حتى لا يسقط بن كيران في الامتحان
×××××أما اليوم، فنحن أمام رئيس حكومة "فرضته" صناديق الاقتراع بشكل أو بآخر، وليس ملزما بتقديم فروض الطاعة والولاء صباح مساء مرتين في اليوم، ومع ذلك لا يتوقف الرجل عن الزحف على بطنه وعلى رجلين...حتى أن البعض أصبح ينظر بعين الريبة إلى هذا الإفراط في "الحب"، مع أنه ليس مطلوباً لا من رئيس الحكومة ولا من غيره، لعب دور محامي القصر، ولا دور المفسر لنوايا المؤسسة الملكية، أو الشاهد على توفر الإرادة السياسية لديها للإصلاح وبناء دولة الحق والقانون والديموقراطية.
من المحزن، أن تنتهي تجربة ما بعد 25 نوفمبر بخطاب شعبوي واستثمار انتخابوي مكشوف، ولو أن اتجاهات رياح الانتخابات في المغرب أصبحت عصية على "الأرصاد" المعلومة، بدليل حجم المفاجأة التي حملتها الصناديق في الاستحقاقات التشريعية الأخيرة.
وخلاصة القول، إن هناك مهمتين أساسيتين فقط أمام رئيس الحكومة الحالية.
أولاهما العمل على تسييج صلاحياته عبر الممارسة الفعلية لهذه الاختصاصات وليس من خلال استغلال كل ظهور لـ"التمسح" بـ"الأعتاب الشريفة" واجترار مصطلحات "التوجيهات" و"التعليمات" و"السياسة الرشيدة".
وثانيهما إعلان الحرب الفعلية على الفساد صراحة وبشكل مباشر، لأن الطبيب الحقيقي هو الذي يجري العملية للمريض في الوقت المناسب، ولا يكتفي بوصف المسكنات، إلى أن تنفجر "المرارة"، وبدل أن نكون أمام جراحة بسيطة وعادية، نصبح أمام مسألة "حياة أو موت" وتحت ضغط "السكتة القلبية" جراء تلوث أعضاء حساسة في مناطق مختلفة من الجسد.
وأنا على يقين أن كثيرين بدأوا يشعرون بالحرج وهم يشاهدون أول رئيس حكومة معينة تحت ظل الدستور الجديد يتحول إلى "مداح" دون أن يطلب منه أحد ذلك...
وأخشى ما أخشاه أن تنطبق عليه في نهاية المطاف مقولة الصحفي المصري عادل حمودة عن السادات.."لا هو صدق أنه رئيس.. ولا نحن صدقنا أنه كذلك"..