فضاءات الاحراز

الاحراز

فضاء القرآن الكريم والسنة النبوية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
ناصر قطب محمد سليمان
مسجــل منــــذ: 2010-10-19
مجموع النقط: 52
إعلانات


همسات إلى الدعاة

بقلم: محمد عبد الباسط محمد مصطفى
الدعوة إلى الله شرف لا يناله إلا من يحبه الله؛ فما هي إلا استعمال من الله أراده لعبده؛ لينال بذلك شرف التأسي بالأنبياء، والسير على نهج الصالحين، والتمتع بحلاوة القرب منه سبحانه وتعالى، فإذا أردت أن يحبك الله فاسأله دائمًا أن يستعملك لا أن يستبدل بك.. (قل هذه سبيلى أدعوا الى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين) (يوسف: 108).
أولاً: اعلم أخي الداعية أن العبادة لله تعالى هي المهمة العظمى التي خلقنا الله من أجلها (وماخلقت الجن والانس إلا ليعبدون ) (الذاريات: 56)، وهي الناموس الذي يسير الكون على نسقه ومقتضاه؛ ليكون العبد قانتًا خاشعًا لله، مسلمًا ساجدًا مسبحًا، وعبادة الله هي الطريق السوي الذي يصل بنا إلى الجنة، وما عداه فهو الشذوذ والانحراف.
ثانيًا: احرص على توظيف المهام العظيمة للعبادة.. فالعبادة حياة الروح.. وإنما تتربَّى الروح بحسن عبادتها وتعبُّدها لله بتحقيق الإيمان والتوحيد والخوف والرجاء، فالعبادة تربي الروح، فتصفو النفوس، وترق القلوب ويتربَّى في الإنسان الضمير الحي الذي يكون له دور كبير في توجيه حياة صاحبه.
ثالثًا: اعلم أن العبادة الصحيحة لله تعالى بشتَّى صورها، من صلاة وزكاة وحج وصيام وجهاد، وغيرها، لا بد أن تكون ذات أثر، وأن تؤتي ثمارها في شتَّى المناحي والأمور:
* فهي تزيد الإيمان (إنما المؤمنون الذين اذا ذُكر الله وجلت قلوبهم واذا تُليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا) (الأنفال: من الآية 2)، وإذا زاد الإيمان ظهرت آثاره الواضحة على النفس في معتقدات صحيحة، وأفهام سليمة، وأخلاق سامية، ومواقف متزنة ربانية معتدلة، ونشاط نافع، وعلم صالح، وصلاح عام، فالإسلام- أيها الداعية- دين عظيم يتمتع بالشمول والجمال في كل شيء.
* تجعل الإنسان يسعى دائمًا للبلوغ بنفسه إلى الكمال الإنساني في العقول والقدرات والطاقات الجسمية والعلمية وغيره؛ ما يجعله قادرًا على الارتفاع بنفسه والسموِّ والرقي بها.
* حصول الأمن النفسي.. فمن نتاج العبادة شعور المسلم بسعادة وأمن واطمئنان نفس ولذة وجدانية عالية، فيظهر ذلك على نفسه وروحه، وقسمات وجهه، وجوارحه وأعضائه (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الآمن وهم مهتدون) (الأنعام: 82).
رابعًا: اعلم- أخي الداعية- أن ذكر الله حياة القلوب، وراحة للنفوس، وصفاء للذهن، وقد جاء عنه الحدبث في القرآن مرتبطًا دائمًا وأبدًا بمن آمن بالله ثم استقام على منهجه، وجاء الحديث عن نسيان ذكر الله ملازمًا لمن لم يستقِم في حياته وعمله وسلوكه بشكل عام.
وللذكر فوائد ونتائج وثمار باهرة:
- فهو يطرد الشيطان.
- ويرضي الملائكة والرسول والرب الرحمن.
- ويزيل الهم والغم عن القلوب، ويقوي القلوب والأبدان.
- وينير الوجه ويجعله كالقمران.
- ويجلب الفرح والسرور ويأتي بالبيان.
- وتشهد الأرض بشواهدها لذكر لله كثيرًا، لا تراه من كثرة الذكر ظمآن.
فالذى يذكر ربه في قمة الجبل أو قائمًا أو قاعدًا أو على الشطآن.. كل ذلك يشهد له بالحب عند رب رحمن.
واعلم أخي الداعية أن ذكر الله ليس مجرد أقوال تقال فقط وباللسان، بل هو حس وروح وإيقاظ للغفلان؛ لتتحرك النفس بصاحبها إلى برِّ الأمن والأمان، روحانية، وشفافية، وربانية، وإيمان، ويتجلَّى الرب بجميل من كرامات ورضا وغفران، فتصبح النفس ريحانةً كأنها قُطفت من البستان، فالله الله في ذكر كثير تنال به رحمة وجنات.
خامسًا: احرص دائمًا على أن تحجز بيتًا بالجنة، وكن دائم الحذر من الأعداء الألداء: الهوى المتبع، والإعجاب بالنفس، والشح المطاع، فهنَّ المهلكات المضيِّعات، حسبنا الله اللطيف منها الرحمن.
سادسًا: اعلم أن تفقدك المريض من العباد، وعودتك له، ومساعدتك له، وتطييب خاطره، والوقوف بجانبه، وحمله على أكتافك، والمسح على رأسه، وجلب الطبيب والدواء له، والتسلية عنه، وإدخال السرور إلى قلبه، وجعل خدك مخدة له.. اعلم أنها عبادة عظيمة وإثبات لحسن صلتك بربك وتجسيدٌ لمعاني الحب والرحمة، فالإسلام ما هو إلا حب، ودعوة الله ما هي إلا حب، وما أحلى الحب والرحمة، وتذكر قول الله تعالى في الحديث القدسي: "يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني.. مرض عبدي فلان فلم تعده، ألم تعلم أنك إذا عُدته لوجدتني عنده".
سابعًا: لو سافرت سفرًا ولم ترجع منه بربح لبكيت فوات أرباحك وضياع أوقاتك، ورحلتك في أيام الدنيا كذهابك للحج, إن لم ترجع منها أيضًا بربح وفير وذنب مغفور وجديد في جديد, فلن يكون لك إلا أن تبكي على نفسك.. ابكِ على ضياع أوقاتك وتعبك ومالك, ابكِ على جنة أوشكت أن تضيع تفلت من بين يديك بعدما كانت في قبضتك.
ثامنًا: لو قلنا إن إنسانًا يشتاق للجنة ويتمنَّاها ويرجوها سكنًا له ومقرًّا؛ فإن ذلك أمرٌ مألوفٌ طبيعيٌّ فطريٌّ لا شيء فيه, كذلك فإن الجنة- أيها الداعية- تشتاق إليك، بل إلى كل مؤمن صالح عابد، عامل لدينه، ناصر لرسوله، محب للصالحين.. إن الجنة تشتاق؟؟ نعم تشتاق.. تشتاق للعابدين؛ الذين سمَت أرواحهم، وصفت نفوسهم.. الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات.. الذين عملوا لرفعة دينهم والانتصار لرسولهم.. الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم.. الصابرين في البأساء والضراء.. الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس.. المحسنين الطاهرين المحمديين الربانيين.. الذين كانوا أولياء لله.. الذين كانوا جنودًا لله.. الذين عملوا بمراتب التقوى التي قال عنها علي رضي الله عنه وكرَّم الله وجهه:
الخوف من الجليل.. فخافوا ربهم.
العمل بالتنزيل.. فعملوا بالقرآن.
القناعة بالقليل.. فقنعوا ورضوا بعطية الله.
الاستعداد ليوم الرحيل.. فسهروا لله، وقاموا لله، وأتعبوا الوقوف بين يدي الله.
هؤلاء الذين حملوا للدنيا مشاعل الخير، وأخذوا بأيدي الناس؛ بُغية إنقاذهم من النار ليلحقوا بالنبي الحبيب المختار.
تاسعًا: أخي الداعية، ارجع إلى الله دائمًا، وادخل في سباق التائبين والمستغفرين والمشمِّرين (سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والارض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم) (الحديد: 21).
وصلِّ اللهم على نبيِّنا محمد معلم الناس الخير.


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع


لم يسجل بعد أي تعليق على هذه المشاركة !...

...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة