الكتاب : أشعار النساء المؤلف : المرزباني
أنيخَتْ لدى باب ابن مروانَ ناقتي ... ثلاثاً لها عند النِتاج صرِيفُ
يُطيف بها فتيانُهُ كلَّ ليلةٍ ... بنيرين مئرانُ الجبالِ وَريفُ
نيرين: شيئين، ويقال: لونين من العلف.
غُلامٌ تَلقّى سؤدداً وهو ناشىءٌ ... فانتَ به رَحْبُ الذراعِ أليفُ
بقيْلٍ كتحبير اليماني ونائلٍ ... إذا قُلّبتْ دونَ العَطاءِ كفوفُ
وَرُحْنا كأنا نمتطي أخدَرِيَّةً ... أضرَّ بها رخوُ اللبان عنيفُ
وحلأّها حتى إذا لم يسُغ لها ... حليٌّ بجَنْبيْ ثادقٍ وجفِيفُ
جفيف: يابس الكلأ، والصغار من الحلي. والنصي: الذي يبس وأصابه المطر فاصفر.
أرنَّ عليها قارباً وانتحت له ... مُبِرَّةُ أرْساغِ اليدينِ زَروفُ
تُهادي خجُوجاً خدَّدَ الجرْيُ لحْمَهُ ... فلا جحْشَها بالصيف فهي خروفُ
الخروف من الإبل: تنتج في الخريف، والمصيف: في الصيف، والمربع: في الربيع، والهبع: في القيظ، والصقعي: وهو الربعي، والصفري: مطلع سهيل، والدفيء: في آخر الشتاء.
ثم قالت في مروان تمدحه وتذكر أمر الجعديين:
طرِبْتَ وما هذا بساعة مطْربِ ... إذا الحيُّ حلواً بين عاذٍ فحَبْحبِ
قديماً فأضْحَتْ دارُهُم قد تلعَّبتْ ... بها خَرِقات الريح من كلِّ ملعبِ
وكمْ قد رأى رائيهُمُ ورأيتها ... بها لي من عمٍّ كريمٍ ومن أبِ
فوارسَ من آل النُفاضةِ سادةً ... ومن آل سعْدٍ سؤدداً غير متْعبِ
وحيٍّ حريدٍ قد صبحنا بغارةٍ ... فلم يُمْس بيتٌ منهمُ تحت كوكبِ
شننَّا عليهم كلَّ جرداءَ شطْبةٍ ... لجوجٍ تباري كلَّ أجردَ شرْجبِ
لوَ حشيِّها من جانبي زفيانها ... حفيفٌ كخذروف الوليد المثقَّبِ
إذا جاش بالماء الحميم سجالها ... نضخْنَ بهِ نضْخ المزادِ المسرَّبِ
فذَرْ ذا، ولكن قد تمنيت راكباً ... إذا قال قولاً صادقاً لم يُكذًّبِ
وكتب إلي أحمد بن عبد العزيز: أخبرنا عمر عن شبة، وحدثني محمد بن أحمد الكاتب، قال: حدثنا أحمد بن يحيى النحوي، وحدثني أحمد بن محمد المكي، قال: حدثنا أبو العيناء، أن النابغة لما قال أبياته التي أولها: ألا حييا ليلى، أجابته بقولها الذي تقدم.
وروى أبو عمرو الشيباني أن النابغة لما قال يذكر يومي رحرحان وهو يهاجي سوار بن سبرة ويفخر عليه بأيام بني جعدة في قصيدة:
هلا سألتَ بيومي رحرحان وقد ... ظنَّتْ هوازن أن العزَّ قد زالا
فلما قال:
تلك المكارم لا قَعبانِ من لبنٍ ... شيبا بماءٍ فعاد بعْد أبوالا
قالت ليلى:
وما كنتُ لو قاذَفْتُ جلَّ عشيرتي ... لأذكر قعبي حازرٍ قد تثملا
فلما أتى النابغة هذه الأبيات وما دعته إليه ليلى قال: ألا حييا ليلى. حازر: حامض. وتثمل: صار كتلاً من الرغوة، والثمالة: الرغوة ويقال: الرعوة.
حدثني محمد بن أحمد الكاتب، قال: أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي لليلى تمدح مروان بن الحكم:
طربت وما هذا بساعة مطْربِ ... إذا الحيُّ حَلواً بين عاذٍ فحبْحبَ
وذكرها بطولها فاخترنا منها بعد ذكر ناقته:
أدلَّتْ بقُربي عنْدَه وقضى لها ... قضاءً فلمْ ينقضْ ولم يُتعقّبِ
فإنّك بعد الله أنت أميرُها ... وقُنعانُها في كلّ خوفٍ ومرغبِ
" قنعان الذي " يقنع برأيه. يقال : هذا قنعاني وقنعاني: أي ما قنعت به من شيء.
فتُقضى فلولا أنه كلّ ريبةٍ ... وكلّ قليلٍ من وعيدِكَ مرهبي
إذن ما ابتغى العادي الظلومُ ظلامةً ... عليَّ وما أجْلبْت للمتَجلِّبِ
معناه لا بل تعدي علي من ظلم وهجا فخاف أن أهجو وأنتصر فيعدي علي:
تبادِرُ أنباءَ الوشاةِ وتبتغي ... لها طلباتِ الحقِّ من كل مطْلبِ
إذا أدلجتْ حتى ترى الصبحَ واصَلت ... أديم نهارِ الشمس ما لم تَغَّيبِ
فلمَّا رأتْ دارَ الأمير تخاوَصتْ ... فقلت لها قد هبْت من متَهيًّبِ
تخاوصت بعينيها
يُطيف بها فتيانُهُ كلَّ ليلةٍ ... بنيرين مئرانُ الجبالِ وَريفُ
نيرين: شيئين، ويقال: لونين من العلف.
غُلامٌ تَلقّى سؤدداً وهو ناشىءٌ ... فانتَ به رَحْبُ الذراعِ أليفُ
بقيْلٍ كتحبير اليماني ونائلٍ ... إذا قُلّبتْ دونَ العَطاءِ كفوفُ
وَرُحْنا كأنا نمتطي أخدَرِيَّةً ... أضرَّ بها رخوُ اللبان عنيفُ
وحلأّها حتى إذا لم يسُغ لها ... حليٌّ بجَنْبيْ ثادقٍ وجفِيفُ
جفيف: يابس الكلأ، والصغار من الحلي. والنصي: الذي يبس وأصابه المطر فاصفر.
أرنَّ عليها قارباً وانتحت له ... مُبِرَّةُ أرْساغِ اليدينِ زَروفُ
تُهادي خجُوجاً خدَّدَ الجرْيُ لحْمَهُ ... فلا جحْشَها بالصيف فهي خروفُ
الخروف من الإبل: تنتج في الخريف، والمصيف: في الصيف، والمربع: في الربيع، والهبع: في القيظ، والصقعي: وهو الربعي، والصفري: مطلع سهيل، والدفيء: في آخر الشتاء.
ثم قالت في مروان تمدحه وتذكر أمر الجعديين:
طرِبْتَ وما هذا بساعة مطْربِ ... إذا الحيُّ حلواً بين عاذٍ فحَبْحبِ
قديماً فأضْحَتْ دارُهُم قد تلعَّبتْ ... بها خَرِقات الريح من كلِّ ملعبِ
وكمْ قد رأى رائيهُمُ ورأيتها ... بها لي من عمٍّ كريمٍ ومن أبِ
فوارسَ من آل النُفاضةِ سادةً ... ومن آل سعْدٍ سؤدداً غير متْعبِ
وحيٍّ حريدٍ قد صبحنا بغارةٍ ... فلم يُمْس بيتٌ منهمُ تحت كوكبِ
شننَّا عليهم كلَّ جرداءَ شطْبةٍ ... لجوجٍ تباري كلَّ أجردَ شرْجبِ
لوَ حشيِّها من جانبي زفيانها ... حفيفٌ كخذروف الوليد المثقَّبِ
إذا جاش بالماء الحميم سجالها ... نضخْنَ بهِ نضْخ المزادِ المسرَّبِ
فذَرْ ذا، ولكن قد تمنيت راكباً ... إذا قال قولاً صادقاً لم يُكذًّبِ
وكتب إلي أحمد بن عبد العزيز: أخبرنا عمر عن شبة، وحدثني محمد بن أحمد الكاتب، قال: حدثنا أحمد بن يحيى النحوي، وحدثني أحمد بن محمد المكي، قال: حدثنا أبو العيناء، أن النابغة لما قال أبياته التي أولها: ألا حييا ليلى، أجابته بقولها الذي تقدم.
وروى أبو عمرو الشيباني أن النابغة لما قال يذكر يومي رحرحان وهو يهاجي سوار بن سبرة ويفخر عليه بأيام بني جعدة في قصيدة:
هلا سألتَ بيومي رحرحان وقد ... ظنَّتْ هوازن أن العزَّ قد زالا
فلما قال:
تلك المكارم لا قَعبانِ من لبنٍ ... شيبا بماءٍ فعاد بعْد أبوالا
قالت ليلى:
وما كنتُ لو قاذَفْتُ جلَّ عشيرتي ... لأذكر قعبي حازرٍ قد تثملا
فلما أتى النابغة هذه الأبيات وما دعته إليه ليلى قال: ألا حييا ليلى. حازر: حامض. وتثمل: صار كتلاً من الرغوة، والثمالة: الرغوة ويقال: الرعوة.
حدثني محمد بن أحمد الكاتب، قال: أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي لليلى تمدح مروان بن الحكم:
طربت وما هذا بساعة مطْربِ ... إذا الحيُّ حَلواً بين عاذٍ فحبْحبَ
وذكرها بطولها فاخترنا منها بعد ذكر ناقته:
أدلَّتْ بقُربي عنْدَه وقضى لها ... قضاءً فلمْ ينقضْ ولم يُتعقّبِ
فإنّك بعد الله أنت أميرُها ... وقُنعانُها في كلّ خوفٍ ومرغبِ
" قنعان الذي " يقنع برأيه. يقال : هذا قنعاني وقنعاني: أي ما قنعت به من شيء.
فتُقضى فلولا أنه كلّ ريبةٍ ... وكلّ قليلٍ من وعيدِكَ مرهبي
إذن ما ابتغى العادي الظلومُ ظلامةً ... عليَّ وما أجْلبْت للمتَجلِّبِ
معناه لا بل تعدي علي من ظلم وهجا فخاف أن أهجو وأنتصر فيعدي علي:
تبادِرُ أنباءَ الوشاةِ وتبتغي ... لها طلباتِ الحقِّ من كل مطْلبِ
إذا أدلجتْ حتى ترى الصبحَ واصَلت ... أديم نهارِ الشمس ما لم تَغَّيبِ
فلمَّا رأتْ دارَ الأمير تخاوَصتْ ... فقلت لها قد هبْت من متَهيًّبِ
تخاوصت بعينيها