إســــــم أخريص في التراث الشعبي:
إســــــم أخريص في التراث الشعبي:
ليس جديدا أن يختلف الناس , والباحثون , والمؤرخون , حول حقيقة بعض الأسماء ,أو جلها , سواء في ذالك أسماء الأشخاص والمدن والأماكن والأحداث , من حيث معناها , والداعي إلى التسمية بذالك الإسم , والفترة الزمنية التي أطلق فيها ذالك الإسم, خذ مثلا لذالك إسم المدية , وإسم المسيلة , وغيرهما(1).
والأمر نفسه ينطبق حول حقيقة إسم أخريص هذا, فقد وردت تفسيرات مختلفة حول حقيقة إسم أخريص هذا , منها أنه إسم شخص يسمى أخريص,وأنه يهودي الديانة , كان يجمع الضرائب من السكان لصالح الأتراك , يقول البعض أنه يجمعها لبايلك التيطري والبعض الآخر يقول أنه كان يذهب بها رأسا إلى دار السلطان- للجزائر العاصمة- وقبل أن تأخذ هذه الضرائب المجموعة طريقها لدار السلطان أو بيلك التيطري كان أخريص هذا يضعها في البرج- الحوش الكبير حاليا ومن ثم تأخذ أخذ هذا البرج إسمه فأصبح يسمى برج أخريص , بل إنها تزيد على ذالك بالقول أن أخريص هذا قد إرتبط بعلاقة نسب بإحدى عائلات المنطقة , لكنه سرعان ما غادر مخلفا بنتا في بطن أمها , وسرعان ما كبرت هاته الفتاة وتزوجت بأحد سكان المنطقة ,مخلفة ذرية أطلق عليم أولاد أخريص ، تكاد تكون هذه الرواية أن تكون هي أكثر تداولا بين الذين يهتمون بتاريخ المنطقة ، لكن وجه الإختلاق والوضع في هذه الرواية ، واضح من وجوه عدة ، أولا أن الوادي هو من كان ينسب أخريص فكان يطلق عليه إسم واد أخريص ، ثم نسب البرج " الخان " بعد بنائه إنطلقت الأشغال سنة 1857 وانتهت سنة 1859- إلى الوادي فأطلق عليه إسم برج واد أخريص، فإذًا البرج حديث البناء بكثير مما تجعله الرواية ، و إسم أخريص أقدم من البرج نفسه ولا علاقة له به سوى أنه أي البرج - موجود بالجانب الشرقي للوادي، وإذا كان هذا وحده يبطل هذه الرواية فيبطل نسبة البرج إلى أخريص هذا، وقصة وجوده في العهد التركي، فلا بأس من المزيد من المناقشة، لتوضيح زيف القصة كلها ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أنظر مجلة الأصالة ص العدد وكتاب مدينتي المسيلة وقلعة بني حماد ص
الفصــــــــل الأول
ومما يذكر في هذه القصة موضوع النسب ، وهذا الأمر واضح زيفه كذالك فواضع القصة جاهل بالشريعة الإسلامية التي تحرم زواج المسلمة بالكافر، وكيف حدث ذالك في عز إنتشار الثقافة الاسلامية ،(1) مع تمسك الجزائريين الكبير بدينهم ، ثم لم يذكـــر المؤرخـــون ، أن الجزائرين كانوا يزوجون بناتهم لليهود ،ويقول رأي آخر أن أخريص ليس سوى تحريف لإسم الٌَخْرُصْ أي الحلق المعدنية التي كانت معلقة على جدران البرج الخان- التي كانت تُعْقَلُ فيها حيونات الناس ودوابهم , وهذا الرأي كذلك ظاهر بطلانه ، لأنه يربط بين وجود البرج وبين إطلاق الإسم ، وإسم أخريص كما علمنا قد أطلق على الوادي قبل بناء البرج ، أم هو آت من تحريف إسم نبات يكثر نموه عى إمتداد الوادي, كما تقول بعض الرويات , جاء في لسان العرب لإبن منظور ، "والخِرْصُ : الجريد من النخل . وقال الباهلي الخُرْصُ: الغصن ، وقال ابن سيده الخُرصُ: كل قضيب من شجرة. والخَرص والخُرْص والخِرْصُ : كل قضيب رطب أو يابس. والخُرْص أيضا :الجريدة، والجمع من كل ذالك أخْراصٌ وخِرصان.والخُرْص والخِرْص : العود يشار به العسل"(2) وكل هذا بعيد جدا أن يدعم هذا القول أم الرأي الأخيروهو الراجح أن يكون أصلا لإسم أخريص فيقول أنه آت من الخَرِيص وهو الماء البارد صيفا الدافئ شتاءً ،الذي ينبع من العيون الموجودة على إمتداد الوادي وخاصة اليانبيع المتواجدة بالمكان المسمى "كاف حمام" وبغضّ النظر عن انطباق هذه الصّفة على ماء ينابيع الوادي ، فمسألة إرتباط الإسم بماء الوادي أو الوادي ذاته تبدو راجحة جدا ، فاللغة تدعم هذا الرأي ، جاء في لسان العرب " والخَريص: شبه حوض واسع ينبثق فيه الماء من النّهر ثمَّ يعود إليه ، والخَريصُ ممتلئ ، والخَريصُ : السّحاب ، وماء خَريصٌ :أي باردٌ ، وقيــل : الخَريصُ : هو الماء المُسْتَـنْـقَعُ في أصول النّخل أو الشّجر ، وخريص البحر :خليج منه ،وقيل خريص البحر والنهر : ناحيتهما أو جانبهما ، قال ابن الأعرابي : يقال إفترق النهر على أربعة وعشرين خَريصاً ، يعني ناحية . والخَريصُ: جزيرة البحر"(3) تلاحظ أيُّها القارئ الكريم أن هذه المعاني قريبة من مقصودنا، إذا إستثنينا المعنى الثالث والأخير، فماء الوادي بارد صيفا ، ويستنقع ماءه خاصة
ليس جديدا أن يختلف الناس , والباحثون , والمؤرخون , حول حقيقة بعض الأسماء ,أو جلها , سواء في ذالك أسماء الأشخاص والمدن والأماكن والأحداث , من حيث معناها , والداعي إلى التسمية بذالك الإسم , والفترة الزمنية التي أطلق فيها ذالك الإسم, خذ مثلا لذالك إسم المدية , وإسم المسيلة , وغيرهما(1).
والأمر نفسه ينطبق حول حقيقة إسم أخريص هذا, فقد وردت تفسيرات مختلفة حول حقيقة إسم أخريص هذا , منها أنه إسم شخص يسمى أخريص,وأنه يهودي الديانة , كان يجمع الضرائب من السكان لصالح الأتراك , يقول البعض أنه يجمعها لبايلك التيطري والبعض الآخر يقول أنه كان يذهب بها رأسا إلى دار السلطان- للجزائر العاصمة- وقبل أن تأخذ هذه الضرائب المجموعة طريقها لدار السلطان أو بيلك التيطري كان أخريص هذا يضعها في البرج- الحوش الكبير حاليا ومن ثم تأخذ أخذ هذا البرج إسمه فأصبح يسمى برج أخريص , بل إنها تزيد على ذالك بالقول أن أخريص هذا قد إرتبط بعلاقة نسب بإحدى عائلات المنطقة , لكنه سرعان ما غادر مخلفا بنتا في بطن أمها , وسرعان ما كبرت هاته الفتاة وتزوجت بأحد سكان المنطقة ,مخلفة ذرية أطلق عليم أولاد أخريص ، تكاد تكون هذه الرواية أن تكون هي أكثر تداولا بين الذين يهتمون بتاريخ المنطقة ، لكن وجه الإختلاق والوضع في هذه الرواية ، واضح من وجوه عدة ، أولا أن الوادي هو من كان ينسب أخريص فكان يطلق عليه إسم واد أخريص ، ثم نسب البرج " الخان " بعد بنائه إنطلقت الأشغال سنة 1857 وانتهت سنة 1859- إلى الوادي فأطلق عليه إسم برج واد أخريص، فإذًا البرج حديث البناء بكثير مما تجعله الرواية ، و إسم أخريص أقدم من البرج نفسه ولا علاقة له به سوى أنه أي البرج - موجود بالجانب الشرقي للوادي، وإذا كان هذا وحده يبطل هذه الرواية فيبطل نسبة البرج إلى أخريص هذا، وقصة وجوده في العهد التركي، فلا بأس من المزيد من المناقشة، لتوضيح زيف القصة كلها ،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أنظر مجلة الأصالة ص العدد وكتاب مدينتي المسيلة وقلعة بني حماد ص
الفصــــــــل الأول
ومما يذكر في هذه القصة موضوع النسب ، وهذا الأمر واضح زيفه كذالك فواضع القصة جاهل بالشريعة الإسلامية التي تحرم زواج المسلمة بالكافر، وكيف حدث ذالك في عز إنتشار الثقافة الاسلامية ،(1) مع تمسك الجزائريين الكبير بدينهم ، ثم لم يذكـــر المؤرخـــون ، أن الجزائرين كانوا يزوجون بناتهم لليهود ،ويقول رأي آخر أن أخريص ليس سوى تحريف لإسم الٌَخْرُصْ أي الحلق المعدنية التي كانت معلقة على جدران البرج الخان- التي كانت تُعْقَلُ فيها حيونات الناس ودوابهم , وهذا الرأي كذلك ظاهر بطلانه ، لأنه يربط بين وجود البرج وبين إطلاق الإسم ، وإسم أخريص كما علمنا قد أطلق على الوادي قبل بناء البرج ، أم هو آت من تحريف إسم نبات يكثر نموه عى إمتداد الوادي, كما تقول بعض الرويات , جاء في لسان العرب لإبن منظور ، "والخِرْصُ : الجريد من النخل . وقال الباهلي الخُرْصُ: الغصن ، وقال ابن سيده الخُرصُ: كل قضيب من شجرة. والخَرص والخُرْص والخِرْصُ : كل قضيب رطب أو يابس. والخُرْص أيضا :الجريدة، والجمع من كل ذالك أخْراصٌ وخِرصان.والخُرْص والخِرْص : العود يشار به العسل"(2) وكل هذا بعيد جدا أن يدعم هذا القول أم الرأي الأخيروهو الراجح أن يكون أصلا لإسم أخريص فيقول أنه آت من الخَرِيص وهو الماء البارد صيفا الدافئ شتاءً ،الذي ينبع من العيون الموجودة على إمتداد الوادي وخاصة اليانبيع المتواجدة بالمكان المسمى "كاف حمام" وبغضّ النظر عن انطباق هذه الصّفة على ماء ينابيع الوادي ، فمسألة إرتباط الإسم بماء الوادي أو الوادي ذاته تبدو راجحة جدا ، فاللغة تدعم هذا الرأي ، جاء في لسان العرب " والخَريص: شبه حوض واسع ينبثق فيه الماء من النّهر ثمَّ يعود إليه ، والخَريصُ ممتلئ ، والخَريصُ : السّحاب ، وماء خَريصٌ :أي باردٌ ، وقيــل : الخَريصُ : هو الماء المُسْتَـنْـقَعُ في أصول النّخل أو الشّجر ، وخريص البحر :خليج منه ،وقيل خريص البحر والنهر : ناحيتهما أو جانبهما ، قال ابن الأعرابي : يقال إفترق النهر على أربعة وعشرين خَريصاً ، يعني ناحية . والخَريصُ: جزيرة البحر"(3) تلاحظ أيُّها القارئ الكريم أن هذه المعاني قريبة من مقصودنا، إذا إستثنينا المعنى الثالث والأخير، فماء الوادي بارد صيفا ، ويستنقع ماءه خاصة
