الصاروخ الذى اغرق ايلات ليلة 21 أكتوبر 1967
"أسود في البر .. نسور في الجو .. وحوش في البحر .. بحريه بحريه بحريه " :)
تحية إجلال وتقدير , إلى قواتنا البحريةِ في عيدها , والتي ضربَ رجالُها أروعَ الأمثلةِ في حُبّ الوطنِ والتضحيةِ والفداء :)
فماذا فعلَ الأبطالُ في عيدهم ؟؟
-----------
شهدت الفتره التي تلت حرب يونيه 1967 , وحتى أوائل أغسطس 1970 , أنشطة قتالية بحريه بين الجانبين , المصري والإسرائيلي , وكان كلاهما يهدف إلى إحداث إكبر خسائر في القوات البحريه للطرف الآخر , بغرض إحراز التفوق والحصول على السيطره البحريه , ويعرف هذا النوع من القتال البحري في فنون الحرب البحريه بـ "الأنشطه القتاليه الروتينيه للقوات البحريه" .
واستطاعت البحريه المصريه أن تُـطبق أسس فنون الحرب البحريه خلال فترة الاستنزاف , تطبيقاً سليماً , حقق الهدف من استنزاف البحرية الإسرائيليه .
واستغلت إسرائيل قوة الردع المتيسره لديها -والمتمثله في تفوقها ومدفعيتها الرابضه على الضفه الشرقيه للقناه- مهددة مدنها في انتهاك المياه الإقليمية المصريه في البحرين المتوسط والأحمر , واضعة في اعتبارها عدم قدرة القوات المصرية على منعها من ذلك .
وكان من هذه الأعمال الاستفزازيه , دخول المدمره "إيلات" ومعها زوارق الطوربيد من نوع "جولدن" ليلة 11/12 يوليه 1967 , داخل مدى المدفعيه الساحليه في بورسعيد , وعندما تصدت لها زوارق الطوربيد المصريه , فتحت "إيلات" على الزوارق وابلاً من النيران , ولم تكـتفِ بذلك , بل استمرت في العربده داخل المياه الإقليمية المصريه ليلة 21 أكتوبر 1967 , في تـحـدٍ سافر , مما تطلب من البحرية المصريه ضبطاً بالغاً للنفس , إلى أن صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحريه بتدمير المدمره "إيلات" .
وعلى الفور , جهز قائد القاعده البحريه في بور سعيد , لنشين من صواريخ "كومر" السوفيتيه , وخرج لمهاجمة مدمرة العدو بغرض تدميرها وإغراقها , كما أعدت بقية القطع البحريه في القاعده كاحتياطي .
ولنش الصواريخ "كومر" السوفييتي مُـجهز بصاروخين سطح - سطح , من طراز "ستيكس" , الذي تزن رأسه المدمره واحد طن , وكانت إجراءات الاستطلاع والتجهيز بالصواريخ قد تمت في القاعده البحريه قبل الخروج لتدمير الهدف .
هجم اللنش الأول على جانب المدمره مُـطلِـقاً صاروخه الأول , فأصاب المدمره إصابه مباشره , وأخذت تميل على جانبها , فلاحقها بالصاروخ الثاني , الذي أكمل إغراقها على مسافه تبعد 11 ميلاً بحرياً شمال شرقي بورسعيد , وعليها طاقمها الذي يتكون من نحو مائة فرد , إضافة إلى دفعه من طلبة الكليه البحريه الإسرائيليه , كانت على ظهرها في رحلة تدريبيه .
وكانت هذه هي المره الأولى في التاريخ , التي تُدمر فيها مدمره حربيه كبيره بلنش صواريخ .
كانت تلك كارثه , ليس فقط على البحريه الإسرائيليه , بل على الشعب الإسرائيلي بأكمله .
وعلى الجانب الآخر , فإن البحريه المصريه والشعب المصري بأكمله , الذي ذاق مرارة الهزيمة في 5 يونيو من نفس العام , إرتفعت معنوياته كثيراً , وردت إسرائيل على هذه الحادثه يوم 24 أكتوبر , بقصف معامل تكرير البترول في الزيتية بالسويس , بنيران المدفعيه , كما حاولت ضرب السفن الحربيه المصريه شمالي خليج السويس .
عـجَّـل حادث إغراق المدمرة "إيلات" بانتهاء إسرائيل من بناء 12 زورق صواريخ من نوع "سعر" , كانت قد تعاقدت على بنائها في ميناء "شربورج" بفرنسا .
أما الحادث الثاني للبحريه الإسرائيلييه , فكان في شهر نوفمبر 1967 , عندما اقتربت الغواصة "داكار" من ميناء الإسكندريه , في رحلة عودتها من بريطانيا إلى إسرائيل , وقد استطاعت قاعدة الإسكندريه البحريه من اكتشاف الغواصه الإسرائيليه , وهاجمتها بفرقاطه مصريه بشكل مفاجئ , مما اضطر الغواصه إلى الغطس السريع لتفادي الهجوم , فارتطمت بالقاع وغرقت بكامل طاقتها , وأثر ذلك بشكل كبير على الروح المعنويه للبحريه الإسرائييه , خاصة وأنها كانت الرحله الأولى لهذه الغواصه , بعد أن تسلمتها إسرائيل من بريطانيا .
* يقول المشير "محمد عبد الغني الجمسي" , فى مذكراته عن عملية "إيلات":
{وجاء يوم 21 أكتوبر 1967 , وقد وصلت إلى مركز قيادة الجبهه بعد راحه ميدانيه , فوجدت اللواء "أحمد إسماعيل" , ومعه العميد "حسن الجريدلى" رئيس عمليات الجبهه -وقد كنت أنا وقتها رئيس أركان للجبهة- يُتابعان تحركات المدمره الإسرائيليه "إيلات" بالقرب من المياه الإقليميه المصريه شمال بورسعيد .
وكانت المعلومات تصلنا أولاً بأول من قيادة بورسعيد البحريه , التي كانت تتابع تحركات المدمره , وقد استعدت قوات القاعده لمهاجمة المدمره عندما تصدر الأوامر من قيادة القوات البحريه بالتنفيذ .
وظلت المدمره المعاديه تدخل المياه الإقليميه لفترةٍ ما , ثم تبتعد إلى عرض البحر , وتكرر ذلك عدة مرات بطريقة إستفزازيه , وفي تحرش واضح , لإظهار عجز قواتنا البحريه عن التصدي لها .
وبمجرد أن صدرت أوامر قائد القوات البحريه بتدمير هذه المدمره عند دخولها المياه الإقليميه , خرج لنشان صاروخيان من قاعدة بورسعيد لتنفيذ المهمه , وهجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب المدمره إصابه مباشره , فأخذت تميل عل جانبها , وبعد إطلاق الصاروخ الثاني تم إغراق المدمرة الإسرائيليه "إيلات" شمال شرق بورسعيد , بعد الخامسه مساء يوم 21 أكتوبر 1967 , وعليها طاقمها , وقد غرقت المدمره داخل المياه الإقليميه المصريه بحوالي ميل بحري .
وعاد اللنشان إلى القاعده , لتلتهب مشاعر كل قوات جبهة القناه , وكل القوات المسلحه لهذا العمل الذي تم بسرعة وكفاءه , وحقق تلك النتيجة الباهره .
لقد كان إغراق المدمره "إيلات" بواسطة صاروخين بحريين سطح - سطح لأول مره , بداية مرحلة جديده من مراحل تطوير الأسلحة البحريه والقتال البحري فى العالم , وأصبح هذا اليوم ـ بجداره ـ هو يوم البحريه المصريه وعيدها .
وقد طلبت إسرائيل من قوات الرقابه الدوليه , أن تقوم الطائرات الإسرائيليه بعملية الإنقاذ للأفراد الذين هبطوا إلى الماء عند غرق المدمره , واستجابت مصر لطلب قوات الرقابه الدوليه بعدم التدخل فى عملية الإنقاذ , والتي تمت على ضوء المشاعل التي تلقيها الطائرات , ولم تنتهز مصر هذه الفرصه للقضاء على الأفراد الذين كان يتم إنقاذهم } .
* اللواء بحري "محمود فهمي":
{أما العمليه الكبري في تلك الفتره , فتمثلت في إغراق المدمره "إيلات" , وكانت المدمره قد درجت على الإبحار في المياه الإقليميه المصريه في مواجهة بورسعيد , فقررت القياده إغراقها .
واجتمع العميد بحري "محمود عبدالرحمن فهمي" رئيس شعبة عمليات القوات البحريه , بفريق من قادة وضباط الشعبه , منهم العقيد "محمد علي محمد" , والمقدم "علي جاد" , لدراسة الموقف , ووضع خطة إغراق المدمره .
وتقود المجموعه العمل , ويخرج لنشا صواريخ, , الأول بقيادة النقيب "أحمد شاكر" , والثاني بقيادة النقيب "لطفي جاد الله" .
وفي مكتب العقيد "عادل هاشم" , جلس "محمود فهمي" في انتظار بلاغات العمليه , بعد أن أبلغ الفريق "ذكري" , قائد القوات البحريه , بالخطه .
وبدأت البلاغات من قاعدة بورسعيد البحريه: "صاروخ نمره واحد طلع .. صاروخ نمره واحد أصاب الهدف.. صاروخ نمرة اثنين طلع .. صاروخ نمرة اثنين أصاب الهدف .. الهدف تحطم" .
هكذا في دقائق معدوده , تحطمت أكبر وحده بحريه إسرائيليه , لقد غرقت "إيلات" , ولحقت بالكبرياء الإسرائيليه إهانة كبيره , وتمكنت البحريه المصريه , من جدع أنف إسرائيل وقواتها البحريه .
واللافت للنظر أن الرجال الثلاثه الذين شكلوا العمود الفقري لمجموعة العمليات المسئوله عن إغراق "إيلات" , قد أصبحوا فيما بعد قاده للقوات البحريه}
منقول للافادة
''''تحيات :[ (أبو العدل) أحمد فؤاد العدل بكفر علام]''''