ماذا تعرف عن شهر الله المحرم؟
إنّ لله تعالى أشهرًا وأيامًا يتفضل بها على عباده بالطاعات والقربات، ويتكرم على عباده بما يعده لهم من أثر تلك العبادات.. ومن تلك الأشهر (شهر الله الحرام).. وهو من الأشهر الحرم كما قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة: من الآية 36].
قال ابن عباس في قوله {مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} قال: "محرم ورجب وذوالقعدة وذو الحجة".
وقال علم الدين السخاوي: "أن المحرم سمي بذلك لكونه شهرًا محرمًا، وعندي أنّه سمي بذلك تأكيدًا لتحريمه، لأنّ العرب كانت تتقلب به فتحله عامًا وتحرمه عامًا ويجمع على محرمات ومحارم ومحاريم". (بن كثير 2/397- 398).
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بمنى فقال: «أيّها الناس: إنّ الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض، وإنّ عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حــرم ثـلاث متواليات ـ ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ـ ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان» [رواه البزار].
فضل عاشوراء
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وافضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» [رواه مسلم].
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: «يكفر السنة الماضية» [رواه مسلم].
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال: ما هذا ؟ قالوا: يوم صالح نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل مـن عـدوهم فصـامه موسى .. فقال صلى الله عليه وسلم: «أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه» [متفق عليه].
كذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمخالفة اليهود بصيام يوم قبله فعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع» [رواه مسلم].
وقال ابن عباس رضي الله عنه: "صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود".
ولقد كان يوم عاشوراء في أول الأمر للوجوب ثم نسخ بصوم شهر رمضان كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه: كان يوم عاشوراء يومًا تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر النّاس بصيامه، فلما فرض رمضان قال: «من شاء صامه ومن شاء تركه» [متفق عليه].
وسئل ابن عباس رضي الله عنه عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: "ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يومًا يطلب فضله على الأيام إلاّ هذا اليوم، ولا شهرًا إلاّ هذا الشهر (يعني رمضان)". [رواه مسلم].
ويتبين لنا من هذه الأدلة أنّ صيام يوم عاشوراء سنه مؤكدة.. وليس لصيام عاشوراء علاقة باستشهاد الحسين رضي الله عنه وإنّما سببه يوم صالح نجى الله به موسى من فرعون .. فصامه موسى ثم صامه النبي صلى الله عليه وسلم .
حكم صيام عاشوراء
سئل سماحة الوالد عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى بما يلي:
ما حكم صيام يوم عاشوراء؟ وهل الأفضل صيام اليوم الذي قبله أو اليوم الذي بعده؟ أم يصومها جميعا؟ أم يصوم يوم عاشوراء فقط؟ نرجو توضيح ذلك جزاكم الله خيرًا؟؟
فأجاب: صيام عاشوراء سنة.. لما ثبت في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدلالة على ذلك .. وأنّه كان يومًا تصومه اليهود لأنّ الله نجى فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه فصامه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم شكرًا لله وأمر بصيامه وشرع لنا أن نصوم يومًا قبله أو يومًا بعده.. وصوم التاسع مع العاشر أفضل.. وإنّ صام العاشر والحادي عشر كفى ذلك لمخالفة اليهود، وإن صامهما جميعا مع العاشـر فـلا بأس لما جاء في بعض الروايات «صوموا يوما قبله ويوما بعده» أمّا صومه وحده فيكره.. والله ولي التوفيق
[فتاوى اسلامية 2/170 (جمع محمد المسند)].
النهي عن سب الصحابة
من أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله بذلك في قولـه تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [ الحشر:10].
وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قولـه: «لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه» [متفق عليه].
ويتبرءون من طريقة المنحرفين من أهل البدع الذين يسبون الصحابة رضي الله عنهم ويبغضونهم ويجحدون فضائلهم ويكفرون أكثرهم.
وأهل السنة يقبلون ما جاء في الكتاب والسنة من فضائلهم ويعتقدون أنّهم خير القرون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خيركم قرني» الحديث في الصحيحين.
ولما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة وأنّها في النار إلاّ واحدة، سألوه عن تلك الواحدة فقال: «هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» [رواه الإمام أحمد وغيره].
قال أبو زرعة وهو من أجل شيوخ الإمام مسلم: "إذا رأيت الرجل ينتقص امرءاً من الصحابة فاعلم أنّه زنديق، وذلك أنّ القرآن حق، والرسول حق وما جاء به حق، وما أدى إلينا ذلك كله إلاّ الصحابة. فمن جرحهم إنّما أراد إبطال الكتاب والسنة، فيكون الجرح به أليق والحكم عليه بالزندقة والضلال أقوم وأحق".
قال العلامة ابن حمدان في نهاية المبتدئين: "من سب أحداً من الصحابة مستحلاً كفر ، وإن لم يستحل فسق وعنه يكفر مطلقاً ومن فسقهم أو طعن في دينهم أو كـفـّرهم كفر". [شرح عقيدة السفاريني (2/388-389)].
قال ابن عباس في قوله {مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} قال: "محرم ورجب وذوالقعدة وذو الحجة".
وقال علم الدين السخاوي: "أن المحرم سمي بذلك لكونه شهرًا محرمًا، وعندي أنّه سمي بذلك تأكيدًا لتحريمه، لأنّ العرب كانت تتقلب به فتحله عامًا وتحرمه عامًا ويجمع على محرمات ومحارم ومحاريم". (بن كثير 2/397- 398).
عن ابن عمر رضي الله عنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بمنى فقال: «أيّها الناس: إنّ الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض، وإنّ عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حــرم ثـلاث متواليات ـ ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ـ ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان» [رواه البزار].
فضل عاشوراء
عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وافضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل» [رواه مسلم].
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: «يكفر السنة الماضية» [رواه مسلم].
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال: ما هذا ؟ قالوا: يوم صالح نجى الله فيه موسى وبني إسرائيل مـن عـدوهم فصـامه موسى .. فقال صلى الله عليه وسلم: «أنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه» [متفق عليه].
كذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بمخالفة اليهود بصيام يوم قبله فعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع» [رواه مسلم].
وقال ابن عباس رضي الله عنه: "صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود".
ولقد كان يوم عاشوراء في أول الأمر للوجوب ثم نسخ بصوم شهر رمضان كما قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه: كان يوم عاشوراء يومًا تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر النّاس بصيامه، فلما فرض رمضان قال: «من شاء صامه ومن شاء تركه» [متفق عليه].
وسئل ابن عباس رضي الله عنه عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: "ما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يومًا يطلب فضله على الأيام إلاّ هذا اليوم، ولا شهرًا إلاّ هذا الشهر (يعني رمضان)". [رواه مسلم].
ويتبين لنا من هذه الأدلة أنّ صيام يوم عاشوراء سنه مؤكدة.. وليس لصيام عاشوراء علاقة باستشهاد الحسين رضي الله عنه وإنّما سببه يوم صالح نجى الله به موسى من فرعون .. فصامه موسى ثم صامه النبي صلى الله عليه وسلم .
حكم صيام عاشوراء
سئل سماحة الوالد عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى بما يلي:
ما حكم صيام يوم عاشوراء؟ وهل الأفضل صيام اليوم الذي قبله أو اليوم الذي بعده؟ أم يصومها جميعا؟ أم يصوم يوم عاشوراء فقط؟ نرجو توضيح ذلك جزاكم الله خيرًا؟؟
فأجاب: صيام عاشوراء سنة.. لما ثبت في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدلالة على ذلك .. وأنّه كان يومًا تصومه اليهود لأنّ الله نجى فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه فصامه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم شكرًا لله وأمر بصيامه وشرع لنا أن نصوم يومًا قبله أو يومًا بعده.. وصوم التاسع مع العاشر أفضل.. وإنّ صام العاشر والحادي عشر كفى ذلك لمخالفة اليهود، وإن صامهما جميعا مع العاشـر فـلا بأس لما جاء في بعض الروايات «صوموا يوما قبله ويوما بعده» أمّا صومه وحده فيكره.. والله ولي التوفيق
[فتاوى اسلامية 2/170 (جمع محمد المسند)].
النهي عن سب الصحابة
من أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله بذلك في قولـه تعالى: {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} [ الحشر:10].
وطاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في قولـه: «لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه» [متفق عليه].
ويتبرءون من طريقة المنحرفين من أهل البدع الذين يسبون الصحابة رضي الله عنهم ويبغضونهم ويجحدون فضائلهم ويكفرون أكثرهم.
وأهل السنة يقبلون ما جاء في الكتاب والسنة من فضائلهم ويعتقدون أنّهم خير القرون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خيركم قرني» الحديث في الصحيحين.
ولما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم للصحابة افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة وأنّها في النار إلاّ واحدة، سألوه عن تلك الواحدة فقال: «هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي» [رواه الإمام أحمد وغيره].
قال أبو زرعة وهو من أجل شيوخ الإمام مسلم: "إذا رأيت الرجل ينتقص امرءاً من الصحابة فاعلم أنّه زنديق، وذلك أنّ القرآن حق، والرسول حق وما جاء به حق، وما أدى إلينا ذلك كله إلاّ الصحابة. فمن جرحهم إنّما أراد إبطال الكتاب والسنة، فيكون الجرح به أليق والحكم عليه بالزندقة والضلال أقوم وأحق".
قال العلامة ابن حمدان في نهاية المبتدئين: "من سب أحداً من الصحابة مستحلاً كفر ، وإن لم يستحل فسق وعنه يكفر مطلقاً ومن فسقهم أو طعن في دينهم أو كـفـّرهم كفر". [شرح عقيدة السفاريني (2/388-389)].