مركدة اليوم !! حميد الوافي / مركدة
مركدة !!! إذا أردت أن أتحدث عنها أو أتكلم عن طريقة تخديمها أكتفي بكلمة مرقدة فهي ربما أدق كلمة للتعبير عن حالتها. حيث تعيش بحالة يرثى لها من جوع قاتل وعطش مهلك ( ضع تحتها خط) وغلاء أسعار فتاك وتقنين كهرباء جائر وفوضى عارمة و....... تركت لكم هذه النقاط لتتخيلوا حالتها وتملؤوها بخدمات مسروقة تتبعها صفات سلبية مناسبة. فإذا جلست على حقاف جبل الحمة (حمة ماكسين) جبل التاريخ من قبل الإسلام حتى الاحتلال الفرنسي - ولا تسألني وماذا بعد الاحتلال الفرنسي؟ - والأمجاد والكنوز الدفينة ، تراها خاوية على بيوتها، تفتقر للحياة ، وترى أهلها منتشرين و كل من ظهر منهم يحمل إناء ويذهب يتسول الماء من جاره ههههه - ولكي لا تنتقدني لضحكتي أود إخبارك أنها سبقتها دمعة سخرية القدر وتخللتها آهات الواقع - وجاره أيضآ من جاره، ولولا أصالته وإيثاره لما أعطاه ماء . قد تسأل ألا يوجد فيها محطة مياه ( وأية محطة؟) ؟ نعم يوجد، ولكنها أصبحت وكر أفاعي و حشرات . حيث قناة المياه مقطوعة من قبل أشخاص - لا أستطيع أن أقول ناس فلست مخولآ أن أضيف أشخاص إلى قاموس الإنسانية ! - ذوي أنفس ضعيفة ورحمة عديمة وأخلاق وضيعة حيث يقطعونه لري أقطانهم وهذا شيئ طبيعي في اجتماعية وإنسانية المجتمع المادي. أما إذا وصلت المياه فإنها لا ترسل عبر الشبكة (الخطوط) لأسباب مجهولة، وإذا أردت الماء فعليك استأجار صهريج بما يقارب 1000 ل.س. ودفع 275 ل.س. للمنهل وهذه التسعيرة سرقة منطقية واختلاس مشروع. أما بالنسبة للأسعار الفاخشة فيتحكم بها تجار حاقدون على الضمير وعلى خلاف مع الإنسانية، وكذلك أصحاب محلات تجارية ذوو أخلاق رديئة وأنفس دنيئة. هذه مركدة اليوم عبارة عن مرقدة لأهلها وأخشى أن تكون مرقدة سرمدية ! وكلما تذكرت مأساتها،أسمع أغنية "ياظالمني ما ترتاح" للفنان العراقي معن العربي، وفهمكم كفاية !!