فضاءات الاحراز

الاحراز

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
ناصر قطب محمد سليمان
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 52
إعلانات


من آداب الإسلام احترام العلماء


العلماء ورثة الأنبياء، اصطفاهم الله ليكونوا حملة الدين والشريعةِ، فهم أعرف الناس بالله، ووظيفتهم دلالة الناس على الله تعالى، قال الله تعالى: ?وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)? (فصلت)، وقال تعالى: ?إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ? (فاطر: من الآية 28).
وفِي الحدِيثِ: "من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا، سلك الله به طريقًا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضًا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، ورثّوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر"(1).
وفِي الحدِيثِ: ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان، أحدهما عابد والآخر عالم؛ فقال: "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم"، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير" (2).
إنه شرَّف العلماء وكرَّمهم ورفع منزلتهم وقدرهم، وبيَّن أن هناك فرقًا بين العلماء وغيرهم الذين لا يعلمون؛ وذلك لأهمية العلم والمعرفة التِي يحملونها، قال تعالى: ? قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)? (الزمر).
وقال تعالى: ?يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11)? (المجادلة).
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقوامًا ويضع به آخرين).
لأهمية العلماء في حياة الأمة طلب الله من الناس أن يسألوهم فيما لا يعلمون، قال تعالى: ?فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (43)? (النحل).
كما أن الإسلام اعتبر وجودهم نعمة ورحمة مِن اللهِ للأمة، وموتهم مصيبة كبرى؛ لأنه بموت العلماء يُرفع العلم من الأرض، وفِي الحديث: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالمًا؛ اتخذ الناس رءوسًا جهالاً، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا"(3).
قال الحسن البصري: (كانوا يقولون موت العلماء ثلمة في الدين، لا يسدها شيء ما اختلف الليل والنهار).
رغَّب النبِي فِي احتِرام العلماء، وأوجِب على الناسِ تكريمهم وتوقيرهم، وفي الحدِيثِ: "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط"(4).
اعتبر النبي أن كل من لم يحترم العلماء فليس على الإسلام الكامل، فعنده نقص في دينه وفي فهمه للإسلام، كأنه يعيش خارج جماعة المسلمين، وفِي الحدِيثِ: "ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه"(5).
ومن الأحكام الشرعية المهمة أنه لا يجوز الخوض في أعراض العلماء وتتبع عوراتهم واتخاذهم أغراضًا في المجالس.
قال ابن عساكِرِ: (إن لحوم العلماء مسمومة، وسنة الله في منتقصيهم معلومة).
وقال الإمام أحمد: (لحوم العلماء مسمومة، من شمها مرض، ومن أكلها مات).
وقال أيضًا: (من أطلق لسانه بالسلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب).
كان من دأب السلف الصالح ذكر العلماء بالجميل من الصفات والذكر الحسن، ويحذرون من التطاول عليهم، ومن الإساءة إليهم.
قال ابن المباركِ: (من استخفَّ بالعلماء ذهبت آخرته، ومن استخفَّ بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخفَّ بالإخوان ذهبت مروءته).
قال الأوزاعِي: (الوقيعة في أهل العلم لا سيما أكابرهم من كبائر الذنوب).
قال أبو حنيفة في حق شيخه حماد: (ما صليت صلاة منذ مات حماد إلا واستغفرت له مع والدي).
قال ابن العثيمين رحمه الله: (توقير العلماء توقير للشريعة؛ لأنهم حاملوها، وبإهانة العلماء تُهان الشريعة).
أخذ ابن عباس بزمام ركاب زيد بن ثابت الأنصاري، وقال هكذا أُمرنا أن نفعل بعلمائنا، فأخذ زيد بيد ابن عباس، وقبَّلها، وقال: هكذا أُمرنا أن نفعل بآل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من: ?الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)? (الزمر).
-----------
الهوامش:
(1) الحديث أخرجه الإمام الترمذي (2685)، وقال: غريب عن أبي أمامة رضي الله عنه.
(2) الحديث أخرجه الإمام أبو داود (3641) عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
(3) الحديث أخرجه الإمام البخاري (100) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
(4) الحديث أخرجه الإمام أبو داود (4843) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
(5) الحديث ذكره الإمام المنذري في الترغيب (1/132) إسناده حسن عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
بقلم: الشيخ محمد عبد الباسط محمد مصطفى

تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة