معاناة كبيرة لطلبة تاونات في الحصول على مقاعد بالحي الجامعي بفاس وضبابية حول المعايير المعتدة
عبد الله الرهوني موظف بسيط بالمحكمة الابتدائية بتاونات (مركز القاضي المقيم بغفساي) لايتعدى أجره الشهر ي ثلث الحد الأدنى لأجور القضاة الذين احتجوا السبت الماضي على عدم كفايته، عبد الله أب لطالبة بالسنة الثانية بالجامعة، وتلميذين آخرين بالمستوى الأساسي، التقانا وهو في حالة تقترب من الانهيار، الدموع تكاد تنفجر من مقلتيه، وضع نفسي سيء للغاية؛ انهار الحلم، سقط الامل، سأضطر لتوقيف ابنتي فدوى عن الدراسة، لا أقدر على توفير مسكن لها بفاس، وإدارة الحي رفضت منحها مقعد، رغم كونها قضت السنة الماضية كنزيلة مؤقتة، على أمل أن تصبح رسمية هذه السنة، لكن المفاجأة إخواني، يقول عبد الله، أن الادارة أخبرتها أنها لن تحصل على مقعد أبدا، بحجة أن أباها موظف، كنت سأتفهم ذلك لو لم يستفد أحد، والده أفضل مني، ساردا مجموعة من الأمثلة، أعرف شخصيا بعضها ممن يفوق راتب والده ضعفي راتب عبد الله، منهيا كلامه معنا، بالشكوى لله وحده، وذنوب ابنتي في رقبة كل من ظلمني وظلمها، الا يعلمون أن هناك ...
حالة عبد الله طبعا ليست حالة فريدة، فالعشرات من الحالات المشابهة بكل ركن من ربوع هذا الاقليم الاشقياء أبناؤه وطلبته، المحكوم عليهم بمتابعة الدراسة الجامعية في مدينة فاس، ليجدوا أنفسهم بين مطرقة الحصول على غرفة بالحي الجامعي، وهو حلم يقترب من نيل جائزة نوبل، أو سندان أن يولوا أدراجهم اتجاه دواويرهم للانخراط في بطالة قسرية سابقة لأوانها، وكلنا يتذكر ذاك الطالب من جماعة اجبابرة الذي القى بنفسه من الطابق الثاني لكلية آداب اظهر المهراز، منذ سنوات خلت، بعد فشله في الحصول على سكن، لأنه كان حريصا على متابعة دراسته، فمتى تنتهي هذه المأساة؟، إما بخلق نواة جامعية بالاقليم، أو توفير بنية استقبال جامعية توفر عرضا يستجيب للطلب، وفي انتظار ذلك عدالة في منح السكن بالاحياء الجامعية لا يشم أحد أية رائحة فيها للمحسوبية والزبونية.
