المركز البيئي /ام القطين
المركز البيئي يختزن تاريخ البادية الاردنية
المركز البادية البيئي التعليمي
ام القطين
قلعة رومانية قديمة في عمق البادية الاردنية احتضنت خلف صخرها البازلتي الاسود “مركز البادية البيئي التعليمي” ليصبح شاهدا على حقب زمنية تركت وراءها اثارا مبعثرة هنا وهناك لتدل على عظمة تاريخ الصحراء، وحضن المركز بين طياته نماذج حية من حيوانات وزواحف وطيور مهددة بالانقراض جراء التغير المناخي وسلوك الانسان .
يقول الدكتور مصطفى شديفات الطبيب البيطري في المركز ” يعد المركز البيئي اول مركز في الاردن ، وجاءت فكرته عام 2000 لتعزيز مستوى الوعي العام بأهمية المحافظة على التنوع والارث الطبيعي الفريد الموجود في الصحراء ، من خلال تنظيم محاضرات واستقبال الزوار والطلاب وشرح وتوضيح المفاهيم البرية لهم لرفع درجة الوعي بالحياة البرية ” .
وذكر شديفات ان المركز شيد في ام القطين التي تبعد عن محافظة المفرق حوالي 50 كم ، وبني على انقاض قلعة رومانية قديمة من الصخر البازلتي الاسود يوحي طرازه المعماري الرفيع بعراقه المنطقة ، ويعد من مناطق الجذب السياحي العلمي كونه مركزا تعليميا لطلبة المدارس والجامعات والمهتمين .
ويقدم المركز مادة علمية تطبيقية لطلبة الجامعات والمراكز التعليمية حول الاحياء البرية والتنوع الحيوي والنظام البيئي، وبين شديفات ان المركز بدأ عام 2005 مشروع التوعية لدى اساتذة وطلاب المدارس لتمكينهم من مادة الاحياء البرية والنظام البيئي والسلسلة الغذائية ، واضاف ان المركز يشكل فرصة لطلاب الجامعات للتعرف ميدانيا على التنوع الطبيعي في البادية وتوفير الامكانية لهم لاجراء دراسات.
واوضح الشديفات ان المركز يتعاون مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة لمصادرة اي حيوان بري يصطاده اي شخص في البادية ، بالاضافة الى التعاون مع منظمات دولية في عدد من الدول الاوروبية والتجمع الدولي للمحافظة على الاحياء البرية .
ولم يكتف المركز بذلك الاهتمام بل كان للدراسات والابحاث نصيب ، فيشير الشديفات انه خلال عام 2009 صدرت عن المركز دراسة مسحية عن الاحياء البرية بالتعاون مع “جيف” Global Environment Facilities ، وقام المركز بالتعاون مع جيف عام 2005 باصدار نشرات تثقيفية وتعليمية حول الحياة البرية وتوزيعها على المدارس والجامعات ، لافتا الى ان المركز بصدد اصدار كتاب بداية العام القادم عن الحياة البرية والتنوع الاجتماعي بالبادية .
وبين شديفات ان المركز صمم بطريقة تسمح للحيوانات الليلية والنهارية بممارسة حياتها بصورة طبيعية ، ويحتوي المركز على نماذج حية من بيئة البادية الاردنية من حيوانات وزواحف وطيور منها ” الضبع المخطط و البومة والحية المقرنة الكاذبة والجربوع ، واضاف ان المركز استطاع تكثير القوارض البرية ( الجربوع ) لتوفر البيئة المناسبة من غذاء وماء وحرارة ودرجات الاضاءة اللازمة لمعيشتها.
الافعى المقرنة الكاذبة - مركز البادية البيئي التعليمي
وفيما يخص الحيوانات الموجودة في المركز ذكر حسين العظامات موظف في المركز البيئي ان الغرفة الليلية تحتوي ” الافعى المقرنة الكاذبة ” وهي من اشد الافاعي خطورة على الانسان وتعد من الانواع السامة بالاردن وتعيش في المناطق الصخرية البازلتية .
الجربوع - مركز البادية البيئي التعليمي
وتحتوي الغرفة الليلية على الجربوع الذي يعد حيوانا ليليا يتأثر بالضوء فتنعدم رؤيته ، وهو سريع جدا لانه يقفز ولا يركض ، واستطاع المركز من توفير بيئة مناسبة له للتكاثر
البومة المقرنة - مركز البادية البيئي التعليمي
ان المركز يحتوي ايضا على البومة المقرنة المهددة بالانقراض وقد حصل عليها المركز من الجمعية الملكية لحماية الطبيعة في عمان ، وكانت مصابه الجناح وقام طبيب المركز بمعالجتها ، وهي من الانواع التي تعيش بالصحراء واحيانا يكون طيرا مهاجرا .
الضبع - مركز البادية البيئي التعليمي
كذلك فان الضبع المخطط يعيش في البادية الشمالية ويعد اشد عداوة للبشر ، وقد حصل عليه المركز وكان جريحا وفي عمر صغير جدا ، ويحافظ الضبع على البيئة لانه ياكل الجيف ” الفطائس ”