فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


شوقي بعد المنفى

شوقي بعد المنفى

أنشدها إثر عودته إلى مصر

من منفاه بالأندلس

..............

أنادي الرسم لو ملك الجوابا : وأجزيه بدمعي لو أثابا

وقل لحقه العبرات تجري : وإن كانت سواد القلب ذابا

سبقن مقبلات الترب عني : وأدين التحية والخطابا

فنثري الدمع في الدمن البوالي : كنظمي في كواعبها الشبابا

وقفت بها كما شاءت وشاؤوا : وقوفا علم الصبر الذهابا

لها حق وللأحباب حق : رشفت وصالهم فيها حبابا

ومن شكر المناجم محسنات : إذا التبر انجلى شكر الترابا

وبين جوانحي واف ألوف : إذا لمح الديار مضى وثابا

رأى ميل الزمان بها فكانت : على الأيام صحبته عتابا

وداعا أرض أندلس وهذا : ثنائي إن رضيت به ثوابا

وما أثنيت إلا بعد علم : وكم من جاهل أثنى فعابا

تخذتك موئلا فحللت أندى : ذرا من وائل وأعز غابا

مغرب آدم من دار عدن : قضاها في حماك لي اغترابا

شكرت الفلك يوم حويت رحلي : فيا لمفارق شكر الغرابا

فأنت أرحتني من كل أنف : كأنف الميت في النزع انتصابا

ومنظر كل خوان يراني : بوجه كالبغي رمى النقابا

وليس بعامر بنيان قوم : إذا أخلاقهم كانت خرابا

أحق كنت للزهراء ساحا : وكنت لساكن الزاهي رحابا

ولم تك جور أبهى منك وردا : ولم تك بابل أشهى شرابا

وأن المجد في الدنيا رحيق : إذا طال الزمان عليه طابا

أولئك أمة ضربوا المعالي : بمشرقها ومغربها قبابا

جرى كدرا لهم صفو الليالي : وغاية كل صفو أن يشابا

مشيبة القرون أديل منها : ألم تر قرنها في الجو شابا

معلقة تنظر صولجانا : يخر عن السماء بها لعابا

تعد بها على الأمم الليالي : وما تدري السنين ولا الحسابا

ويا وطني لقيتك بعد يأس : كأني قد لقيت بك الشبابا

وكل مسافر سيئوب يوما : إذا رزق السلامة والإيابا

ولو أني دعيت لكنت ديني : عليه أقابل الحتم المجابا

أدير إليك قبل البيت وجهي : إذا فهت الشهادة والمتابا

وقد سبقت ركائبي القوافي : مقلدة أزمتها طرابا

تجوب الدهر نحوك لا الفيافي : وتقتحم الليالي لا العبابا

وتهديك الثناء الحر تاجا : على تاجيك مؤتلقا عجابا

هدانا ضوء ثغرك من ثلاث : كما تهدي المنورة الركابا

وقد غشى المنار البحر نورا : كنار الطور جللت الشعابا

وقيل الثغر فاتأدت فأرست : فكانت من ثراك الطهر قابا

فصفحا للزمان لصبح يوم : به أضحى الزمان إلي ثابا

وحيا الله فتيانا سماحا : كسوا عطفي من فخر ثيابا

ملائكة إذا حفوك يوما : أحبك كل من تلقى وهابا

وإن حملتك أيديهم بحورا : بلغت على أكفهم السحابا

تلقوني بكل أغر زاه : كأن على أسرته شهابا

ترى الإيمان مؤتلقا عليه : ونور العلم والكرم اللبابا

وتلمح من وضاءة صفحتيه : محيا مصر رائعة كعابا

وما أدبي لما أسدوه أهل : ولكن من أحب الشيء حابى

شباب النيل إن لكم لصوتا : ملبى حين يرفع مستجابا

فهزوا العرش بالدعوات حتى : يخفف عن كنانته العذابا

أمن حرب البسوس إلى غلاء : يكاد يعيدها سبعا صعابا

وهل في القوم يوسف يتقيها : ويحسن حسبة ويرى صوابا

عبادك رب قد جاعوا بمصر : أنيلا سقت فيهم أم سرابا

حنانك واهد للحسنى تجارا : بها ملكوا المرافق والرقابا

ورقق للفقير بها قلوبا : محجرة وأكبادا صلابا

أمن أكل اليتيم له عقاب : ومن أكل الفقير فلا عقابا

أصيب من التجار بكل ضار : أشد من الزمان عليه نابا

يكاد إذا غذاه أو كساه : ينازعه الحشاشة والإهابا

وتسمع رحمة في كل ناد : ولست تحس للبر انتدابا

أكل في كتاب الله إلا : زكاة المال ليست فيه بابا

إذا ما الطامعون شكوا وضجوا : فدعهم واسمع الغرثى السغابا

فما يبكون من ثكل ولكن : كما تصف المعددة المصابا

ولم أر مثل سوق الخير كسبا : ولا كتجارة السوء اكتسابا

ولا كأولئك البؤساء شاء : إذا جوعتها انتشرت ذئابا

ولولا البر لم يبعث رسول : ولم يحمل إلى قوم كتابا


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة