فضاءات جنين بورزق

جنين بورزق

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدية
حجيرة ابراهيم ابن الشهيد
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 3371.38
إعلانات


إلاّ رسول الله

إلاّ رسول الله
الجمعة 28 سبتمبر 2012 *إمام مسجد عثمان بن عفان البريجة ـ اسطاوالي
''إلاّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم''.. كان شعار الملايين من المسلمين، وهم يجوبون مدن العالم شرقًا وغربًا.. ''إلاّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم''.. كانت ردة فعل غاضبة انطلقت بها حناجر المسلمين، انتصارًا لرسولهم الأكرم صلّى الله عليه وسلّم، لمّا أقدمت عليه شرذمة من اليهود والنصارى عبر ما بات يُعرَف بالفيلم المسيء.
صدق الله حين قال: {ولَن تَرْضَى عنك اليهود ولا النّصارى حتّى تَتَّبِع ملّتَهم}. فالفيلم، في الحقيقة، سيء وصدر من سيّئين، خُلُقًا وعقيدة. وإن لم يأت هؤلاء الأوغاد من أحفاد ابن سلول وهرتزل بجديد، فهُم على درب أسلافهم ونذالة أجدادهم سائرون، وإنّهم بحقّ قد نجحوا في شهرة عالمية لم يكن الواحد منهم يحلم بها، ذلك أنّ النّكرة إذا أراد شهرة، حاول عبثًا المساس بالهامات العالية والشّخصيات العالمية، ويكفينا أن نقرأ كتاب ''الخالدون المائة'' لصاحبه مايكل هارت الذي جعل على رأسهم نبيّنا محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم.
نجح الفاشلون أيضًا في إحداث الفتنة بين العالمين الإسلامي والغربي، وأمريكا وفرنسا تحديدًا، ويضاف إلى ذلك توجيه الناخبين إلى طرف دون آخر في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، إذ من الطبيعي أن يوجّه هؤلاء سهامهم للإسلام وبلاد الإسلام، فلا يلام الذئب في عدوانه. وجميل أيضًا أن تتحرَّك جموع المسلمين، نصرة لدينها ونبيّها صلّى الله عليه وسلّم، لكن السؤال المهم هو: لماذا وكيف؟ هل فقط بالمظاهرات والمسيرات مع ما شابهها من مخالفات وانحرافات تسيء للإسلام والرّسول صلّى الله عليه وسلّم؟
والسؤال المهم الذي ينبغي علينا نحن أن نكون صادقين في الإجابة عليه: هل نحن فعلاً في مستوى الانتساب العلمي والعملي والأخلاقي لأمّة وصفها الله بأنّها خير أمّة أخرجت للنّاس وأنّها الأمّة الشّاهدة على مسرح الأحداث، بينما هي غائبة عن الركب الحضاري والتطور الصناعي؟
إنّ واقع المسلمين اليوم حقًّا مؤسف، وهي فرصة لنقد الذات ورسم معالم النهضة والتطور، والذي لا يتم إلاّ إذا رجعنا لمنابع الإسلام الصافية ومعالمه وأسسه الحضارية، ولعلّ أوّل تلك الأسس والقواعد: العلم بكلّ تفاصيله ومكوّناته الدينية والدنيوية، وهما معًا جسد واحد، لا يفصلهما إلاّ جاهل بحقيقة الدّين وطبيعة الدنيا، خصوصًا أنّ الإسلام دين العلم والعقل والآيات في هذا تترا، بل يكفينا أنّ أوّل ما نزل من القرآن في أوّل اتّصال بين السّماء والأرض: {اقرأ}، والعلم هو أحد دلائل الإيمان بالله تعالى: {فاعلَم أنّه لا إله إلاّ الله}.
فهل نحن، اليوم، أمّة العلم والقرّاء والكتابة؟ ولكم أن تعرفوا بعد ذلك أنّ الجامعات العربية والإسلامية في ذيل الترتيب العالمي، بل إنّ ميزانية اللّهو والعبث عندنا أكبر بكثير ممّا هو مخصّص للعلم والعلماء والبحث العلمي.
ومن دائرة العلم والثقافة وما حلّ بهما إلى حراك العلم والجد، وهما الحلقتان الغائبتان في حاضر أمّتنا، إذ فعلاً وقعت فيما كان رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يحذّر منه أمّته: ''الوهن والعجز''. ولن تجد دينًا ولا شريعة تقدّس العمل والكد، كما نجد ذلك في الإسلام قرآنًا وسُنّة، ففيهما نقف على قيمة العمل ومكانته، إذ جعله الله في أكثـر من موضع قرين الإيمان، ودليله قوله تعالى في سورة العصر: {إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات}، وجعل الأجر والمثوبة على عمل العامل وإتقانه ما لا يدرك في كثير من الطّاعات والعبادات، بل يكفي أنه عبادة شريفة، عرق العامل فيه عند الله أطيب وأطهر من عطر العاطل، وهو واحدة من أسباب المغفرة كما جاء في الحديث: ''مَن أمسى كالا من عمل يده أمسى مغفورًا له''.
كلّ هذا قليل من كثير وغيض من فيض، ثمّ نجد الأمّة الإسلامية، وشبابها على وجه الخصوص، قد أسرها الكسل والاتّكال أسْرًا، ثمّ يأتي بعد ذلك رافعًا شعار ''إلاّ رسول الله''، وهو سلبي في حياته، لم يقدّم لله ولرسوله شيئًا يذكر، غير القيل والقال.
ومن دائرتي العلم والعمل إلى شؤون الحياة الأخرى السياسية والاقتصادية، فقد عشعش الفساد المالي والاستبداد السياسي في عالمنا العربي والإسلامي، وهي الأمّة التي اصطفاها الله تعالى سماءً بخير كتاب أنزل، وخير نبي أرسل، وأرضًا بخيرات وآلاء، للأسف الشّديد، ضاع كثير منها بين الخيانة واللامبالاة.. وبعد هذا، وهو غيض من فيض، ألاَ تخجل أمّة محمّد، صلّى الله عليه وسلّم، أن تقول لا لمَن أساء إليه بالفيلم، وقد أساءت هي إليه بالتّبعية والجهل والتخلّف والإعراض عن الهديين والوحيين، ومن أعرض عنهما فقد ضلَّ ضلالاً مبينًا.
الخبر

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة