الحسن بلوش كاتب الرسائل والعقود ببويزكارن
×××××
×××××
×××××
اليمبن المرحوم الكاتب العمومي الحسن بلوش وبجواره الأستاذ عبد الله شكر الله حي يرزق وبجواره المرحوم علوان سالم والجالس يدعى العربي حي يرزق
×××××ا
الحسن بلوش اسم داع صيته بكل الأطلس الصغير لإتقانه لفن الرسائل باللغة الفرنسية و لمعرفته الكبيرة بإدارات ومكاتب المعاشات بالمهجر .
ولد الحسن بلوش سنة 1946 بحي السوق القديم بويزكارن إقليم كلميم وبها نشأ وترعرع فتلقى تعليمه الأول بكتاب مسجد البلدة ولما بلغ سن التمدرس التحق بمدرسة الذكور المسلمين التابعة لإدارة الحماية الفرنسية بالمنطقة إلى جانب أبناء الأعيان والمعمرين وبقية أبناء البلدة، ثم درس على يد نخبة من الأساتذة الفرنسيين تحت إشراف المدير" جون طاردي" فنال شهادة الدروس الابتدائية مما جعله يتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة ويكتب بها الرسائل والخواطر ويحرر بها الوثائق والعقود.
غادر المدرسة بعد الاستقلال وعمل بشكل تطوعي ببريد المغرب لعدة سنوات وبعد ذلك امتهن الكتابة العمومية باللغة الفرنسية ببلدته نظرا لتمكنه من اللغة الفرنسية ولحاجة اغلب أبناء المنطقة من العمال المهاجرين إلى من يتوسط بينهم وبين مشغليهم بديار المهجر ، فكان الكاتب الحسن بلوش خير وسيط .
ولا أحد من سكان بويزكارن والمناطق المجاورة كأيت الرخا و إيفران وتيمولاي والأخصاص و تغجيجت، ينكر فضله ، فبفضل خدماته ومجهوداته تمكن العديد من الأشخاص من الحصول على معاشاتهم من صناديق التقاعد وشركات التامين بعدة دول أوروبية وكذا استرجاع حقوقهم فكان رحمه الله بمثابة المحامي الذي يدافع عنهم بواسطة مراسلاته الإدارية البليغة والدقيقة وكان دكانه بالسوق القروي ببويزكارن قبلة لكل قدماء المحاربين بالحرب العالمية وبالهند الصينية وبالعمال بمناجم الفحم بفرنسا وبلجيكا وغيرها من الدول الأوربية ، مارس هذه المهنة منذ أواخر الستينيات إلى تاريخ وفاته معتمدا على آلة الرقانة لطبع مراسلاته .
بلوش الحسن الإنسان الكريم والأب الحنون، فكل الناس ببلدته صغارا وكبارا يعرفونه ويحترمونه ويحبونه ،أحب السفر منذ مرحلة مبكرة من عمره ، فزار الجزائر عند أخوال أبيه الحسين بلوش أكثر من مرة لان جدته جزائرية ، كما تطوع وشارك في المسيرة الخضراء سنة
أسدى هذا الإنسان المتواضع الكثير من الخدمات لجيل من العمال المهاجرين ولعائلاتهم وكان لا يطلب أجرا مبالغا فيه إزاء خدماته ولم يكن أبدا ماديا ولو كان كذلك لكان حقق ثروة من عمله هذا وكسب ملايين الدراهم واشترى عقارات وسيارات إلا أن الأمانة والنزاهة والجودة في الخدمة التي يعتبرها دوما من أولوياته تمنعه من استغلال أمية وجهل العمال البسطاء للسطو على معاشاتهم فظل متشبثا بما يؤمن به من القيم النبيلة فعاش بسيطا قنوعا إلى أن رحل إلى جوار به هنيئا مطمئنا بعد مرض عضال لم ينفع معه أي دواء ولم يمهله كثيرا يوم 20 من غشت
بقلم : محمد ارجدال