عبرة . كتبها : أبو يحيى محمود جابر
عبرة
كتبها : أبو يحيى
محمود جابر
..............
أعلمـه النجـارة كـل يـوم : فلمـا دق مسمـارا تجـبـر
وكم علمته صنـع الكراسـي : فلمـا نـال أجرتهـا تكـبـر
وظـن بأنـه أضحـى غنيـا : يحوز ( فلوس ) قارون وأكثر
يسير بشارعي يختال زهـوا : ويحسب نفسه يا قـوم عنتـر
وينظر للفقيـر بعيـن نقـص : كأن فقيرنا في النـاس منكـر
ولا يلقي السلام على جلوس : ولا يرعى كبيـرا أو يوقّـر
ولا يحنو على طفل صغيـر : ولا سنـا ولا علمـا يـقـدر
كـأن النـاس كلهـم عبـيـد : لديه وأنه في النـاس قيصـر
وجئت إليه يوما فـي سـؤال : فدار بوجهـه عنـي وكشّـر
فقلت نسيـت تعليمـا قديمـا : فكذب ما أقـول لـه وأنكـر
فعدت إلى دياري في ضميري : أقول بأن عمر البغي أقصـر
وبعـد مـرور أيـام وبينـا : أسير ببلدتي والجـو ممطـر
رأيت بشارعي صخباً كبيراً : فجئت لأنظر الأمر المحيـر
فقابلني صديـق قـال مهـلا : فعندي خبر ذاك الأمر واصبر
فلان ذلـك المغـرور دومـا : مورّد كل مخزيـة ومصـدر
لقد لعب القمـار مـع رفـاق : وأسرف في تناول كل مسكر
فأسلمه القمـار إلـى ديـون : وقد ألقى عليه القبض عسكر
وأودع في السجون رهين ذل : وربع فلوسه ـ ذا اليوم ـ أقفر
فعدت أقول في نفسي بحـزن : ومن يطغى فإن الله أكبـر