فضاءات شنهور

شنهور

فضاء الإبداعات الأدبية والفنية

العضو الأكثر فعالية على مستوى الـبلدة
الطيب سيد أحمد محمد
مسجــل منــــذ: 2011-02-13
مجموع النقط: 1458.41
إعلانات


هو المختارُ " صلى الله عليه وسلم " شعر د.عبد الرحمن العشماوي

هو المختارُ " صلى الله عليه وسلم "

شعر د.عبد الرحمن العشماوي


مـن نبـع هديـك تستقـي الأنـوار : وإلـى ضيائـك تنتـمـي الأقـمـار

رب العبـاد حبـاك أعظـم نعـمـة : ديـنـا يـعـزُّ بـعـزَّه الأخـيــار

حُفظت بك الأخـلاق بعـد ضياعهـا : وتسامقـت فـي روضهـا الأشجـار

وبُعثـت للثقلـيـن بعـثـة سـيـدٍ : صدقـتْ بــه وبديـنـه الأخـبـار

أصغت اليـك الجـن وانبهـرت بمـا : تتلـو، وعَـمَّ قلوبـهـا استبـشـار

يا خير من وطيءَ الثـرى وتشرفـت : بمسـيـره الكثـبـان والأحـجــار

يا من تتـوق إلـى محاسـن وجهـه : شمـسٌ ويفْـرَحُ أن يـراه نـهـار

بأبي وأمـي أنـتَ ، حيـن تشرَّفـت: بـك هجـرة وتـشـرَّفَ الأنـصـار

أنْشَـأْتَ مدرسـة النبـوة فاستقـى : مـن علمهـا ويقينـهـا الأبــرار

هـي للعلـوم قديمـهـا وحديثـهـا : ولمنهـج الديـن الحنـيـف مـنـار

لله درك مــرشــدا ومـعـلـمـا : شَرُفَـتْ بــه وبعلـمـه الآثــار

ربَّيْـتَ فيهـا مـن رجالـك ثـلَّـةً : بالحـقِّ طافـوا فـي البـلاد وداروا

قـوم إذا دعـت المطامـع أغلـقـوا : فمها، وإن دعـت المكـارم طـاروا

إن واجهـوا ظلمـاً رمـوه بعدلهـم : وإِذا رأوا ليـل الـضـلال أنــاروا

قـد كنـت قرآنـاً يسيـر أمامـهـم : وبـك اقتـدوا فأضـاءت الأفـكـار

عمروا القلوب كما عَمَرْت، فما مضوا : إلا وأفـئـدة الـعـبـاد عَـمَــار

لو أطلـق الكـونُ الفسيـحُ لسانـه : لسـرتْ إليـك بمـدحـه الأشـعـار

لو قيل : مَنْ خيرُ العبـادِ ، لـردَّدتْ : أصواتُ مَنْ سمعوا: هـو المختـارُ

لِمَ لا تكون ؟ وأنـتَ أفضـلُ مرسـلٍ : وأعزُّ من رسموا الطريـق وسـاروا

ما أنـت إلا الشمـس يمـلأ نورُهـا : آفاقَنـا ، مهـمـا أُثـيـرَ غـبـار

مـا أنـت إلا أحمـد المحمـود فـي : كـل الأمـور ، بـذاك يشهـد غـار

والكعبـة الغـرَّاءُ تشـهـد مثلـمـا : شهـد المقـامُ وركنـهـا والــدَّار

يا خير من صلى وصام وخيـر مـن: قـاد الحجيـج وخيـر مـن يَشْتَـارُ

سقطـت مكانـة شاتـم ، وجـزاؤه: إن لـم يتـب ممـا جـنـاه الـنـار

لكأننـي بخطـاه تـأكـل بعضـهـا : وهنـاً ، وقـد ثَقُلَـتْ بـهـا الأوزار

مـا نـال منـك منافـق أو كـافـر : بـل منـه نالـت ذلــة وصَـغَـار

حلّقت في الأفـق البعيـد، فـلا يـدٌ : وصلـت إليـك ، ولا فـمٌ مـهـذار

وسكنت في الفردوس سُكْنَى من بـه : وبـديـنـه يتـكـفَّـل الـقـهَّـار

أعـلاك ربــك هـمـة ومكـانـة: فلـك السمـو وللحـسـود بـوار

إنــا ليؤلمـنـا تـطـاول كـافـر: مـلأت مشـارب نفـسـه الأقــذار

ويزيـدنـا ألـمـاً تـخـاذل أمــةٍ : يشكـو اندحـار غثائهـا الملـيـار

وقفت على باب الخضـوع، أمامهـا : وهـن القلـوب، وخلفهـا الكـفـار

يـا ليتهـا صانـت محـارم دارهـا : مـن قبـل أن يتحـرك الإعـصـار

يا خير من وطيء الثرى، في عصرنا : جيـش الرذيلـة والهـوى جــرَّار

في عصرنا احتدم المحيط ولـم يـزل : متخبِّطـاً فــي مـوجـه البـحَّـار

جمحتْ عقول الناسِ، طاشَ بها الهوى : ومـن الهـوى تتسـرَّب الأخـطـار

أنت البشيـر لهـم، وأنـت نذيرهـم : نعـم البـشـارةُ مـنـك والإنــذار

لكنهـم بهـوى النفـوس تشـربـوا : فأصابهـم غَبَـشُ الظنـونِ وحـاروا

صبغوا الحضـارةَ بالرذيلـةِ فالْتقـى : بالذئـبِ فيهـا الثَّعْـلـبُ المَـكَّـارُ

ما (دانمركُ) القوم، ما ( نرويجهـم)؟ : يُصغـي الرُّعـاةُ وتفهـم الأبـقـار

ما بالهـم سكتـوا علـى سفهائهـم : حتـى تمـادى الشـرُّ والأشــرار

عجبـاً لهـذا الحقـد يجـري مثلمـا : يجري صديدٌ في القلـوب وقََـارُ

يا عصرَ إلحاد العقـولِ، لقـد جـرى : بـك فـي طريـق الموبقـاتِ قطـار

قََرُبَت خُطاك مـن النهايـة، فانتبـهْ : فلربَّـمـا تتـحـطَّـم الأســـوار

إنـي أقـول ، وللـدمـوع حكـايـةٌ : عـن مثلهـا تتـحـدَّث الأمـطـار

إنَّــا لنعـلـم أنَّ قَــدْرَ نبـيِّـنـا : أسمـى ، وأنَّ الشانئـيـنَ صِـغَـارُ

لكـنـه ألــم المـحـب يـزيــده : شرفـاً، وفيـه لمـن يُحـب فخـار

يُشقي غُفـاةَ القـومِ مـوتُ قلوبهـم : ويـذوق طعـمَ الـرَّاحَـةِ الأغْـيـارُ


تقييم:

0

0
مشاركة:


التعليق على الموضوع

| نادر | 01/11/13 |
صلوات ربي وسلامي عليه
مشكور الله يجزيك خير


...........................................

=== إضافة تعليق جديد ===
الإسم:

نص التعليق:

انقل محتوى صويرة التحقق في الخانة أسفله:
الصورة غير ظاهرة