الإبراهيمي.. النيف الجزائري!
الكاتب:
جمال لعلامي
2012/09/19
قراءات (866)
تعليقات (6)
الرأي
الإبراهيمي.. النيف الجزائري!
لخضر الإبراهيمي، قال لوزير خارجية قطر، الشيخ حمد بن جاسم: أنا لا أتلقى الأوامر من عندك، أنا مبعوث الأمم المتحدة، وهذا بعد ما استفزه القطري عندما طلب منه في لقاء القاهرة، تحديد المهلة لإيجاد مخرج للأزمة الدموية في سوريا!
هذا هو الإبراهيمي، وهذا هو الجزائري، وهذا هو النيف والخسارة، وهذا هو الامتداد العروبي، فشكرا لابن تابلاط الذي لقـّن بن جاسم درسا في عدم تلقـّي الأوامر، وشكرا للإبراهيمي الذي تكلّم بلسان جزائري خالص لا يحتمل التعقيد أو السيطرة.
نعم، الإبراهيمي حلّ بسوريا مبعوثا من الأمم المتحدة، ولم ترسله لا قطر ولا غيرها من "العربان" الذين شجّعوا "الربيع العربي" وساهموا في التحريض على الفتنة والاقتتال، بل وتدخلوا عسكريا تحت مظلة الناتو مثلما جرى في ليبيا، وعرضوا رواتب خيالية للراغبين في التجنيد للمشاركة في المواجهات المسلحة بسوريا!
الإبراهيمي أفحم الشيخ جاسم، وهو ابن منطقة تابلاط التي تضاهي مساحتها جغرافيا قطر، وقد كان واضحا مثلما كان ذات مرة وزير خارجية روسيا، واضحا على هامش اجتماع بمجلس الأمن، مع الشيخ جاسم، عندما قال له بالفم المليان: إذا كرّرت هذا الكلام لن يبق أثر على الخريطة لشيء اسمه قطر!
للمرّة ما لا نهاية، فإنه حين يتعلق الأمر بالخنوع والركوع والانبطاح، فعلى "الشيّاتين" للنظام العالمي الجديد، أن يبحثوا عن حليف وأمين سرّ بعيدا عن الجزائر، فهي من بقايا الدول القلائل التي لا "تحول ولا تزول" عندما يتعلق الحال بمواقف خالدة غير قابلة للتفاوض أو التنازل.
نعم، نحن لا نستسلم، ننتصر أو نستشهد، ولذلك يغضب هؤلاء وأولئك من عقلية الجزائريين ومن مبادئهم ومواقفهم، التي تبقى راسخة في جذور التاريخ، كلما استدعى الأمر حديثا عن سيادة الدول المستقلة ودعم حركات التحرّر وتصفية آخر معاقل الاستعمار!
حتى وإن كان مبعوثا من طرف هيئة الأمم المتحدة، فإنه صقل مواقفه في قالب جزائري بطريقة غير قابلة للتحريف والتزييف، والجزائري بطبيعة الحال، كالطير الحرّ، عندما يسقط "ما يتخبطش"، ولذلك كان ردّ الإبراهيمي على جاسم مباشرا ومؤلما وكافرا بالمداهنة والغزل والمهادنة!
هي ليست المرة الأولى، ولن تكون دون شك، المرّة الأخيرة، التي يرفض فيه الجزائري تلقـّي الأوامر من عند الآخر، وسواء كان تابلاطيا أو قسنطينيا أو قبائليا أو شاويا أو تلمسانيا أو مزابيا أو تار?يا أو عاصميا، فإن الموقف هو واحد ثابت لا يتغيّر بتغيّر الأحوال الجوية!
الذي جاء على لسان لخضر الإبراهيمي، هي رسالة جزائرية، لكلّ من يعتقد واهما أن فوق رأسه ريشة، أو أنه قادر على تغيير مجرى التاريخ، وأنه غول يخوّف الكبار قبل الصغار، فالجزائري جزائري حتى وإن غادر الجزائر لأسباب اختيارية أو ظروف اضطرارية!
لقد أثبتت التجارب والخبرات، أنه لا يُمكن، بل يستحيل، بأي حال من الأحوال ليّ ذراع الجزائري بالتطويع والتجويع والترويع، أو تدجينه أو استئجار لسانه لأكل الشوك، فلا عجب إذن، لكبرياء الإبراهيمي، وما قاله لحمد بن جاسم، فهذا الشبل من ذاك الأسد.