|
asami
|
السهول
| 02/09/12 |
اخي السهلاوي كل ماجاء بردك وتحليلك هو منطقي محكاتك للماضي هو هول عيشناه جميعا في فترة زمنية لكن العيب هو ان اجيالنا تكابده اليوم ومع تطور العصر الحالي ,لكن لا يمكننا ان نقيس الاشياء بنفس المقاييس , تحايل الاستاذة بالطريقة التي ذكرت تأكد غياب المراقبة وإدارة التعليم غائبة بالتلي بجب على السلطات المحلية التدخل بمساهمة مع جمعية الاباء لتفعيل المراقبة والاحتجاج
لان التلعيم هو العمود الفقري لكل بلد اما ان غابت كل هذه االفعاليات هنا تكمن الطامة الكبرى.
تحياتي -ارجوا ان تنظم بالتسجيل باعضاء موقع السهول ****
|
السهلاوي | 02/09/12 |
التعليم بقبيلة السهول موضوع شائك جدا، فكل المعنيين بهذا القطاع بالجهة يتحملون، كل حسب موقعه، نصيبا من المسؤولية. فلا إدارة التعليم تستطيع ضبط مواظبة المدرسين، ولا الأساتذة يمكنهم ، لظروف قاهرة ، القيام بواجباتهم كاملة، ولا الجماعة ، لانعدام الكفاءات المواطنة، تلعب الدور المنوط بها كرافعة للتنمية البشرية، ولا حتى الآباء والأولياء، لتفشي الجهل وانعدام الوعي، يولون الاهتمام المطلوب منهم لتعليم أطفالهم.
وبغية التوضيح أكثر، أسوق بعض الأمثلة المتداولة بين الناس بالقبيلة:
- من الأساتذة من يأتي يوما واحدا للقسم ليبين أنه عمل طيلة الأسبوع. فهو يأتي مثلا يوم الاثنين فيدفع التلاميذ إلى كتابة هذا اليوم \" الاثنين \" وتاريخه وبعض الدروس كالنحو والجغرافية والتاريخ ثم التسطير تحت ذلك لكتابة اليوم الموالي ، أي الثلاثاء، وتاريخه وبعض الدروس، ثم التسطير لكتابة اليوم الموالي وتاريخه وبعض الدروس إلى أن يتم أيام الأسبوع في يوم واحد فينصرف حتى يوم الاثنين الموالي.
فهو إذن بهذه الطريقة ، يعمل يوما واحدا لكن دفاتر التلاميذ تشهد له ، في حالة أية محاسبة، بالعمل طيلة الأسبوع.
- بعض الأساتذة يلتحقون بالمدرسة بواسطة سيارات الأجرة \" طاكسيات \" التي تربط بين سلا وسوق أغبال مولاي إدريس ، لكن عدم ضمان طاكسي للرجوع آخر النهار يؤدون ثمن العودة لنفس الطاكسي الذي أتى بهم ليعيدهم إلى سلا متى رجع ولو بعد ساعة.
- بعض الأساتذة الذين لا يجدون بالمنطقة ما يسد رمق الجائع، يدفعون التلاميذ إلى إحضار بعض المأكولات والمنتجات اللبنية.
- الجماعة لا تتحرى وسائل التشجيع لتعليم سليم وجيد، فلها من الإمكانيات المادية ما يوفر النقل الجماعي للأساتذة من سلا حتى آخر حدود القبيلة بسوق السبت القديم، رحلة صباحا ورحلة مساء لتفادي غياب الأساتذة. ثم تنظيم حفلات تشجيعية وتكريمية للتلاميذ والأساتذة آخر كل دورة تعليمية ، سيما وأن هذا لا يتطلب جهدا ماليا كبيرا.
- أما عن جهل الأباء والأولياء فحدث ولا حرج. وخير مثال على ذلك أنه خلال سنة دراسية سابقة، ظلت لشهور إحدى الملحقات فارغة تماما من الأساتذة ، فطلب من الأباء والأولياء إمضاء عريضة أعدت في الموضوع مع تقديم البطاقة الوطنية، لكن رغم أن الأمر يهم مستقبل أبنائهم لم يتم الحصول على أي إمضاء.
|
السهلاوي | 01/09/12 |
وتلك الأيام نداولها بين الناس
أرغمتني مقالتك على النبش في ذاكرتي كمن يحاول إعادة ربط فصول قصة حلم بعد تخم معدي. صرت أعيد ترقيع أسمال الزمن الماضي بحذر تفاديا للوقوع في السهو أو النسيان أو الخطأ.
كنا سنة 1964 نشكل بمدرسة سوق السبت القديم بالسهول قسمين فقط . كانت ظاهرة الاختلاط آنذاك محتشمة جدا ، بل منعدمة تماما، إذ كان عدد الفتيات بيننا لا يزيد عن اثنتين. كنا نشكل جميعنا مشاريع مستقبل لكون الآفاق حينذئك واعدة وأبواب الشغل مفتوحة.
كانت ظروف العيش قاسية، ومشاكل التمدرس أقسى، وجيوب الوالدين شحيحة. كنا كيفما كانت الأحوال الجوية نقطع ما يزيد عن ستة كيلومترات مشيا على الأقدام لبلوغ المدرسة، لا يوجد بالمحفظة إلا دفتر واحد يجمع كل الدروس : اللغة العربية ، اللغة الفرنسية، الحساب ، التاريخ والجغرافية. كانت هذه المحفظة تستعمل كذلك للزاد الغذائي اليومي: قنينة شاي وخبز فقط. كنا آنذاك تلاميذ وقت الدراسة، ورعاة خارج هذه الأوقات، وفلاحين أوقات العطل.
رغم كل هذا، كانت الآمال كبيرة، والانفلات من مخالب الجهل والفقر أكبر.
بعد حصولنا على الشهادة الابتدائية تم الفراق والشتات ، فسبح كل واحد منا في فضاء ، فمنا من تابع الدراسة الإعدادية ثم الثانوية ثم الجامعية ، ومنا من عاد مباشرة إلى الشغل البدوي اليومي، ومنا من قضى نحبه ، فطوي إذن سجل الصداقة والتعارف وغبرت الذكريات وتآكلت روابط المدرسة .
لكن شاءت الأقدار ، بعد مضي ما ينيف على أربعين سنة ، أن تجمعني الظروف ببعض أصدقاء ذاك الزمن، فعلمت أن ثلة من مشاريع الأمس هي اليوم منجزات حقيقية، وأن تلاميذ الماضي هم حاضرا أساتذة مبجلين وإداريين مرموقين كل في مجال اختصاصه.
نعم علمت، وأنا بين الخيال والحقيقة، أن الجهود لا بد أن تكلل بالنجاح، وأن النبتة الصالحة لا بد تؤتي أكلها كيفما كانت نوعية التربة، وأن السهول لا يمكن أن تجد مكانتها إلا بالمدرسة.
فيالها من ذكريات جميلة، وياله من زمان يربط الماضي بالحاضر، ويالها من ظروف تباعد وتقارب.
لقد كان هذا نبش في الماضي البعيد، ونفض للذكريات الغبراء، ولحام ثقوب أربعين سنة مضت، وذلك كله نداء لأصحاب الحل والعقد بهذه القبيلة ليعلموا أن رعاية المدرسة والتمدرس أمانة في أعناقهم، يحاسبون عليها إما خيرا فالجزاء خير، وإما شرا فالعقاب أشد وأبقى.
وتحيتي للجميع خالصة عبر هذا المنبر المتميز.
...........................................
=== إضافة تعليق جديد ===