سـمراءُ رقـّي . يحيى توفيق حسن
سـمراءُ رقـّي
يحيى توفيق حسن
...............
سـمراءُ رقـّي لـلعليل الباكي : وتـرفقي بـفتى مُـناه رضـاكِ
مـا نـام مـنذ رآكِ لـيلة عيده : وسـقته مـن نبع الهوى عيناكِ
أضـناه وجـدٌ دائـمٌ وصـبابة : وتـسـهدٌ وتـرسـمٌ لـخـطاكِ
أتـخـادعين وتـخلفين وعـودَه : وتـعـذبين مـدلـّها بـهـواكِ
وهـو الـذي بات الليالي ساهرا : يـرعى الـنجوم لـعله يـلقاكِ
فـي يـوم عـيدٍ حـافل قـابلتِهِ : فـتسارعتْ تـرخي الخمارَ يداكِ
أتـحـرّمين عـليه مـنية قـلبه: وتـحـللين لـغـيره رؤيــاكِ
وتـسارعين إلـى الهروبِ بخفةٍ : كــيلا يـمتّع عـينَه بـبهاكِ
وتـعـذبين فـؤادَه فـي قـسوةٍ : رحـماكِ زاهـدة الهوى رحماكِ
مـا كان يرضى أن يراكِ عذوله : بـين الـصبايا تعرضين صباكِ
وتـقربين عـذوله بـعد الـنوى : وتـردديـن تـحـية حـيـاكِ
يـا مـنية الـقلب المعذب رحمة : بـالمستجير مـن الجوى بحماكِ
أحـلامه دومـا لـقاؤكِ خـلسة : عـند الـغدير وعـينُه تـرعاكِ
تـرضيه مـنك إشـارة أو بسمة : أو هـمسة تـشدو بـها شفتاكِ
لا تـهجري وتـقوضي أحـلامَه : وتـحـطمي آمـالـَه بـجـفاكِ
وتـرفـقي بـفـؤادِه وتـذكري : قـلـبا بـداية سـعده رؤيـاكِ
قد كان أقسم أن يتوبَ عن الهوى : حـتى أسـرتِ فـؤادَه بـصباكِ
سـمراءُ عـودي واذكري ميثاقنا : بـين الـخمائل والـعيونُ بواكِ
كيف افترقنا ؟ إيه عذراءَ الهوى : لـم أنـسَ عهدك لا ولن أنساكِ
بـين المروج على الغدير تعلقتْ : عـيني بـعينك والـفؤادُ طواكِ
ثـم الـتقينا فـي الخميلة خلسة : وشـربتُ حـينا من سلافِ لماكِ
وتـساءلتْ عـيناك بـعد تغيبي : أنـسيتَ عـهدي أيـها المتباكي؟
لا والذي فطر القلوب على الهوى : أنـا مـا نسيتُ ولا سلوتُ هواكِ
لـكنّ قـلبي والـفؤادَ ومـهجتي : أسـرى لـديكِ فـأكرمي أسراكِ
سـأظل فـي محراب حبكِ ناسكا : مـتـبتلا مـسـتسلما لـقضاكِ