الجده الانسه ترافق وزير السياحه
الجدة ترافق وزير السياحة خلال زيارته لقرية أم القطين قبل أيام -(من المصدر)
رائحتها كرائحة المسك فواحة، تفوح منها رائحة الأرض والشهامة الأردنية، تشتم فيها رائحة القهوة الأردنية بالهيل والزعفران، ترى في عينيها أردنية المعشر وحسن الولاء والانتماء لثرى الأردن وترابه وأهله الطيبين.
شاهدتها قبيل يومين من وفاتها أثناء زيارتي إلى أم القطين. حضنتني كما تحضن الأم ولدها فرحة مستبشرة. تحدثك بلهجة كلها طيبة وأمل، تدعو الباري عز وجل أن يحفظ الأردن ملكاً وشعباً، تناجي الخالق بأن يديم الله نعمه على خلقه.
إنها الحاجّة التي صافحتني يداها الكريمتان التي تمثل خطوطهما خطوط الحياة وتاريخ الأردن وتاريخ منطقة أم القطين. الحاجة التي حدثتني في جولتي عن الأرض والأهل، ضاحكة مستبشرة. لم تتوقف ضحكتها للحظة أو دعواتها لبرهة. لم تطلب أي مطلب شخصي أو منفعة، إنما كانت تلهج إلى العلي القدير بلسانها الداعي بأن يحفظ الأردن ومليكه وأهله من كل شر.
أرتني هويتها التي كانت تحرص عليها بيدها، لتبرهن لنا مدى تمسكها بهذا الوطن، وتقول لي بأنني "انتخبت مرات عديدة. وشاهد بعينك أنني انتخبت. وإن شاء الله سأنتخب". عمرها تجاوز المائة عام. أفرحتني هذه الحاجة الطاعنة في السن. وشكرت الخالق بأننا في الأردن بألف خير. وسألته أن يديم علينا النعم، لأننا نحترم كبيرنا ونقدر أهلنا ونقدم الكبير قبل الصغير، نسمع منهم ونستمع إليهم.
لن أنسى هذه الحجة ما حييت. وأدعو لها بأن يتغمدها الله بواسع رحمته. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
*وزير السياحة والآثار