الكاف-تاجروين: «أسهم» العلّوش في ارتفاع صاروخي
تاجروين: «أسهم» العلّوش في ارتفاع صاروخي ! الأحد 30 سبتمبر 2012
أسابيع قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك والذي سيكون هذه السنة استثنائيا وسيشهد مقاطعة العائلات محدودة الدخل نظرا للارتفاع الكبير لأسعار الأضاحي وارتباطه بالعودة المدرسية وتعدد المناسبات خلال فصل الصيف والتي تطلبت عديد المصاريف.
«الشروق» زارت السوق الاسبوعية بتاجروين ولاحظت ارتفاع أسعار الأضاحي التي فاقت كل التوقعات. أين كان لنا لقاء مع عدد من الفلاحين والتجار وبعض المواطنين الذين جاؤوا بدورهم لمعرفة الأسعار وجس نبض السوق. السيد مختار العمري ( فلاح ) تحدث إلينا قائلا « الأسعار تعتبر مرتفعة مقارنة بالسنة الفارطة وهذا يعود إلى ارتفاع أسعار الأعلاف فالفلاح لم يعد قادرا على تغطية مصاريفه اذ ان القنطار الواحد من العلف وصل سعره إلى 60 دينارا هذا إذا توفر بالسوق أما إذا فقد فيقع شراؤه من السوق السوداء وبأسعار خيالية ومما زاد من تأزم الوضع النقص الواضح في رؤوس الماشية. وحسب علمي فقد تم تهريب القطيع إلى ليبيا فالعديد من تجار المواشي قدموا من ولايات أخرى إلى الأرياف وقاموا بشراء أعداد كبيرة من الماشية وهربوها إلى ليبيا. والفلاح وجد نفسه مجبرا على البيع للأسباب السابقة الذكر وكذلك خوفا من السرقات التي كثرت بعد الثورة وتضرر منها أغلب المربين». وبدوره قال السيد رمضان الرحالي (فلاح): «المستهلك لا يعرف حجم المعاناة التي يعاني منها الفلاح فالمراعي غير متوفرة والفلاح مضطر لشراء الأعلاف مهما كان الثمن وقد نضطر مستقبلا لبيع ما لدينا من مواشي ونريح أنفسنا من هذا العناء المتواصل.فنحن لنا عذرنا ولو قمنا بعملية حسابية للمصاريف لوجدنا أن هامش الربح ليس كبيرا كما يظن العديد من المواطنين وفي أغلب الأحيان يكون ربح التاجر أكبر من الفلاح كما أن التهريب أضر بالقطيع».
ولئن أرجع التجار ارتفاع الأسعار إلى الثمن الباهظ للأعلاف وإلى عمليات التهريب وخاصة إلى ليبيا فإن المواطنين لهم ما يقولون في هذا الموضوع.فالسيد محمد الناصر عونلي قال : ككل سنة وفي مثل هذا الوقت يكثر السماسرة الذين يجوبون الأرياف لشراء الخرفان وبعد ذلك يتحكمون في السوق والأسعار كما يريدون لما لهم من إمكانيات مادية كبيرة. مما يجعلهم يربحون خلال أسابيع ما لا يستطيع الفلاح ربحه طوال السنة. وحسب ما شاهدته فإن الأسعار قياسية هذه السنة فسعر «البركوس» فاق 400 دينار والأنثى لا تقل عن 250 دينارا وهي أسعار تفوق المقدرة الشرائية للمواطن وهذه الأسعار ستجعل العديد من المواطنين يحرمون هذه السنة من فرحة العيد فإذا كان الموظف قادر على الشراء فما بالك بمن لا دخل لهم.وقد قمت مضطرا بشراء خروف بـ350 دينارا والحال أن سعره الحقيقي لا يتجاوز 250 دينارا».
وبدوره قال السيد محمد منير : «لقد قمت بجولة في السوق الأسبوعية ووجدت أن الأسعار لا تطاق كما أن عدد الأضاحي ليس كبيرا ومن المؤكد أنها ستزداد كلما اقترب العيد وإني حائر ماذا سأفعل؟ وكيف سأتصرف؟ «بركوسة» فاق سعرها 250 دينارا، وخروف لا يكفى عائلة متوسطة ليوم واحد يباع بـ 300 دينار أما إذا بحثنا عن خروف جيد فإن شهرية موظف لا تكفي لشرائه.
مصدق الشارني