التاريخ
الموقع يقع متحف الخط العربي في حي الكلاسة على بعد عدة أمتار من ضريح صلاح الدين الأيوبي ومن مدخل الجامع الأموي من جهة العمارة.
التصميم الخارجي بناءه مربع الشكل يطوق جدرانه شريط حجري محفور عليه كتابات تأسيسية، وتزين جدرانه من الخارج مقرنصات خفيفة وشعار الأمير جقمق المملوكي، وبوابة البناء مرتفعة تعلوها مظلة مزينة بمقرنصات جميلة.
لمحة تاريخية كان المبنى ميتماً للأطفال عندما اجتاح المغول مدينة دمشق عام 1400 حيث تعرضت للخراب والنهب، مثل معظم العمائر الدمشقية آنذاك بقيت على حالها حتى عام 1421 حين أمر سيف الدين جقمق بانشاء مدرسة مكان الميتم المخرب، وسمّاها بالمدرسة الجقمقية.
يضم البناء ضريح الأميرالذي قُتل في قلعة دمشق وبجواره ضريح والدته.
وفي عام 1925 تعرضت المدرسة لقصف الطائرات الفرنسية أثناء الاحتلال الفرنسي لـسورية فأعيد ترميمها.
تم تحويل هذه المدرسة إلى متحف للخط العربي في عام 1974.
أقسام المتحف يحتوي متحف الخط العربي على ثلاثة أقسام هي الصحن ـ قاعة العرض ـ التربة،
الصحن رُصفت أرضه بالحجارة الملونة والرخام ورصفت في لوحات هندسية ولا أجمل، وفي وسطه بركة مثمنة مكسوة بالرخام و الزخارف.
قاعة العرض ترتفع قاعة العرض قليلاً عن الصحن، وفيها تم عرض مقتنيات المتحف ضمن خزائن عرض موزعة على كامل القاعة، وعددها / 12/ خزانة كبيرة و/ 4/ خزائن صغيرة، أما جدران القاعة الداخلية فنراها مكسوة بزخارف رخامية و فسيفساء ولوحات كتابية وغيرها، وكلها موزعة توزيعا متناسقا على جدران القاعة، مع شيء من التناظر، وأجمل هذه الزخارف هو الشريط الكتابي، وهو عبارة عن آيات قرآنية منقوشة بخط الثلثغاية في الدقة والروعة، وهو بذلك يدل على مدى تطور فن الزخرفة في العصر المملوكي، وأجمل ما في قاعة العرض وهو محرابها المرخم البديع الصنع.
التربــة تقع في الجهة الشمالية الشرقية للمدرسة، وفيها قبران أحدهما للأمير "جقمق" والآخر لأمه، وهي عبارة عن غرفة مربعة مسقوفة بقبة عالية، وتزين جدران التربة زخارف رخامية و آيات قرآنية».
موجودات المتحف أما محتويات المتحف فتشمل قطع أصلية أو منسوخة للكتابة العربية حيث يضم المتحف كتابات تعود لما قبل الإسلام، وأهم ما يميز هذه الفترة هو نقش النمارة أو كما يعرف بنقش امرئ القيس وهو مكتوب بخط نبطيقديم يعود إلى سنة /328/ ميلادي ويحتفظ متحف اللوفر في باريس بالنسخة الأصلية للنقش، وهناك مجموعة من الكتب والمخطوطات والوثائق القديمة، وهي مكتوبة بخط جميل ومزينة بالتذهيب. [1] كما توجد كتابات على الفخار والمعادن والزجاج تعود إلى القرنين 12-15م، وكتابات مختلفة على "فرامانات" ووقفيات تعود إلى عصور إسلامية مختلفة، كما توجد بالمتحف لوحة قبر زيد بن ثابت الأنصاري 64 هجرية، إضافة إلى مجموعة من وسائل الخط والأقلام والمحابر القديمة، التي استخدمت في كتابة القرآن الكريم لأول مرة، وأقلام بعض الصحابة وكبار علماء الإسلام . كما يضم المتحف مجموعة من أدوات الكتابة القديمة المصنوعة منالخزف الملون، والمزينة بالزخارف النباتية، وشهادة يحصل عليها طالب العلم آنذاك بعد أن يتم علومه في المدرسة،
ويحتوى المتحف على لوحة غاية في الأهمية تحكي تاريخ تطور الخط العربي في جميع مراحله من فترة ما قبل الإسلام إلى الفترة العثمانية، وهي مقسمة إلى حقول توضيحية، وكل حقل يدل على فترة زمنية حسب التسلسل الزمني، ويضم المتحف مجموعة كبيرة من المخطوطات، والوثائق التاريخية المنوعة.
كما يحوى المحتف صورة من الرسالة التي وجهها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي ملك الحبشة، والأصل محفوظ في الجمعية الجغرافية البريطانية، ونماذج من خط كتابة الرسول صلى الله عليه وسلم برسائله إلى المقوقس، والأصل محفوظ في متحف طوب كابي في استانبول، وفي المتحف العديد من النسخ النادرة للقرآن الكريم اكتشفت في مواقع أثرية سورية وصفحات من القرآن الكريم كتبت على ورق الغزال تعود للقرن الثالث للهجرة، وهناك أشكال قديمة للخط كخط الرقاع والحيري الذي كتب به العرب المناذرة في الحيرة، كما يقدم نماذج الخط العربي حسب التسلسل الزمني تعود للعصور الأموية والعباسية والأيوبية والمملوكية والعثمانية .
كما يوجد أواني فخارية وزجاجية ونحاسية، وجميعها مزينة ومزخرفة بخط عربي جميل، وقد كتبت بعبارات متعددة قد تكون دعاء دينياً، أو بعض الآيات القرآنية التبريكية، أو أسماء بعض الملوك السلاطين.