ثقافة الجديدة ما بين الماضي والحاضر
×××××
هل هناك ثقافة في مدينة الجديدة مميزة بخصوصيات تختلف عن باقي ربوع المملكة ؟هل ممكن تمييز ثقافتنا الدكالية إدا ما قورنت بباقي الثقافات ؟وهل ممكن أن نخلص أن هناك حركة ثقافية تجعل من المنطقة تتبوأ المكانة اللائقة .
أسئلة تطرح كلما ناقشنا موضوع الثقافة والأسباب المزرية التي ا وصلتها إلى الانحطاط الفكري ومعه الإبداعي .سيقول احدهم أن الجديدة بألف خير وسيستدل بجوهرة الملحونيات .فيرد عليه المفكر بحجة أن ازديح وارديح وهز البطون لا يمثل الثقافة في شيء .
إن أي محاولة لرصد الوضع الثقافي في المدينة لابد وان تمر وتتسائل عن راهنية هذا الوضع وأسباب جمود أو دينامكيته ورصد نماذج وتجارب سابقة في هدا الشأن والفاعلين المرتبطين بهدا المجال وإمكانيات الموارد الثقافية والمؤهلات المتوفرة والمنعدمة .
والحقيقة أن الوضع الثقافي يمكن أن نصفه بشكل عام بالجمود وغياب خط تصاعدي أو على الأقل وضعية مستقرة بخصوص المهرجانات التي يعتبرها غالبية المثقفين أنها زبد دائب لا يبقى لها أي أثار إلا ما هو سلبي منها .نعم هناك مبادرات في المجال التشكيلي والزجل والسينما وبعد الندوات واللقاءات الفكرية لكنها تبقى ضعيفة مقاصة بإستراتيجية محلية أو جهوية للنهوض بالمشهد الثقافي حسب وزير الثقافة في حوار سابق حيث أشار إلى إستراتجية ' المغرب الثقافي ' والدي يرتكز على تعزيز الهوية الوطنية وتلاءم مكوناتها وروافدها مع الانفتاح على الثقافات والحضارات الإنسانية الأخرى .
مما يجيز لنا ان نشكك في العلاقة بين المثقف الجديدي وبين المؤسسة التابعة لهذه الوزارة في خلق رؤية ثقافية واضحة المعالم لاصطدامه ببعض الحواجز البشرية التي تطرب خارج صرب الوزارة .
وإذا ما أمعنا النظر في الواقع الثقافي المحلي في الجديدة اليوم المركز على قيم الحداثة وجدنا فقرا واحتياجا وتناسي لتراتنا الدكالي وتلبيس المهرجانات لباس العالمية اوما يسمى بالعلمانية الإبداعية الخالية من كل طقوس أسروية .فالتطاحنات بين الإبداعية العصرية و النكرانية للجذور والأصالة تجعل المشهد تائها بين تراجع المثقف وبروز المتطفل .لأن القدرة الثقافية للجديدي الحر مبنية على المنبع تمكنه من التطلع والسير إلى أفاق ومستقبل لكن سقف التطفل وطقية الوصاية تحد من طموحاته وتفشل أماله .
وهل يمكن تشبيه هدا بما كانت عليه مدينة الجديدة في السبعينيات .من حيت المبادرات الجادة والمتفرقة على طول السنة على الأقل كان في تلك الحركية المجتمعية المرتبطة بمرجعيات إيديولوجية في صراع وتضاد ومقارعة شملت كل نواحي الحياة و التعبيرات عن الوجود والإقصاء عن المركز والمحيط عن المحافظ والعصري الحداثي والتي ميزت تلك المرحلة
المدعومة من طرف تنظيمات وجهات حزبية أو رسمية .فكانت كل الأنشطة الثقافية تقريبا مضبوطة في دورانها في فلك نظام محدد المعالم والأهداف بالتركيز على القيم والتقاليد والأعراف العتيقة لضبط المجتمع بقواعد راسخة في الجمود والخنوع للحفاظ على اكبر قاعدة داعمة ومؤيدة .
و ما يمكن استخلاصه من هده المقارنة أن التخصص فاق المسؤولية واعتمد على العشوائية في التسيير مما ابعد دور المؤسسة المكفول لها الاهتمام بالثقافة وحرمانها من الدعم المالي الكافي لمواكبة الركب وتخمرها ببعض الموظفين الفاشلين رغم كفاءة مسئوليها .ولطم خدود الأحزاب بمناضلين سياسيين اكتر من السياسة همهم أصوات الناخبين اكتر من أصوات الجماهير فجعلوا خريطة الثقافة مبتورة من برامجهم فتفرخت عنهم الجمعيات التي أصبحت تمشي خبطة عشواء وغالبية أعضائها يسبحون في واد لن يؤدي إلى البحر مما جعل المدينة تعيش على وهم الثقافة الموسمية .
والحقيقة التي لا يختلف فيها اثنان أن الثقافة هي الوجه المبشر لمنطقة ما وتظهر مستواها الفكري مما يشجع المستثمرين من برمجة مشاريع ترفع من اقتصادياتها.