الرياضةواهميتها
تظن الكثيرات من السيدات أن الرياضة مقصورة على سيدات المجتمع الراقي كنوع من أنواع الترفيه، أو على اللاعبات المحترفات فقط ، والحقيقة أن الرياضة لا تقف عند هذين، حيث إن أهميتها تتعدى ذلك ، وتزداد بعد سن الثلاثين عاماً ، فالرياضة ليست محصورة في مستوى اجتماعي معين أو عند فئة معينة من الناس بل إن أهميتها توازي أهمية الغذاء بالنسبة للإنسان ويتوجب على كل منا ممارستها وفي كل الأعمار، إذ تبدأ الكتلة العضلية والمرونة والكثافة العظيمة بالتضاؤل شيئاً فشيئاً وتصبح الرياضة بالغة الأهمية في هذا السن.
وتثبت نتائج الدراسات الحديثة التي أجريت أن ممارسة الرياضة تقوي الذاكرة وتوسع الذهن والذكاء وتزيد أساساً عدد الخلايا في "الهيبوكامبوس" ، كما أثبتت الدراسات الطبية أن السيدات اللواتي يواظبن على المشي بشكل منتظم يصبحن أقل عرضة للإصابة بالاضطرابات العقلية وحالات ضعف الذاكرة في السن المتقدمة، ولقد بينت الدراسة أن المشي يقلل من احتمالية الإصابة بضعف الذاكرة والإدراك بنسبة 13% عند التقدم بالعمر.
ومن ناحية أخرى تشير الدراسة إلى أنه من غير الضروري ممارسة رياضة متعبة كالجري ولكن يكفي أن تكون الرياضة معتدلة كالمشي، وذلك لتكون كافية للحماية وتأخير أعراض ضعف الذاكرة أو الإدراك المصاحب للتقدم بالعمر.
لذلك يقر الكثيرون بأن ممارسة التمارين الرياضية تخفف من الشدة النفسية وتساعد على التخلص من الاكتئاب .
الدراسات تؤكد
ممارسة الرياضة ساعتين ونصف أسبوعياً تقوي الذاكرة
دائما ما تؤكد الدراسات أن العودة إلى الطبيعة تؤثر إيجابياً على صحة الإنسان بعيداً عن الأدوية وأضرارها الجانبية، وفي هذا الصدد، أكدت دراسة استرالية أن ممارسة الرياضة ساعتين ونصف أسبوعياً يمكن أن تساعد على تقوية الذاكرة.
وقام باحثون استراليون بمراقبة 138 شخصاً تجاوزوا الخمسين شكوا من ضعف الذاكرة لدى بداية الدراسة ولكنهم لم يكونوا مصابين بقصور مرضي في الذاكرة.
وقسم الباحثون هؤلاء إلى مجموعتين وطلبوا من احداهما ممارسة رياضة خفيفة لمدة 50 دقيقة على مدى ثلاث مرات أسبوعياً، وكان معظم أفراد هذه المجموعة يمارسون رياضة المشي، وبذلك مارس أعضاء هذه المجموعة الرياضة 20 دقيقة تقريباً يومياً أكثر من أقرانهم في المجموعة الآخرى.
ووجد الباحثون تحت اشراف البروفيسور نيكولا لاوتنشلاجر من جامعة ملبورن الاسترالية، أن هذه الرياضة كان لها تاثيرا إيجابيا على الذاكرة بعد ستة أشهر من بدء الدراسة.
الرياضة تحميك من الأورام
أثبتت الدراسات أن ممارسة التمارين الرياضة تنشط صحة الأمعاء وتقلل من احتمالات الإصابة بسرطان البروستاتا للرجال والثدي للنساء، مؤكدة أن الرياضة الجيدة والمنتظمة تفيد الجسم وتمتد آثارها الصحية إلى العقل أيضاً، لفاعليتها فى تنشيط نمو الأعصاب وتجدد التالف منها.
وأشارت الدراسة إلى أن التمارين الرياضة تحافظ على توازن الكوليسترول في الدم وبالتالي على القلب والدورة الدموية والأوعية الدموية، مؤكدة أن ممارسة الرياضة المعتدلة بانتظام تنشط الوظيفة المناعية المخاطية عند الأشخاص المسنين والشباب أيضاً.
كما أوضحت دراسة طبية فرنسية أن الرياضة البدنية هى أفضل الطرق للوقاية من أمراض سرطان القولون والثدى، ووجد العلماء أن من يمارسون الرياضة الخفيفة بإنتظام مثل المشي بين 30 و 40 دقيقة يومياً، تنخفض لديهم معدلات الإصابة بأمراض السرطان.
وأضافت الدراسة أن نسبة الإصابة بسرطان القولون لدي ممارسي الرياضة قد انخفضت بمعدل 34% ، مشيرة إلى أن السمنة المفرطة تمثل سبباً رئيسياً وراء أكثر من 50% من حالات الإصابة بمرض سرطان القولون، خاصة عند الرجال
وتخفض مستويات الأنسولين بالمخ
أكد فريق بحثي أن عدم الاسراف في تناول الطعام مع ممارسة التمرينات الرياضية، قد يبقي مرضى السكري أكثر شباباً بتقليل عمل الأنسولين بالمخ.
ولإثبات الدراسة، قام الباحثون بتجارب على فئران معدلة وراثيا بحيث تفرط في تناول الأكل وتسمن حتى تظهر عليها أعراض الإصابة بداء السكري، ومع ذلك فقد عاشت عمرا أطول بنسبة 18% مقارنة بأعمار فئران التجارب بالمختبرات.
وأشار الباحثون إلى أن السر الكامن وراء ذلك هو أن فئران التجارب بالمختبرات تفتقر إلى جين أساسي يؤثر على الأنسولين، ذلك الهرمون الذي ينظم نسبة الجلوكوز بالدم.
وتضبط ضغط الدم
أفاد خبير صحى أمريكي بأن رياضة المشى مفيدة من الناحيتين البدنية والنفسية وتناسب كافة الأعمار وغير مكلفة.
وأشار الدكتور جايمس ليفاين الخبير فى مكافحة البدانة فى عيادة مايو فى روشستر، إلى أن المشى يساعد على خفض ضغط الدم ومكافحة السكرى وأمراض القلب والمفاصل و صفاء الذهن، مؤكداً أن المشى السريع يمكن أن يضبط ضغط الدم ويزيد قوة عضلات المسنين.
ومن خلال الدراسة التي أجراها باحثون على 246 بالغاً حيث طلب من المجموعة الأولى ممارسة رياضة المشى بشكل سريع، ومن الثانية المشى بشكل معتدل، ثم قارنوا حالة هؤلاء بحالة مجموعة ثالثة لا يقوم أفرادها بأى نشاط، حيث تبين أن صحة المجموعة الأولى كانت أفضل من الثانية والأخيرة كانت أفضل من الثالثة.
وأوضح ليفاين أن هذه الدراسة تثبت مرة أخرى أن للمشى فوائد كثيرة و على الجميع ممارسة هذه الرياضة بانتظام
وتنشط جهاز المناعة
أكدت دراسة علمية حديثة أن رياضة المشي لا تقوي عظام كبار السن فقط، بل تساعد في تنشيط مناعتهم وتقليل خطر إصابتهم بالأمراض التنفسية.
ووجد الباحثون أن التهابات القناة التنفسية العليا التي تنتج عن فيروس أو بكتيريا أو كائنات أخرى تعد مرضاً شائعاً في الولايات المتحدة، ويحتاج فيه المرضى إلى الإجازات، ويكون أكثر خطورة عند المسنين، حيث يضعف جهاز المناعة وتقل المقاومة للجراثيم مع التقدم في السن.
وبناء على تلك النتائج، خلص الباحثون إلى أن ممارسة الرياضة المعتدلة بانتظام، تنشط الوظيفة المناعية المخاطية عند الأشخاص المسنين والشباب أيضاً.
ولكنها.. خطر أثناء الصيام
حذر خبراء التربية الرياضية بضرورة الابتعاد عن ممارسة الرياضة أثناء الصوم حتى لا تتعرض للانهاك الحراري ونقص السوائل مما يؤدي لاخطار صحية كبيرة.
ويقول الدكتور إبراهيم خليفة الأستاذ بكلية التربية الرياضية ورئيس قسم علم النفس الرياضي أن ممارسة الرياضة خلال شهر رمضان مطلوبة جداً ولكن بمحاذير معينة يجب مراعاتها للحفاظ علي الصحة، وأول هذه المحاذير ضرورة تجنب الرياضة أثناء النهار وخلال فترة الصوم بل يجب ممارستها بعد مرور ساعتين على الأقل من تناول الطعام سواء كان افطاراً أم سحوراً وذلك لجميع الأعمار.
وأضاف الدكتور إبراهيم خليفة أنه يجب أن نمنع ممارسة الرياضة خلال الشمس الحارقة لأن كميات العرق المتصبب تزيد من تعرض الجسم لمراحل خطيرة من الضعف.