سيدى الفرغل ابو احمد
كرامة لسيدي الفرغل ابو احمد سلطان الصعيد بمصر
لقاء السلطان الفرغل مع شيخ الاسلام بن حجر العسقلانى
لقد كان سيدى العارف بالله العابد الزاهد السلطان الفرغل رضى الله عنه من اصحاب الجذب والتمكين والتصريف .الذى علا شأنه فى شتى البلاد حتى شهد له حكام وعلماء عصره وكان على راسهم السلطان جقمق حاكم البلاد المصريه ومجاورتها فى عصر الدوله المملوكه فى القرن التاسع الهجرى وكان ايضا العالم العلامه الشيخ محمد بن سلام بن حجر شيخ الاسلام فى عصره واليك موقف حدث له فشهد فيه شيخ الاسلام بن حجر للسلطان الفرغل بالولايه الكبرى .فلقد كان السلطان الفرغل رضى الله عنه. يمتلك برج حمام بأبوتيج وكان ذلك الحمام لايرعى ولا يلتقط شيأ من الحرام .بل كان يرعى بأرض خاصه بالسلطان الفرغل فى مساحه فدان مزروعه فلفل .وكان بأبوتيج شونه توضع بها غلال الخزينه .تجرد كل عام وبعد فراغها وحصرها اخر السنه .وجدوا فيها نقصا من الغلال قدره مائتى اردب ...فسأل كل من المقاصه. ومشايخ البلد عن سبب ذلك النقص ؟ فأجابو بان بهذه البلد رجلا وليا وله برج به كثير من الحمام .وعلم السلطان جقمق بذلك فارسل اغا من الذين كانوا ذات شهره كبيره فى عهد السلطان ومعه مكتوب الى السلطان الفرغل
ما نصه
اخضر الينا فور وصول المكتوب ولا عذر لك
فلما حضرالاغا الى ابوتيج مات فرسه الذى كان يحمله ثم وصل الى زاويه السلطان الفرغل ...فلما راه السلطان الفرغل قال له هات كتابى.فاعطاه له..وقام سيدى السلطان الفرغل واحضر قفصا مصنوع من جريد واخذ من هذا الحمام ووضعه داخل القفص .وقال للاغا هيا بنا للسفر ..فقال الاغا نضرب اجلا حتى استريح من عناء السفر ؟ فقال سيدى السلطان الفرغل قم على بركه الله .فقام معه حتى وصل الى نهر النيل الذى تقع على ضفافه مدينه ابوتيج ..فراى سيدى السلطان الفرغل مركبا الت الى الكسر وقد تركها اصحابها فنزلا معا فيها .فنام الاغا ولم يستيقظ من نومه الاعند ساحل القاهره فحصل له رهبه ودهشه ..وخرج الى الساحل وسال كثير من الناس عن اليوم وعن الشهر ..وذلك لان المسيره من ابوتيخ الى القاهره لا تقل عن عشره ايام فى هذا الوقت حتى يقطع المسافر مسافته .فعلم ان الوقت واليوم الذى هما فيه هو ذات الوقت واليوم الذى نزل فيه الى ابوتيج .فلما تحقق من ذلك سكن مابه من دهشه .وشهد بالكرامه للسلطان الفرغل فاخذ يتبرك به .ولما شاهده الناس سالوه .فقال لهم . هذا والله قطب الوجود الان واعلمهم بالامر .فاخذ اهل الساحل بالقاهره يتبركون به .ويتزاحمون عليه .وفى هذا الوقت كان شيخ الاسلام محمد بن حجر مارا وهو راكب فرسه فى محفل من العلماء محتاطين به.فقال لاحد العلماء اكشف لنا خبر هذا الزحام ؟ فذهب ثم رجع وقال له يا شيخنا هذا رجل ولى من الصعيد تزاحم الناس عليه لاجل التبرك به .ولم يكن السلطان الفرغل من العاماء فى هذا الوقت .فقال شيخ الاسلام فى سره
ما اتخذ الله من ولى جاهل يتركون العلماء ويقبلون على الجهلاء
على وجه الانكار عليه ..فكاشف عليه السلطان الفرغل ماقاله .واشار الى فرسه فتوقفت فى مكانها .
ثم ذهب اليه
وقال له
ولو اتخذه لعلمه .وقد اتخذنى وعلمنى يا ابن حجير
وفى نص الحديث
ما اتخذالله من ولى جاهل ولو اتخذه لعلمه
فلما قال شيخ الاسلام بن حجر ذلك فى سره جزء من الحديث .فقد استكمل السلطان الفرغل بقيه الحديث ثم قال له وعلمنى يا بن حجير مصغر من لفظ حجر .فاصاب به دلاله المكاشفه والعلم .ثم طلب شيخ الاسلام من السلطان الفرغل بان يعفو عنه.فصفح عنه وانصرف هو ومن معه من العلماء .....ثم اخذ سيدى السلطان الفرغل هو والاغا طريقهما الى ديوان الحاكم حيث التحقيق معه بشان نقص الغلال ومعه قفص الحمام ولما وصل سيدى السلطان الفرغل الى ديوان السلطنه ودخل على السلطان الحاكم جقمق حاكم البلاد ...وكان له ولد اكمه وقد نظر اليه السلطان الفرغل ومسح عينيه فبرى باذن الله تعالى ..فقام له السلطان جقمق وتبرك به .وقال السلطان الفرغل للحاكم جقمق حاكم البلاد
اذبح هذ الحمام فاننا قوم لا ندخل فى وعائنا الاما علمنا انه من حلال ..وانا لا ناكل حرام ولا ما كل الحرام ..وهذا حمامى يرعى فى ارضى المزروعه فلفل .فامر الحاكم من فى مخدمه بذبح الحمام .فوجدو فى حواصله الفلفل والنقص كان فى الغلال .فصدقوه واقره .وقال السلطان الفرغل قد وهبنا لك ما نسبوه اليك من نقص الشونه كعاده سنويه وكان مقداره مائتن اردب وصار صرفه مستمرا فتره طويله
منقوول...
لاتنسونا من دعائكم اخوكم/ حجاج