شباب وأطفال تاوريرت يجترون الفراغ ويعانون التهميش
هل من بوادر طيبة ومستعجلة تأخذ بيد رجال الغد و المستقبل ؟
عبد العزيزالعياشي
يعاني شباب إقليم تاوريرت الكثير من الإهمال والتهميش لانعدام مرافق الشغل وتفشي البطالة في صفوف خريجي الجامعات والتكوين المهني ومطرودي المؤسسات التعليمية ...
كما أضحت تاوريرت / الكرم المعطاء قبلة المهاجرين القرويين هروبا من قساوة العيش بفعل التقلبات الجوية وندرة الماء وعدم وجود اوراش للعمل ،،كما أصبحت مدينتنا تعيش تحت تاثير العديد من حالات الضياع والتشرد والتسكع والانحراف ، إذ تحولت إلى مجمع للمتسولين والمتشردين والمختلين عقليا وماسحي الأحذية.. كما أن بعض شبابنا لم يجدوا مفرا من اللجوء إلى الاشتغال في مهن لا تتناسب مع مؤهلاتهم والى بيع السجائر بالتقسيط ...
وقد أفادت إحدى المصادر بعد ترقية تاوريرت إلى مستوى عمالة سنة 1997 أن عدد المعطلين بالإقليم يقدر ب 6000 معطل ونجهل لحد كتابة هاته السطور ونحن في الشهر التاسع من سنة 2012 ولا تفصلنا إن شاء الله إلا ثلاثة أشهر عن سنة 2013 إن كان هذا الرقم / المخيف قد عرف انخفاضا و تحسسنا أم أن الرقم زاد ارتفاعا ، ونحن لا ننكر برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي كان لها الأثر الايجابي على شبابنا في العديد من الجهات بالإقليم ، والاهتمام الذي توليه السلطات الإقليمية وبعض المجالس الجماعية في هذا الشأن ....
إن إهمال شباب إقليم تاوريرت لا يبعث عن الاطمئنان والارتياح بغد أفضل حيث يتعين توفير مزيد من مناصب الشغل تتناسب مع مؤهلات شبابنا و إقامة مصانع ومعامل بالحي الصناعي ترقى إلى الصنعة المتوسطة ولما لا الكبرى لامتصاص البطالة المتفشية في صفوف الشباب خاصة وان منطقة تاوريرت التي همشتها مجموعة من الأيادي / والتي مازالت بوجهها الأحمر تريد المشاركة في الاستحقاقات القادمة وقد صدق خير البرية لما قال : " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " ، تتوفر على معطيات مغرية ثلاثة سدود ( محمد الخامس ، مشرع حمادي ، الحسن الثاني ) ومساحات فلاحية مترامية الاطراف منها السقوية والبورية ، وطريق وطنية تربط بين وجدة وسلا ، وخط سككي يربط وجدة بالدار البيضاء والخط السككي تاوريرت الناضور دون نسيان الطريق السيار فاس وجدة ، وحامة سيدي شافي ،و،و،، انها مؤهلات كفيلة بان تكون ارضية للتقدم والرفع من مستوى معيشة السكان وان تعود على الشباب بالنفع العميم شريطة الابتعاد عن سياسة " هذا ابن عمي وهذا ولد خالتي " ،،واستغلال هذه الإمكانيات استغلالا يخدم المسيرة التنموية بالإقليم ...
كما تحتاج مختلف مدن وقرى الإقليم إلى نوادي ثقافية ومكتبات ودور الشباب وملاعب لكرة القدم في المستوى ومعاهد للموسيقى وقاعات للمسرح ومسابح ومؤسسات تعليمية ابتدائية واعدادية وثانوية كافية حتى لا يبقى شباب واطفال هذا الإقليم الفتي يعيش فراغا قاتلا أمام غياب وسائل ترفيهية ومناطق خضراء وحدائق عمومية ..
إن الإهمال الفضيع الذي يعانيه شباب و أطفال إقليم تاوريرت يفضح بجلاء الاختلالات الاجتماعية والتربوية نتيجة غياب سياسة محكمة ( لدى بعض مسيري الشان المحلي ) تكفل لكل الفئات بما فيها الشباب والأطفال حقوقهم ( قولا وفعلا ) لأنهم رجال الغد و المستقبل ..
كما أن الأمر يتطلب من الجهات المسؤولة تنوير الرأي العام المحلي بالكيفية التي تسير بها الأمور في المركب الاجتماعي مولاي علي الشريف وهل أصبح المركب حكرا على بعض الأيادي دون أخرى ،، وإصلاح وتجهيز الخزانة الجماعية ودار الشباب وإخضاعهما لمواصفات مقبولة لتحقيق قفزة نوعية في القطاعين المذكورين مع ضرورة إشراك الجماعات المحلية في تحمل أعباء ومنشات الشباب والأطفال كإحداث مخيمات صيفية ومراكز للاستقبال وأندية تربوية عبر النقط المهمة بالإقليم
فهل من بوادر طيبة ومستعجلة ؟ ..... نأمل بروج الوطنية الوفية ذلك ..
المصدر : http://taourirt24.blogspot.com/2012/09/blog-post_4407.html