تذكرة وعبرة
تذكرة وعبرة
قال الإمام أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا القرشي،
المتوفى سنة 281هـ رحمه الله تعالى:
أنشدني الحسين بن عبد الرحمن:
يَأْمُلُ الْمَرْءُ أَبْعَدَ الْآمَالِ : وَهُوَ رَهْنٌ بِأَقْرَبِ الْآجَالِ
لَوْ رَأَى الْمَرْءُ رَأْيَ عَيْنَيْهِ : يَوْمًا كَيْفَ صَوْلُ الْآجَالِ بِالْآمَالِ
لَتَنَاهَى وَقَصَّرَ الْخَطْوَ فِي : اللَّهْوِ وَلَمْ يَغْتَرَّ بِدَارِ الزَّوَالِ
نَحْنُ نَلْهُو وَنَحْنُ تُحْصَى :عَلَيْنَا حَرَكَاتُ الْإِدْبَارِ وَالْإِقْبَالِ
فَإِذَا السَّاعَةُ الْخَفِيَّةُ حُمَّتْ : لَمْ يَكُنْ عَثْرُ عَاثِرٍ بِمُقَالِ
نَحْنُ أَهْلُ الْيَقِينِ بِالْمَوْتِ : وَالْبَعْثِ وَعَرْضِ الْأَقْوَالِ وَالْأَعْمَالِ
ثُمّ لَا نَرْعَوِي وَقَدْ أَعْذَرَ اللَّهُ : بِطُولِ الْبَقَا وَالْإِمْهَالِ
أَيَّ شَيْءٍ تَرَكْتَ يَا عَارِفًا : بِاللَّهِ لِلْمُمْتَرِينَ وَالْجُهَّالِ
تَرْكَبُ الشَّيْءَ لَيْسَ فِيهِ : سِوَى أَنَّكَ تَهْوَاهُ، فِعْلَ أَهْلِ الضَّلَالِ
أَنْتَ ضَيْفٌ، وَكُلُّ ضَيْفٍ وَإِنْ : طَالَتْ لَيَالِيهِ مُؤْذِنٌ بِارْتِحَالِ
لَوْ تَزَوَّدْتَ مِنْ تُقَى اللَّهِ زَادًا : وَتَجَنَّبْتَ بَاهِظَ الْأَثْقَالِ
أَيُّهَا الْجَامِعُ الَّذِي لَيْسَ يَدْرِي : كَيْفَ جَوْرُ الْأَهْلِينَ وَالْأَمْوَالِ
يَسْتَوِي فِي الْحِسَابِ وَالْبَعْثِ : وَالْمَوْقِفِ أَهْلُ الْإِكْثَارِ وَالْإِقْلَالِ
ثُمَّ لَا يَقْتَسِمُونَ النَّارَ : وَالْجَنَّةَ إِلَّا بِسَالِفِ الْأَعْمَالِ