانت لها آثار خطيرة على الشعب الجزائري على مختلف النواحي السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية , بدأ التمرد بالهجوم على سوق أهراس, من طرف المقاتلين المنتمين ,إلى قبيلة الحنانشة , بقيادة الشيخ الكبلوتي (جانفي 1871) ,
(1) أوليفي لوكور غرانميزون الجمهورية الإمبراطورية ص 50
(2) نفس المصدر ص51
(3) نفس المصدر ص51 1
ثم بعد ذالك حدثت إنتفاضة قبيلة اولاد عيدون في الشمال القسنطيني, (فبراير) تلتها ثورة النمامشة وأولاد عبيد استجابة لنداء محي الدين بن عبد القادر الذي قدم من تونس بناء على" اوامر السلطان " لقيادة الأنتفاضة , والذي ذكر في نداء قرأ في الجوامع أن"ساعة الخلاص قد دقت " وقد تم حصار مدينة تبسة , وفي الجنوب قام الشعابنة الذين كان يتزعمهم بوشوشة بالإستيلاء على مدينة ورقلة (مارس 1817)(1) , وفي يوم 17فيفري 1871 قدم الباشاغا المقراني استقالته للمرة الثانية غلى كل من
الجنرال اوجور في قسنطينة والجنرال لالمان في الجزائر , فحاول لالمان تهدئته بإسلوبه الإداري المراوغ تمشيا مع ظروف فرنسا المتدهورة , غير ان الباشاغا كان مصمما على قراره, فجدد استقالته مرة أخرى يوم09 مارس , وأعاد مرتبه الشهري عن شهر فيفري كما اعاد شارة الباشاغا إلى وزارة الحرب الفرنسية (2) ودعا مساء يوم الثلاثاء 14 مارس إلى اجتماع عام أو مؤتمر حربي لكل اقرباءه من أولاد الحاج وقواد الدواوير والأعراش التابعين له , في منطقة مجانة والبرج, وتدارس معهم الوضع الجديد , والخطط الاولى لحركته المقبلة , وأعلن لهم أن الوقت قد حان للثورة ضد حكومة اليهود والتجار(3) ولقد تقرر في هذا الإجتماع, أن يزحف الباشاغا محمد المقراني, بنفسه على مدينة برج بوعريرج , بقواته حوالي ستة آلاف مقاتل- يوم 16 مارس 1871 ويقوم في نفس الوقت بتطوير الحرب في عمالة قسنطينة ,في حين يتجه اخوه احمد بومزراق للعمل في منطقة ونوغة وسور الغزلان نظرا لخبرته بالمنطقة فهو كما سبق قائد عرش ونوغة, بينما كلف ابن عمه وصهره السعيد بن داوود بقيادة الثورة في منطقة الحضنة وبوسعادة , وأولاد نايل , وكان على ابن عمه الحاج بوزيد بن عبد الرحمان شقيق السعيد بن داوود- أن يزحف من الحضنة على رأس خمسة عشر الف رجل إلى البرج بوعريريج- والمناطق الشمالية لتدعيم الثورة (4) .
برج أخريص في قلب ثورة المقراني:
هكذا توجه احمد بومزراق على أثرهذا المؤتمر الحربي ,رفقة ابن عمه علي بورنان- قائد مزيتة - منطقة المهير حاليا- وعشرين من فرسان الحشم وما بين مئتين وثلاثة مئة من مشاة بني إنطاسن إلى خان واد أخريص الذي سبق للسلطات الفرنسية أن وضعت فيه في الثاني من مارس1871 عشرة من جنود الزواف(6) تحسبا لإندلاع الثورة , فوصله مساء الاربعاء فحط بمحلته فيه(10) , وقد كان يتواجد بالخان إضافة للجنود الزواف , اسعيد أو بن أبي القاسم قائد أولاد سالم مع اثنين من الأروبيين ومجموعة من الأهالي (11)وفي اليوم السادس عشر من نفس الشهر وفي حوالي الساعة العاشرة, في نفس الوقت الذي كان أخوه الباشاغا المقراني يهاجم مدينة برج بوعريريج قام بومزراق بالهجوم على الخان ,
(1) د. يحي بوعزيز مجلة الأصالة ص 17 -18 العدد
(2) د. يحي بوعزيز مجلة الأصالة ص27 العدد
(3) يقصد بالتجار المعمرين ويقصد بحكومة اليهود تعيين اليهودي أودلف كريميو
(4) د. يحي بوعزيز مجلة الأصالة ص
(5)
(6)
2
لكن المدافعين قاموا بهجوم مضاد , مماأجبر المهاجمين على التراجع , ولم يستطيعوا التقدم , في هذه الأثناء وفجأة إندفع أحد ثوار بني إنطاسن متقدما نحو مدخل الخان في محاولة منه لجذب واستمالة المدافعين إلى خارج الخان , لكنه قتل على بعد خمسين مترا من المدخل , في تلك الأثناء وفور ذالك انفتح الباب قليلا وقام أحد جنود الزواف بمساعدة بعض أصدقائه مندفعا حاملا حربة في يده واقتحم النفر الي كان يحيط بالخان , وهذه الحادثة وضعت حدا للهجوم, (1) في هذا اليوم بعث أقويدر بن عمر قائد أولاد سي عمر منطقة الحجرة الزرقاء حاليا رسالة إلى الكولونيل تروملي حاكم سور الغزلان , يخبره فيها بقدوم إلى منطقة واد أخريص بقواته ,
هذا نصها:
"الحمد لله وحده.
إلى المحترم الكولونيل حاكم قسمة سور الغزلان السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد :نعم سيدي نخبرك على شأن بومزراف المقراني ,حط بمحلته في برج واد الكسانة , عشوت الخميس, وها أنا أخبرتك بالواقع ,ونظرك أوسع, والسلام بتاريخ 16 مارس 1871 كتب عن إذن أقويدر بن عمر قائد أولاد سي عمر"(2)
وأحكم بومزراق الحصار على الخان ولكنه لم يوفق في اقتحامه , فقد أرسل الجنرال تروملي قائد مكتب العرب بسور الغزلان النقيب كارتي راد cartairade رئيس المكتب العربي مع فصيلتي من قناصي إفريقيا- فصيلة إعدام- (3) و(قوم )(4) من أولاد إدريس يقدرعددهم بحوالي 600 جندي وصلوا في حدود الساعة الثالثة صباحا من اليوم التالي , وقبل ذالك كان بومزراق والثوار الذين معه قد فكوا الحصار وغادروا المكان بعدما علم بقدوم التعزيزات للمحاصرين(5) , وانتظر كارتي راد في الخان لعل بومزراق يعاود الهجوم أويستطيع أن يعرف مكانه, لكنه لم يحصل على طائل .
كمين المهادة.
وفي يوم 18 مارس وبعد أن علم كارتي راد carairade من قائد أولاد سالم أن فرقة المهاد من عرش بني إنطاسن قد لعبت دورا رئيسيا في هجوم يوم 16 مارس على الخان المذكور, إتجه إلى الجبال المحيطة بالمهاد رفقة فرقته , فوجد المنطقة مهجورة , وفي غضون ساعتين , وبعد أن أحرق كل المشاتي والحقول المهجورة , إتخذ طريق العودة إلى الخان ,
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لويس رين- إنتفاضة 1817 ص 171-172
(2) د. يحي بوعزيز موقف العائلات الأستقراطية من الباشاغا المقراني وثورته ص86
(3) مايطلق عليهم اسم السرسور
(4) يقصد بالقوم فرسان الصبايحية
(5) لويس رين إنتفاضة 1871 ص 172 بورجاد المجلة الإفريقية 1891 ص41
وفجأة تعرض للهجوم من طرف بو مزراق وبورنان المقرنيان على رأس خمسين فارسا وحوالي ثمانمائة من المشاة ليحتدم القتال لحوالي ثلاث ساعات,أظهر خلالها (قوم) أولاد إدريس كفاءة وتماسكا وحكمة كبيرة رغم إصابة أربعة أحصنة لهم بجروح خطيرة حسب ماذكر لويس رين في كتابه , ومن جهة أخرى لعبت فصيلتا قناصي إ فريقيا بقيادة النقيب أولريش دورا رئيسيا في هذه المعركة , فقد قاتلوا مشاة على الأرض تارة و تارة أخرى على الأحصنة ,وذالك حسب طبيعة المنطقة , وتكبدوا جرح ضابط وعريف , بالإضافة إلى إصابة فارس جزائري تابع للقائد كارتي راد carairadeأما في ثوار بو مزراق فقد بلغت خسائره حسب المصادر الفرنسية خمسة عشر قتيلا والعديد من المصابين , في حين واصل باقي الثوار إطلاق النار على الجنود الفرنسيين , الذين واصلوا الإنسحاب إلى الخان , فوصلت إليه في حدود الرابعة مساء(1).
التغلب على الحداد بن قليل. ذكر لويس رين في كتابه عن هذه الثورة أن بومزراق بعد كمين واد المهاد لم يشأ أن يترك ثواره تحت صدمة الإخفاق ,التي مني بها في هذا الكمين , فأوكل لثواره مهمة جديدة لكنها مضمونة وقليلة الخطورة في نفس الوقت , وهي الهجوم على محلة قائد أولاد مسلم الحداد بن قليل الذي تمركز (بقومه) على بعد ثمانية كيلومترات من برج واد أخريص,لكن الحقيقة هي أن بومزراق قد حارب المتعاونيين مع الفرنسيين بنفس الحماس والإرادة اللذين حارب بهما الفرنسيين, تماما كما فعل باقي قادة الثورة وقد كان يدرك خطورة هؤلاء ,فمما لا شك فيه , أنهم كانوا من أهم أسباب فشل ثورة المقراني ,فقد كانوا عيونا للجيش الفرنسي على الثوار في كامل تحركاتهم وكانوا جهاز إستخبارات كامل بحق, ومن يطلع على مراسلاتهم يدرك حجم الدور الذي قاموا به ,وهم في غالبيتهم ينتمون لما يعرف بالعائلات الكبيرة التي راهن الباشاغا المقراني وقادته على كسبهم لصف الثورة وفشلوا في ذالك, وهكذا اتجه بومزراق يوم التاسع عشر من نفس الشهر,- كما أسلفنا- إلى محلة الحداد بن قليل الذي بقي وفيا للسلطلت الفرنسية واستطاع التغلب عليه وأخذ له محلته بمافيها قطعانه من الغنم وهذا النصر رفع معنويات الثوار ودفع المزيد من السكان للإنضمام إليه(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لويس رين اإنتفاضة الجزائر ص 172
(2) يحي بوعزيز ثورة الباشاغا المقراني ص . لويس رين نفس المرجع ص172. 173
مما جعل سكان عرش أولاد سالم المجاورين، يخافون من نفس المصير، فكتبوا إلى حاكم سور الغزلان تروملي الرسالة التالية: الحمد لله وحده .
سعادة المعظم الأرفع السيد الكولونيل حاكم دائرة سور الغزلان ، السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته وتحياته ورضوانه ، وبعد نخبرك عن شأن جوابك قد أتانا وقريته وفهمنا ما فيه ، عن شأن الرجال الذين بعثت لهم ، فترانا في اليوم الذي علينا في شدة وضيق من جانب أبي مزراق، فهاهو نازل في بلاد أولاد مسلم ،وكل ليلة ويوم قائمين بالفزع ، فترانا مرعوبين أشد الإرتعاد من جيشه ، واليوم إذا أعطى الله منك ، ومن جزائل فضلك تبعث قائدنا يدبر علينا، كيف يا عجب ،الغنم إذا لم تكن بلا راع أكلتها الأذياب() وجذرة بلا رأس كيف تقيم ،واليوم ياسيدي فترانا خدام()، وكما تقول نعم() ولا تأخذوا رأي الشياطين وأنت تعمى ،وأكل الرعية ، والسلام من خدامك عرش أولاد سالم والتاريخ 26في شهر الله المعظم مارس 1288 .اهـ()
ويتضح من هذه المكاتبة ، أن غياب قائدهم عن عرشه ووجوده إلى جانب الأوروبيين في مركز واد أخريص هو الذي دفع بومزراق إلى المبالغة في مهاجمتهم ، كما يتضح أن بعضا من سكان العرش انضموا إلى بومزراق ، وأصبح حاكم سور الغزلان يشك في باقي أفراد العرش ()
مـــــعركة الســــــرج: في نفس يوم التغلب على الحداد بن قليل ومع انتشار الثورة قام ثوار مشدالة بحرق البنايات المهجورة في (تالة رانا ) الواقعة بجانب برج بني منصور , تكون هذه البنايات مهجورة شتاء ومحجوزة من طرف رئيس قسم بني منصورصيفا, ثم قام الثوار بعدها بفرض الحصار المنطقة , نتيجة لهذا الهجوم بدأ الكولونيل- العقيد- تروملي بالتخوف من ضعف فرقة القائد كاتي راد والقائد أولريش وقام بضم كل مايوجد في المنطقة العسكرية أومال واتجه في عشرين مارس إلى واد أخريص وصل إلى هناك في نفس اليوم على الساعة الرابعة مساء بدون صعوبات أو التعرض للهجوم مستقدما معه فصيلتين من قناصي إفريقيا وثلاثمائة من الذين تم تجنيدهم من ساحل العاج , تحت إمرة القائد بيريوberrieux الضابط السابق في شبه جزيرة القرم وإيطاليا , إلا أنه في منتصف الليل جاءته برقية من الجزائر تحمل أمرا إجباريا بالعودة إلى أومال والإقتصار على دوريات المدافع فالظروف العامة كانت جد حرجة ،ومن الصعب المغامرة في منطقة صعبة مثل ونوغة ، بفرقة ضعيفة جدا كتلك التي في المنطقة - فرقة الكولونيل كارتي راد - لكن الكولونيل تروملي رأى أن العودة إلى أومال سور الغزلان- دون إشعال أي شعلة خوفا من إنكشافهم, مع إحتمال التعرض للهجوم في غابة الكسانة أنظر الخريطة رقم1 والتعرض للخسائر البشرية , التوجه جنوبا على العودة في نفس الطريق المباشر ، وكذالك لإتاحة الفرصة
الهجوم الثاني : بعد معركة السروج اتجه بومزراق والثوار نحو ثنية أولاد داود بجبل موقرنين مغنين- على بعد عشرين كيلو مترمن سور الغزلان ، ومن هناك كاتب أغلب قبائل المنطقة يدعوها للإنضمام إلى الثورة وإعلان الجهاد ضد العدو الفرنسي خاصة أولاد سي عمر الذين كانوا قليلي الحماس للثورة ، وسبق لقائدهم قويدر بن عمر أن أحاط حاكم سور الغزلان تروملي بقدوم بومزراق إلى المنطقة بقواته ،كما سبق ، وهذا نص الرسالة التي بعثها بومزراق"إلى كبراء اولاد سي عمر .
الحمدلله. كافة كبراء أولاد سيدي عمر عليكم السلام جميعا .مع دوام الرحمة , وسؤالنا عنكم وعن كافة جمعكم وإننا توكلنا على الله بقيام الجهاد في حق جهاده لحلول وجوه السبيل إليه , إن كنتم عضدا منا ورضيتم لرضائنا, فدونكم بثبوت أقدامكم, وسعيكم , بخير الدنيا والآخرة فيقدمون إلي الكبراء نتكلم معهم , بما يكون فيه العمل , ويبلغ لنا ولكم به المراد, وبالله الإعانة , والسلام , من إذن السيد أحمد بومزراق بن الحاج المقراني قايد ونوغة أمنه الله "
ويظر أنهم أجابوه عن رسالته ،ولكنه لم يقتنع بجوابهم ولم يثق في اخلاصهم واستعدادتهم ، ولهذا كاتبهم برسالة أخرى ، هذا نصها :
" الحمد لله وحده .صلى الله على سيدنا محمد وآله .وكافة أولاد سي عمر .السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته , وبعد : بلغنا جوابكم قرأناه وفهمنا ما فيه جملة وتفصيلا ,من أنكم حمدتم الله على قدومنا , عليكم , وأذنتم الطاعة (كذا) وإن كان الأمر كما قلتم فلا بد من مجيئكم إلينا , وننظر وجوهكم وتشافهونا ونشافهوكم بالكلام , والمفاوضة , وعليكم ألف سلام , إن كنتم مؤمنين , من السيد أحمد بومزراق , وفقه الله تعالى آمين , آمين , آمين , آمين "
" إن الأعيان الذين لم يتبعوا عبد القادر , سواء بدافع المصلحة أوبدافع مركب الغرور , سوف يدفعون غاليا ثمن تخاذلهم , ففي مرحلة أولى سيسقطون في مرتبة دنيا , ثم سيشملهم في مرحلة لا حقة التدهور والإنحطاط العام الذي لحق كل الجزائرين"
محمد حربي
تسببت هزيمة الإمبراطورية الفرنسية بقيادة الإمبراطور نابليون الثالث أمام ألمانيا بقيادة المستشار الداهية بسمارك في معركة سيدان عام في إنقلاب الأوضاع الاروبية رأسا على عقب ,وكان لها على وجه الخصوص إنعكاسات خطيرة في الجزائر , حيث إندلعت فيها , إبتداء من شهر جانفي 1871 مواجهات عنيفة بين الأهالي والمستوطنين ثم اتخذت في شهر مارس من السنة ذاتها شكل إنتفاضة عارمة , قادها الباشاغا محمد المقراني خليفة منطقة مجانة بلغ عدد الجموع الثائرة 200000 مقاتل واجهوا الجيش الفرنسي البالغ عدده 86000 جندي استغرقت المواجهات العنيفة والدامية عدة شهور قبل أن يتمكن الفرنسيون من اخمادها (1) إستنجد الجيش الفرنسي خلالها, بالقوات البحرية ومليشيات المستوطنين , التي شاركت بقسط وافر في عمليات التهدئة التي بلغ عددها 350 معركة (2) حيث " كان القمع رهيبا " حسب ماذكره لويس رين, في كتابه عن هذه الثورة, ,حكم خلالها على الاهالي بدفع غرامات جماعية تقدر 36,5 مليون فرنك , ناهيك عن حجز أراضيهم التي تقدر مساحتها بحوالي 450000 هكتار(3) .
لقد كانت ثورة المقراني أكبر وأشمل تمرد عاشته الجزائر قبل حرب 1954 وكانت لها آثار خطيرة على الشعب الجزائري على مختلف النواحي السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية , بدأ التمرد بالهجوم على سوق أهراس, من طرف المقاتلين المنتمين ,إلى قبيلة الحنانشة , بقيادة الشيخ الكبلوتي (جانفي 1871) ,
(1) أوليفي لوكور غرانميزون الجمهورية الإمبراطورية ص 50
(2) نفس المصدر ص51
(3) نفس المصدر ص51 1
ثم بعد ذالك حدثت إنتفاضة قبيلة اولاد عيدون في الشمال القسنطيني, (فبراير) تلتها ثورة النمامشة وأولاد عبيد استجابة لنداء محي الدين بن عبد القادر الذي قدم من تونس بناء على" اوامر السلطان " لقيادة الأنتفاضة , والذي ذكر في نداء قرأ في الجوامع أن"ساعة الخلاص قد دقت " وقد تم حصار مدينة تبسة , وفي الجنوب قام الشعابنة الذين كان يتزعمهم بوشوشة بالإستيلاء على مدينة ورقلة (مارس 1817)(1) , وفي يوم 17فيفري 1871 قدم الباشاغا المقراني استقالته للمرة الثانية غلى كل من
الجنرال اوجور في قسنطينة والجنرال لالمان في الجزائر , فحاول لالمان تهدئته بإسلوبه الإداري المراوغ تمشيا مع ظروف فرنسا المتدهورة , غير ان الباشاغا كان مصمما على قراره, فجدد استقالته مرة أخرى يوم09 مارس , وأعاد مرتبه الشهري عن شهر فيفري كما اعاد شارة الباشاغا إلى وزارة الحرب الفرنسية (2) ودعا مساء يوم الثلاثاء 14 مارس إلى اجتماع عام أو مؤتمر حربي لكل اقرباءه من أولاد الحاج وقواد الدواوير والأعراش التابعين له , في منطقة مجانة والبرج, وتدارس معهم الوضع الجديد , والخطط الاولى لحركته المقبلة , وأعلن لهم أن الوقت قد حان للثورة ضد حكومة اليهود والتجار(3) ولقد تقرر في هذا الإجتماع, أن يزحف الباشاغا محمد المقراني, بنفسه على مدينة برج بوعريرج , بقواته حوالي ستة آلاف مقاتل- يوم 16 مارس 1871 ويقوم في نفس الوقت بتطوير الحرب في عمالة قسنطينة ,في حين يتجه اخوه احمد بومزراق للعمل في منطقة ونوغة وسور الغزلان نظرا لخبرته بالمنطقة فهو كما سبق قائد عرش ونوغة, بينما كلف ابن عمه وصهره السعيد بن داوود بقيادة الثورة في منطقة الحضنة وبوسعادة , وأولاد نايل , وكان على ابن عمه الحاج بوزيد بن عبد الرحمان شقيق السعيد بن داوود- أن يزحف من الحضنة على رأس خمسة عشر الف رجل إلى البرج بوعريريج- والمناطق الشمالية لتدعيم الثورة (4) .
برج أخريص في قلب ثورة المقراني:
هكذا توجه احمد بومزراق على أثرهذا المؤتمر الحربي ,رفقة ابن عمه علي بورنان- قائد مزيتة - منطقة المهير حاليا- وعشرين من فرسان الحشم وما بين مئتين وثلاثة مئة من مشاة بني إنطاسن إلى خان واد أخريص الذي سبق للسلطات الفرنسية أن وضعت فيه في الثاني من مارس1871 عشرة من جنود الزواف(6) تحسبا لإندلاع الثورة , فوصله مساء الاربعاء فحط بمحلته فيه(10) , وقد كان يتواجد بالخان إضافة للجنود الزواف , اسعيد أو بن أبي القاسم قائد أولاد سالم مع اثنين من الأروبيين ومجموعة من الأهالي (11)وفي اليوم السادس عشر من نفس الشهر وفي حوالي الساعة العاشرة, في نفس الوقت الذي كان أخوه الباشاغا المقراني يهاجم مدينة برج بوعريريج قام بومزراق بالهجوم على الخان ,
(1) د. يحي بوعزيز مجلة الأصالة ص 17 -18 العدد
(2) د. يحي بوعزيز مجلة الأصالة ص27 العدد
(3) يقصد بالتجار المعمرين ويقصد بحكومة اليهود تعيين اليهودي أودلف كريميو
(4) د. يحي بوعزيز مجلة الأصالة ص
(5)
(6)
2
لكن المدافعين قاموا بهجوم مضاد , مماأجبر المهاجمين على التراجع , ولم يستطيعوا التقدم , في هذه الأثناء وفجأة إندفع أحد ثوار بني إنطاسن متقدما نحو مدخل الخان في محاولة منه لجذب واستمالة المدافعين إلى خارج الخان , لكنه قتل على بعد خمسين مترا من المدخل , في تلك الأثناء وفور ذالك انفتح الباب قليلا وقام أحد جنود الزواف بمساعدة بعض أصدقائه مندفعا حاملا حربة في يده واقتحم النفر الي كان يحيط بالخان , وهذه الحادثة وضعت حدا للهجوم, (1) في هذا اليوم بعث أقويدر بن عمر قائد أولاد سي عمر منطقة الحجرة الزرقاء حاليا رسالة إلى الكولونيل تروملي حاكم سور الغزلان , يخبره فيها بقدوم إلى منطقة واد أخريص بقواته ,
هذا نصها:
"الحمد لله وحده.
إلى المحترم الكولونيل حاكم قسمة سور الغزلان السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد :نعم سيدي نخبرك على شأن بومزراف المقراني ,حط بمحلته في برج واد الكسانة , عشوت الخميس, وها أنا أخبرتك بالواقع ,ونظرك أوسع, والسلام بتاريخ 16 مارس 1871 كتب عن إذن أقويدر بن عمر قائد أولاد سي عمر"(2)
وأحكم بومزراق الحصار على الخان ولكنه لم يوفق في اقتحامه , فقد أرسل الجنرال تروملي قائد مكتب العرب بسور الغزلان النقيب كارتي راد cartairade رئيس المكتب العربي مع فصيلتي من قناصي إفريقيا- فصيلة إعدام- (3) و(قوم )(4) من أولاد إدريس يقدرعددهم بحوالي 600 جندي وصلوا في حدود الساعة الثالثة صباحا من اليوم التالي , وقبل ذالك كان بومزراق والثوار الذين معه قد فكوا الحصار وغادروا المكان بعدما علم بقدوم التعزيزات للمحاصرين(5) , وانتظر كارتي راد في الخان لعل بومزراق يعاود الهجوم أويستطيع أن يعرف مكانه, لكنه لم يحصل على طائل .
كمين المهادة.
وفي يوم 18 مارس وبعد أن علم كارتي راد carairade من قائد أولاد سالم أن فرقة المهاد من عرش بني إنطاسن قد لعبت دورا رئيسيا في هجوم يوم 16 مارس على الخان المذكور, إتجه إلى الجبال المحيطة بالمهاد رفقة فرقته , فوجد المنطقة مهجورة , وفي غضون ساعتين , وبعد أن أحرق كل المشاتي والحقول المهجورة , إتخذ طريق العودة إلى الخان ,
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لويس رين- إنتفاضة 1817 ص 171-172
(2) د. يحي بوعزيز موقف العائلات الأستقراطية من الباشاغا المقراني وثورته ص86
(3) مايطلق عليهم اسم السرسور
(4) يقصد بالقوم فرسان الصبايحية
(5) لويس رين إنتفاضة 1871 ص 172 بورجاد المجلة الإفريقية 1891 ص41
وفجأة تعرض للهجوم من طرف بو مزراق وبورنان المقرنيان على رأس خمسين فارسا وحوالي ثمانمائة من المشاة ليحتدم القتال لحوالي ثلاث ساعات,أظهر خلالها (قوم) أولاد إدريس كفاءة وتماسكا وحكمة كبيرة رغم إصابة أربعة أحصنة لهم بجروح خطيرة حسب ماذكر لويس رين في كتابه , ومن جهة أخرى لعبت فصيلتا قناصي إ فريقيا بقيادة النقيب أولريش دورا رئيسيا في هذه المعركة , فقد قاتلوا مشاة على الأرض تارة و تارة أخرى على الأحصنة ,وذالك حسب طبيعة المنطقة , وتكبدوا جرح ضابط وعريف , بالإضافة إلى إصابة فارس جزائري تابع للقائد كارتي راد carairadeأما في ثوار بو مزراق فقد بلغت خسائره حسب المصادر الفرنسية خمسة عشر قتيلا والعديد من المصابين , في حين واصل باقي الثوار إطلاق النار على الجنود الفرنسيين , الذين واصلوا الإنسحاب إلى الخان , فوصلت إليه في حدود الرابعة مساء(1).
التغلب على الحداد بن قليل. ذكر لويس رين في كتابه عن هذه الثورة أن بومزراق بعد كمين واد المهاد لم يشأ أن يترك ثواره تحت صدمة الإخفاق ,التي مني بها في هذا الكمين , فأوكل لثواره مهمة جديدة لكنها مضمونة وقليلة الخطورة في نفس الوقت , وهي الهجوم على محلة قائد أولاد مسلم الحداد بن قليل الذي تمركز (بقومه) على بعد ثمانية كيلومترات من برج واد أخريص,لكن الحقيقة هي أن بومزراق قد حارب المتعاونيين مع الفرنسيين بنفس الحماس والإرادة اللذين حارب بهما الفرنسيين, تماما كما فعل باقي قادة الثورة وقد كان يدرك خطورة هؤلاء ,فمما لا شك فيه , أنهم كانوا من أهم أسباب فشل ثورة المقراني ,فقد كانوا عيونا للجيش الفرنسي على الثوار في كامل تحركاتهم وكانوا جهاز إستخبارات كامل بحق, ومن يطلع على مراسلاتهم يدرك حجم الدور الذي قاموا به ,وهم في غالبيتهم ينتمون لما يعرف بالعائلات الكبيرة التي راهن الباشاغا المقراني وقادته على كسبهم لصف الثورة وفشلوا في ذالك, وهكذا اتجه بومزراق يوم التاسع عشر من نفس الشهر,- كما أسلفنا- إلى محلة الحداد بن قليل الذي بقي وفيا للسلطلت الفرنسية واستطاع التغلب عليه وأخذ له محلته بمافيها قطعانه من الغنم وهذا النصر رفع معنويات الثوار ودفع المزيد من السكان للإنضمام إليه(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لويس رين اإنتفاضة الجزائر ص 172
(2) يحي بوعزيز ثورة الباشاغا المقراني ص . لويس رين نفس المرجع ص172. 173
مما جعل سكان عرش أولاد سالم المجاورين، يخافون من نفس المصير، فكتبوا إلى حاكم سور الغزلان تروملي الرسالة التالية: الحمد لله وحده .
سعادة المعظم الأرفع السيد الكولونيل حاكم دائرة سور الغزلان ، السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته وتحياته ورضوانه ، وبعد نخبرك عن شأن جوابك قد أتانا وقريته وفهمنا ما فيه ، عن شأن الرجال الذين بعثت لهم ، فترانا في اليوم الذي علينا في شدة وضيق من جانب أبي مزراق، فهاهو نازل في بلاد أولاد مسلم ،وكل ليلة ويوم قائمين بالفزع ، فترانا مرعوبين أشد الإرتعاد من جيشه ، واليوم إذا أعطى الله منك ، ومن جزائل فضلك تبعث قائدنا يدبر علينا، كيف يا عجب ،الغنم إذا لم تكن بلا راع أكلتها الأذياب() وجذرة بلا رأس كيف تقيم ،واليوم ياسيدي فترانا خدام()، وكما تقول نعم() ولا تأخذوا رأي الشياطين وأنت تعمى ،وأكل الرعية ، والسلام من خدامك عرش أولاد سالم والتاريخ 26في شهر الله المعظم مارس 1288 .اهـ()
ويتضح من هذه المكاتبة ، أن غياب قائدهم عن عرشه ووجوده إلى جانب الأوروبيين في مركز واد أخريص هو الذي دفع بومزراق إلى المبالغة في مهاجمتهم ، كما يتضح أن بعضا من سكان العرش انضموا إلى بومزراق ، وأصبح حاكم سور الغزلان يشك في باقي أفراد العرش ()
مـــــعركة الســــــرج: في نفس يوم التغلب على الحداد بن قليل ومع انتشار الثورة قام ثوار مشدالة بحرق البنايات المهجورة في (تالة رانا ) الواقعة بجانب برج بني منصور , تكون هذه البنايات مهجورة شتاء ومحجوزة من طرف رئيس قسم بني منصورصيفا, ثم قام الثوار بعدها بفرض الحصار المنطقة , نتيجة لهذا الهجوم بدأ الكولونيل- العقيد- تروملي بالتخوف من ضعف فرقة القائد كاتي راد والقائد أولريش وقام بضم كل مايوجد في المنطقة العسكرية أومال واتجه في عشرين مارس إلى واد أخريص وصل إلى هناك في نفس اليوم على الساعة الرابعة مساء بدون صعوبات أو التعرض للهجوم مستقدما معه فصيلتين من قناصي إفريقيا وثلاثمائة من الذين تم تجنيدهم من ساحل العاج , تحت إمرة القائد بيريوberrieux الضابط السابق في شبه جزيرة القرم وإيطاليا , إلا أنه في منتصف الليل جاءته برقية من الجزائر تحمل أمرا إجباريا بالعودة إلى أومال والإقتصار على دوريات المدافع فالظروف العامة كانت جد حرجة ،ومن الصعب المغامرة في منطقة صعبة مثل ونوغة ، بفرقة ضعيفة جدا كتلك التي في المنطقة - فرقة الكولونيل كارتي راد - لكن الكولونيل تروملي رأى أن العودة إلى أومال سور الغزلان- دون إشعال أي شعلة خوفا من إنكشافهم, مع إحتمال التعرض للهجوم في غابة الكسانة أنظر الخريطة رقم1 والتعرض للخسائر البشرية , التوجه جنوبا على العودة في نفس الطريق المباشر ، وكذالك لإتاحة الفرصة
الهجوم الثاني : بعد معركة السروج اتجه بومزراق والثوار نحو ثنية أولاد داود بجبل موقرنين مغنين- على بعد عشرين كيلو مترمن سور الغزلان ، ومن هناك كاتب أغلب قبائل المنطقة يدعوها للإنضمام إلى الثورة وإعلان الجهاد ضد العدو الفرنسي خاصة أولاد سي عمر الذين كانوا قليلي الحماس للثورة ، وسبق لقائدهم قويدر بن عمر أن أحاط حاكم سور الغزلان تروملي بقدوم بومزراق إلى المنطقة بقواته ،كما سبق ، وهذا نص الرسالة التي بعثها بومزراق"إلى كبراء اولاد سي عمر .
الحمدلله. كافة كبراء أولاد سيدي عمر عليكم السلام جميعا .مع دوام الرحمة , وسؤالنا عنكم وعن كافة جمعكم وإننا توكلنا على الله بقيام الجهاد في حق جهاده لحلول وجوه السبيل إليه , إن كنتم عضدا منا ورضيتم لرضائنا, فدونكم بثبوت أقدامكم, وسعيكم , بخير الدنيا والآخرة فيقدمون إلي الكبراء نتكلم معهم , بما يكون فيه العمل , ويبلغ لنا ولكم به المراد, وبالله الإعانة , والسلام , من إذن السيد أحمد بومزراق بن الحاج المقراني قايد ونوغة أمنه الله "
ويظر أنهم أجابوه عن رسالته ،ولكنه لم يقتنع بجوابهم ولم يثق في اخلاصهم واستعدادتهم ، ولهذا كاتبهم برسالة أخرى ، هذا نصها :
" الحمد لله وحده .صلى الله على سيدنا محمد وآله .وكافة أولاد سي عمر .السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته , وبعد : بلغنا جوابكم قرأناه وفهمنا ما فيه جملة وتفصيلا ,من أنكم حمدتم الله على قدومنا , عليكم , وأذنتم الطاعة (كذا) وإن كان الأمر كما قلتم فلا بد من مجيئكم إلينا , وننظر وجوهكم وتشافهونا ونشافهوكم بالكلام , والمفاوضة , وعليكم ألف سلام , إن كنتم مؤمنين , من السيد أحمد بومزراق , وفقه الله تعالى آمين , آمين , آمين , آمين "