الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
روى ابن ماجه، وابن حبان في صحيحه عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: دخل النبي صلى الله عليه وسلم فعرفتُ في وجهه أن قد حضره شيء فتوضَّأ وما كلَّم أحدًا، فلصقت بالحُجرة أسمع ما يقول، فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: "يا أيها الناس، إن الله يقول لكم: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تدعوا فلا أُجيب لكم، وتسألوني فلا أعطيكم، وتستنصروني فلا أنصركم"، فما زاد على ذلك حتى نزل.
الناظر سريعًا للنصِّ النبوي يراه من الأحاديث التي تحثنا على الاستمساك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن نظرة في وصف السيدة عائشة- رضي الله عنها- لدخوله صلى الله عليه وسلم، وملاحظتها علامة الاهتمام على وجهه الشريف فتوضأ، وما كلَّم أحدًا فهذا يوحي ابتداءً بأن الأمر جَلَلٌ وخطير.
ونظرة كذلك من خلال عبارة النبوة التي أُديت بكل الحسم والحزم حيث نادى يا أيها الناس، وأكد القول بأن الله صادر عنه سبحانه وتعالى "إن الله يقول لكم"، والمطلوب الاستمساك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإلا فلا إجابة لداعٍ ولا عطاء لمسائل ولا نصرة لمستنصر.
وقل لي بربك لو أن ناسًا من الناس تناسوا مسألة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وظهر في حياتهم فساد يستشري وتوقف تبعًا لذلك قبول الدعاء، ماذا يكون الحال؟ أعتقد أنه يكون انقطاعًا بين أولئك العباد وربهم فلا وصلة ولا استجابة ولا عطاء ولا نصرة، ولو أني موصولٌ بخالقي بحبل ما ثم قطع ما بيني وبينه جل شأنه فإلى أي هوى أسقط، أتصورني كالذي يتردى من جبلٍ عالٍ فلا أنا أتماسك ولا تعفيني الأحجار من كرم وارتطام وتمزيق.
اقرأ الحديث مرةً أخرى وتصور نفسك أمام مذياعٍ يبث برامجه ثم انقطع الإرسال فجأة وقيل: جاءنا البيان التالي وتصور أي خبر يذاع لكنه على التوقف يحدث دهش وانتباه بالوقوف على الأقدام.
والحديث الشريف كأنه كذلك في طريقة دخوله صلى الله عليه وسلم ووضوئه دون أن يكلم أحدًا، وفي لهجة الكلام "يا أيها الناس إن الله يقول لكم" شيء يثير الدهش، فالرسالة عاجلة وهامة وممن؟ من الله، وموضوعها التزام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولماذا كُلف الإنسان وحده من بين المخلوقات بهذا؟
قالوا: لأنه هو الخليفة عن الله في أرضه، قال تعالى: ?وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً? (البقرة: من الآية 30).
ولأنه الذي تسخّر له كل شيء، قال تعالى: ?وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (13)? (الجاثية)، ولأنه القوة الدافعة لعجلة الحياة، وهو الذي يسلِّم بكيانه كله لله تعالى.
أما وقد استخلف في أرض الله، وتسَّخر له كل شيء وفيها، وهو القوة الدافعة تتحرك بدفعة الحياة، ويسلم لله عن إرادة به واختيار، فهو المنوط بقضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ ليكون الدفع في الحياة سليمًا والتسليم كذلك.
ولا بد من بيان أنه مع التسخير بيان فضل الله كذلك في ثبات السنن لكلِّ ما سخر، فالمعلوم أن سنن الله إما خارقة وإما جارية، والسنن الخارقة ليست مما نقصد في كلامنا، أما الجارية فهي الثابتة التي تفيد الإنسان في حياته ومعاشه كالعالم في معمله يضيف المواد إلى غيرها ليستخرج أخرى جديدة، ودائمًا يفعل ذلك لثبوت خصائص المواد وطبائعها.
والإنسان تبعًا لذلك ثقيل الواجبات والتكاليف وحتى يحفظ لنفسه مطلوبه في الدنيا والآخرة يلزمه الاستقامة على منهج الله كما يلزمه التمسك بقضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دفعًا لمظنة ميل أو انحراف.
ولو قيل وما النتيجة التي نحصلها من وراء هذا؟ لكان الجواب: ما دام الإنسان له هذه القيمة في الحياة إذ هو مستخلف، وقد تسَّخر له كل ما في الكون وبه هذه النفحة الروحية الربانية وهو القوة الدافعة للمخلوقات كلها بعلم وتدبير يلائمانه، وحين تضاف لهذه الخصائص كلها صلة بالله واستمساك بحبله فإنه يتحقق له موعود الله لهذه الأمة ?كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ? (آل عمران: من الآية110) والآية بين يديك تبين لك سبب الخيرية والتفضيل بين الناس.
وهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرة شيء محدود في زاوية من الحياة أم هو موجود في كل الشئون والأحوال؟!.
قالوا: ليس المعروف أو المنكر شيئًا محدودًا بل كل شئون الحياة يمكن أن تجري بهما، خذ لذلك أمثلة من أوامر الله التي تغافل عنها الناس، فأصيبوا بما أصيبوا به، لقد أمر الله أن يُقام في الأرض حكم عدل، قال تعالى: ?وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ? (النساء: من الآية58) ولكن الناس تهاونوا فأُقيم في الأرض حكم الظلم واستعر الظالمون.
ولقد أمر الله بعدم السكوت على الظلم، قال تعالى: ?إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97)? (النساء).
ولقد أمر الله بمعاشرة الزوجات بالمعروف، قال تعالى: ?وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19)? (النساء: من الآية19)، ولكنهم عاشروهن بظلم فحرض للحياة أجيالاً هابطة النفس، محدودة الأفق، ضئيلة الإنسانية.
وغير هذه الصور في القرآن كثيرة، ومرد الإصلاح في كل إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ولقد اقتضت سنة الله أن يراقب الناس شئون حياتهم على الأرض، وأن يدفع بعضهم بعضًا تجاه الخير بالنصح والإرشاد، وإلا استشرى الفساد.
قال تعالى: ?وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)? (الحج: من الآية40).
وعلى هذا فالناس بخير ما تناصحوا، ويذهب الباطل إلى غير رجعة، أما إذا قصروا فإن الباطل يعم، والفساد يسري في جنبات الحياة.
والأمة اليقظة تلي أمور نفسها عملاً بسنة الله، وحينئذٍ تكون أمة ناجحة تملك بيدها زمام السلطات، أما الأمة المتراخية فهي فاشلة يحل بها الخراب والدمار.
والنصوص في ذلك وافرة، قال تعالى: ?لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)? (المائدة).
وقال صلى الله عليه وسلم: "إن قومًا ركبوا في سفينة فاقتحموا فصار لكل رجل منهم موضع فنقر أحدهم موقعه بفأس فقالوا له: ما تصنع قال: هو مكاني أصنع فيه ما أريد فإن أخذوا على يده نجا ونجوا وإن تركوه هلك وهلكوا".
وقال: "من رأى منكم منكرًا فليغيروا بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه".
***********
إن أبواب الخير لكثيرة: عن أبي ذر رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: "ليس من نفس ابن آدم إلا عليها صدقة في كل يوم طلعت فيه الشمس" قيل: يا رسول الله من أين لنا صدقة نتصدق بها؟ قال: "إن أبواب الخير لكثيرة: التسبيح، والتحميد، والتكبير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتميط الأذى عن الطريق، وتسمع الأصم، وتهدي الأعمى، وتدل المستدل عن حاجته، وتسعى بشدة ساقتك مع اللهفان المستغيث، وتحمل بشدة ذراعيك مع الضعيف، فهذا كله صدقة على نفسك" وزاد البيهقي في روايته أنه صلى الله عليه وسلم قال: "وتبسمك في وجه أخيك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم من طريق الناس صدقة، وهديك الرجل في أرض الضالة صدقة".
هذه إحدى عشرة خصلة من أبواب الخير، يقوم بها المسلم فيؤجر عليها من الله حسنة تنقل ميزانه يوم القيامة.
وهي في جملتها تُصْلِح المسلم في ذاته بالتسبيح، والتحميد، والتكبير، والتهليل، كما تصلح مجتمع المسلمين كله بما تقضي فيه من حاجات، وبما تدفع من أذى عن الطريق.
وهذه الفعال يقدمها المسلم لقاء نفسه في كل يوم صدقة، وتوجب أداء الشكر لله على نِعَمِهِ المبذولة، وليست نفس المسلم شيئًا واحدًا تقدم له صدقة واحدة كل صباح مثلاً، ولكنها كل محتويات هذا البدن من سمع وبصر وحسن وذوق وأجهزة وغدد كلها عادلة.
وفي الحديث الشريف يقول صلى الله عليه وسلم: "كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس" وفسرت كلمة "سلامى" على أنها مفصل أو عضلة كبرت أو صغرت حَوَاها هذا الجسد.
وقيل: إن أعداد السلامى كثيرة بعدد أيام السنة، أجزاء في جسم الإنسان عاملة بحاجة إلى أداء صدقة عنها في كل يوم شكرًا لله الخالق، أَنْ خَلَقَ وَسَوَّى وَقَدَّر وَهَدَى سبحانه وتعالى.
عمل الخير ميسور، وتساءل الصحابة رضوان الله عليهم: من أين لنا صدقة نتصدق بها كل يوم؟ فجاءهم الجواب من النبي صلى الله عليه وسلم بهذه النماذج السهلة الميسورة الدافعة للخير، تثريه وتزيده في حياة الناس لفائدة الناس.
ويبقى لنا سؤال نطرحه نقول: لو وضعت حاسة من حواسك سمعًا أو بصرًا أو غدة في الجسم عاملة في كفة والصدقة من مثل ما ذكر في كفة أخرى أيعدل هذا ذلك؟ أم ترى أن فضل الله واسعٌ وجليلٌ وعظيمٌ؟!.
ونجيب على أنفسنا: ليس في هذا الأمر شيء يعدل شيئًا.
وقد قال سليمان التيمي رضي الله عنه في هذا: الله أنعم على عباده على قدره الجليل، وكلفهم الشكر على قدرهم الضعيف، وتفضَّل عليهم بالقبول.
وروي أن موسى عليه السلام كأن أصابه عجب من العجب، كيف يطبق شكر الله على نعمه فقال: "يا رب إن أنا صليت فمن قِبَلِك- يعني فصلاتي بتوفيق منك-، وإن أنا تصدقت فمن قِبَلِك، وإن أنا بلّغت رسالتك فمن قِبَلِك، فكيف أشكرك" فقال له ربه: "الآن شكرتني".
ونفهم من هذا الحديث ثلاثة أمور وهي: أن ينابيع الخير في واقع الحياة كثيرة، وأن ينابيع الخير في النفس البشرية وافرة.
وأن أداء مثل هذه الأفعال يربط المجتمع بروابط الحب والمودة والإخاء.
أما أن ينابيع الخير في الحياة الكريمة فالأعمال إما تؤدي نفعًا للإنسان في ذاته أو تؤدي نفعًا لمجتمع الناس وكلها عائدة بالأجر والثواب، تفضلاً من الله تعالى.
ومما تعود فائدته على الإنسان في ذاته عباداته التي تُهَذِّبُ نفسه وترتق روحه أو تسبيحه وتهليله الذي يطّهر قلبه ويؤّمنه ويزكّيه، وله على كل ذلك جزيل الثواب وطيب الحسنات.
ومما تعود فائدته على كل الناس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبه يستقيم حال الناس، وإماطة الأذى عن الطريق وبه تتقي عثرات الناس، والسعي بشدة الرجلين مع اللهفان المستغيث الحمل، وبشدة الذراعين مع الضعيف وبه يُعان الناس، ومع ذلك يحصل جزيل الثواب وطيب الحسنات.
أبواب الصدقات متنوعة:
ونفهم من هذا أن الصدقة ليست نقودًا تُؤدى من يد عُليا لتأخذها يد سفلى لكن أبواب الخير كثيرة، بل إن صدقة النفر قد تتوقف يومًا ما إذا غني الناس من عدالة حكم كما حدث أيام خلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه.
وأبواب الخير الأخرى أتصورها لا تتوقف على الإطلاق وآثارها عظيمة، فحين تبتسم في وجه أخيك تلقاه وفي عرضة الطريق، فما مردود الفعل عنده إلا لقاء حبيب.
وحين تقود أعمى لخطوات تهديه طريقه، فما مردود الفعل عنده إلا أمان في نفسه، وشكر لك يملأ قلبك بالعرفان وهكذا، ولا يصح أن نظن بمثل هذه الأعمال هوانًا، إنما هو الأثر النفسي الطيب عند من يفيدون من ذلك، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "لا تحقّّرَن من المعروف شيئًا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق".
ورُوي عن المستنير بن معاوية عن أبيه أنه قال: كنت مع معقل بن يسار الصحابي الجليل رضي الله عنه في بعض الطرقات، فممرنا بأذى فأماطه أو نحاه عن الطريق، فرأيت مثله فأخذته فنحيته فأخذ بيدي وقال: يا ابن أخي: ما حملك على ما صنعت؟ قلت يا عم صنعتَ شيئًا فصنعتُ مثله فقال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أماط أذى من طريق المسلمين كتبت له حسنة ومن تُقبلت منه حسنة دخل الجنة".
سلامة الفطرة ابتداء:
وإما أن ينابيع الخير في النفس البشرية لا تنضب فلأن كل الناس خيِّرون بفطرتهم ويسعون إلى عمل الخيرات والدليل: تقدُّم الحياة وعمرانها ببعض الشواذ المخالفين وربنا قال: ?وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)? (البلد)، أي عرَّفناه طريق الخير والشر، فإذا كان طريق الخير معلوم من الله فالفطرة مُعَدَّة له، وما علمنا طريق الشر إلا لنعرف أضراره ونحذر الوقوع فيه.
هذا ويستطيع كل منا أن يدرك بحسِّه هذه الحقيقة من نفسه، إن الذي يدفع الواحد منا إلى إخراج جزء من مال يقدِّمه لمحتاج هو إشفاقه عليه ورثاؤه لحاله تمامًا، كالذي يدفع الواحد منا لإماطة الأذى عن الطريق، إنه الإشفاق على من لم ير ولم يعرف، وتكون هذه عميقة الجذور أكثر من صدقة.
إن الذي يتصدق بالمال قد يكون؛ لأنه رأى ضعف الضعيف وجوع الجوعان، أما إماطة الأذى عن الطريق فصدقة مقدمة لجموع الناس مسلمهم أو كافرهم على سواء، فالنفع يعود على المارين في الطريق، وعلى هذا نقول:
إن نبع الخير في النفس البشرية لا ينضب أبدًا، ويثريه في قلوبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
خاتمة:
ومثل هذه الأعمال تربط بين أفراد المجتمع بروابط الود والحب والإخاء، فلأنها تُعَوِّد الإنسان الإيثار، إيثار الخير على النفس ?وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (10)? (الحشر).
هكذا.. الحب لكل الناس، والود لكل الناس، والمنفعة لكل الناس من واقع ما حثنا عليه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي ذكرناه أول الكلام.
بقلم: الشيخ محمد عبد الباسط محمد مصطفى