الحسين أو تيمسورت صاحب (مقهى موشا) بسوق بويزكارن
×××××
صورة لمدخل السوق القروي بعد اعادة بناء بابه
توجد بسوق بويزكارن القديم أربع مقاهي شعبية وهي مقهى إبراهيم اوحماد الفصكي و مقهى ابودرار ومقهى على اكشار ومقهى موشَا وكانت هذه المقاهي مفروشة بالحصائر وبها غرف ومطبخ تقليدي حيث توقد النار ويقدم الماء الساخن و المجامر وصينيات الشاي إلى الزبناء الذين يتربعون على الحصائر على شكل حلقات، وغالبا ما يتكاثر أعداد هؤلاء الزبائن أيام السوق الأسبوعي و المواسم وكذا في المناسبات الوطنية التي تدوم عدة أيام .
لقد بني مقهى موشا أيام الحماية الفرنسية قبل سنة
فمن منكم يا أبناء بويزكارن جيل الستينات و السبعينات لا يتذكر الحسين اوتيمسورت صاحب المقهى الشعبي المعروف ب"لقهوى نموشا" بالزاوية الجنوبية لسوق الحنفي المسمى بالسوق القديم ؟
من منكم يا أبناء بويزكارن لم يتسلل إلى باحة المقهى لشرب حفنة ماء وهو في طريقه إلى مجموعة مدارس بويزكارن أو إلى إعدادية محمد الشيخ القديمة مارا بالباب الصغير للسوق "تيميمت" المقابل لباب المقهى في أيام فصل الصيف الحارة؟
من منكم لا يتذكر هذا القهواجي الكهل صاحب القامة القصيرة واللحية الخفيفة وهو واقف بباب المقهى ينتظر الزبناء؟
انه الحسين بن امحمد بن عمر بن محمد بن احمد المزداد بقرية تيمسورت حوالي سنة1920م أحب السفر والتنقل كثيرا بحثا عن العمل، فسافر إلى سيدي افني وانخرط في الجيش الاسباني لكن بطش الحاكم العسكري بأهله وسجنهم دفع بأحد أعمامه إلى التسلل إلى افني بايت بعمران والعودة به إلى قريته التي لم يدم بها إلا قليلا فسافر إلى خريبكة للعمل بمناجمها وقضى بها حوالي سنة فعاد الى بويزكارن ليسافر إلى فرنسا وبالضبط إلى منطقة الالزاس واللورين سنة 1939 إبان الحرب العالمية الثانية ليعمل في الصناعات الحربية وقضى هناك ثلاثة سنوات ليعود مرة أخرى إلى بلدته و حوالي 1945م سافر رفقة ابن بلدته الحسين امباركي للعمل بمناجم الفحم بجرادة ثم ببشار بالجزائر وهناك قضى أكثر من أسبوع تحت الأنقاض بعد أن تهدم المنجم وبعد عمليات الإنقاذ استخرج ومجموعة من رفاقه سالمين، ليسافر إلى تونس فزارها وعاد إلى المغرب وفي سنة 1949 سافر إلى بوردو بفرنسا وبقي فيها إلى سنة 1953 ليعود إلى الوطن وقضى سنة ببلدته ليسافر إلى تونس حيث بقى إلى سنة 1957 ليعود إلى بلدته تمسورت فبدأ العمل بمقهى موشا وتزوج سنة
كان الحسين اتيمسورت يستقبل زبناءه الذين يفدون إلى المقهى من كل القبائل المجاورة وخاصة من قبلتي ايت الرخاء ومجاط و الذين يأتون إلى بويزكارن للترافع والتقاضي بمحكمتها أو لغرض إداري بمكاتبها الادارية او لاستخلاص حوالة بريدية وغالبا ما يقضون أكثر من يوم ببويزكارن فلا يجدون مكانا يأويهم إلا هذا المقهى ، كما يستقبل المقهى العديد من الخضارين والحرفيين الذين يلجون سوق بويزكارن لبيع منتجاتهم.
وخلال اسفاره الكثيرة ربط الحسين او تيمسورت علاقات صداقة مع العديد من العمال ابناء المنطقة ببلاد المهجر مما جعل مقهاه قبلة لهؤلاء المهاجرين بالديار الاوربية وتونس خاصة في عطلهم الصيفية.
واستمر الحسين اوتيمسورت متفانيا في عمله إلى أن توفي رحمه الله بسكتة قلبية مفاجئة أواخر شهر دجنبر 1976 وهو واقف غير بعيد عن باب المقهى فحمل جثمانه إلى قريته تيمسورت فدفن بمقبرتها.