مقالات وابحاث للدكتور أحمدعواد ندا ابن الاحراز
د/ أحـمد أحـمد عـوّاد
?
?
?
فـي مرحـلة مـا قـبل المـدرسـة
إعـداد
1426
ه/2005م ?
أ
0د0 أحمد أحمد عواد2005م. إذ أن برامج التدخل المبكر والتربية الخاصة للأطفال الصغار تؤدي إلى نتائج إيجابية وفروق دالة إحصائياً في مظاهر النمو لديهم. فعندما يتم التعرف على مشكلات الطفل مبكراً فإن الفشل في أداء العديد من المهارات المرتبطة بنمو الطفل والمتوقع أن يزداد، من الممكن منعه أو خفضه. وتعتمد برامج التدخل المبكر للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على التعرف عليهم منذ الميلاد وحتى سن الخامسة ثم بعد ذلك تقديم برامج التدخل المبكر الملائمة. كما أن اكتشاف التأخر النمائي قد يبدأ قبل الولادة عبر إجراءات طبية متعددة مثل فحص السائل الأميني أثناء فترة الحمل، وكذلك طرق الكشف المتعددة التي تجرى بعد الولادة مباشرة.فالغاية الرئيسية من الكشف المبكر هو التعرف بأسرع وقت ممكن على الأطفال الذين ينحرف نموهم أو يتأخر بشكل ملحوظ عن نمو الأطفال الآخرين
. والكشف المبكر ليس تشخيصاً ولكنه وسيلة للتعرف على انحراف النمو، والهدف الرئيسي من الكشف المبكر هو التنبؤ بالإعاقة أو تحديد الإعاقة المحتملة قبل أن تترك تأثيراً كبيراً على نمو الطفل ومستقبله، فالكشف المبكر بالنسبة للأطفال الذين يتم التعرف عليهم إنما هو الخطوة الأولى والتمهيدية لخطوات لاحقة تشتمل على التقييم الشامل لأداء الطفل في مجالات النمو الهامة كلها بما في ذلك النمو المعرفي والنمو الحركي والنمو اللغوي والنمو الاجتماعي/ الانفعالي ومهارات العناية بالذات، ومهارات اللعب.وإذا كان لكل مرحلة عمرية طبيعتها التي تتمثل في التغيرات النمائية المتوقعة وفي مطلب النمو وشروط الرعاية الواجب تحقيقها، فإن لكل مرحلة صعوباتها المحتملة التي قد يتعرض لها الفرد في مرحلة معينة نتيجة للتناقض أو اختلال التوازن بين طبيعة التغيرات النمائية المتوقعة في تلك المرحلة ومتطلباتها من الرعاية من ناحية والضغوط المفروضة على الطفل من ناحية أخرى
0
. والكشف المبكر ليس الهدف منه تحديد المشكلات التي تواجه بعض الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة أو في مرحلة ما قبل المدرسة، فالتبكير هنا بالكشف لا يعني التبكير في عمر الطفل، ولكن يجب أن يكون في مسار مشكلة الطفل
. فالتعرف يكون مبكراً عندما تكون المشكلة في طور التكوين، أو في مرحلة ما قبل ظهور الأعراض، أي عندما لا تكون المشكلة واضحة تماماً، أما الوقت الذي تكون فيه المشكلة ظاهرة وواضحة فإنه يطلق عليه وقت الإرشاد حيث يكون هناك احتمال أكبر لتحقيق تأثيرات مفيدة من خلال برامج التدخل المبكر.وتشير الدراسات إلى أن الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة تنشط حواسه نشاطاً كبيراً وتتأثر المدركات الحسية فيدرك الفوارق بين الأشياء المادية من أشكالها وألوانها أو أصواتها وروائحها
. ويتعرف على الظواهر الطبيعية ويتأملها ويفكر فيها، كما يزداد دقة ونضج سمعه وتتحسن بشكل ملحوظ حاسة الشم لديه، فيكتسب الكثير من الخبرات العقلية المعرفية التي تزوده بحصيلة من المعلومات فيصبح قادراً على الربط بين العناصر على أساس العلة والمعلول وتحديد الاتجاهات والموقع والتمييز بين المتشابهات من الأشياء والحروف. إلا أن هناك بعض الأطفال يكون لديهم اختلال في التوازن النمائي وهؤلاء من المحتمل أن يتعرضوا للإصابة بالإعاقة، أو قد تكون لديهم الإعاقة غير واضحة أو معلومة المظاهر، وهؤلاء من الممكن أن نطلق عليهم أطفال في خطر At-Risk.والتعرف المبكر على الأطفال المعرضين للخطر تعد مهمة معقدة، فالاختلاف في النمو والنضج شيء طبيعي بالنسبة لأطفال سن ما قبل المدرسة، ونظراً لأن المؤشرات المبكرة لحاجة الطفل الخاصة غالباً ما تكون غير واضحة، نجد أن مشكلة التعرف المبكر هي مشكلة في غاية الصعوبة، ويجب أن يتبنى قضية التعرف المبكر على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة فريق تقييم متعدد التخصصات، وعلى أفراد الفريق القيام بما يلي : إجراء تقويم تربوي شامل
.الحصول على التاريخ النمائي للطفل من الوالدين أو أولياء الأمور
.الحصول على النتائج من الفحوص المتضمنة للنواحي السمعية والبصرية والحركية والعصبية
.الاتساق في انخفاض نتائج الطفل في اختبارات القدرات العقلية من جهة ومقياس السلوك التكيفي من جهة أخرى بدرجة دالة
.تقرير فيما إذا كان الأداء التربوي والنمو الطبيعي متأثراً بشكل عكسي
.مراجعة التعريفات والإجراءات القانونية التي تخص التقويم التربوي لذوي الاحتياجات الخاصة، والتحقق من مدى تطبيق الإجراءات المطلوبة في تقييمهم
.مراجعة جميع المعلومات التي تستخدم لمعرفة فيما إذا كان الطفل معوقاً أم لا
.جوانب التعرف المبكر
:حدد القانون الدولي
457 ـ 99 ثلاث مجموعات من الأطفال من الميلاد حتى سن الثالثة الذين من المحتمل أن يكونوا مؤهلين لتلقي خدمات التدخل المبكر، وهم : الذين لديهم تأخر نمائي، الذي لديهم تأخر جسمي أو عقلي، والذين هم في خطر طبي أو بيئي.وقد اهتمت اللجنة المشتركة لصعوبات التعلم بمناقشة الوضع الحالي للطفولة المبكرة، وذلك في القانون العام
102 ـ 119 لسنة 1986، من أجل وضع تعريف لتحديد الأطفال المعرضين للخطر في مرحلة ما قبل المدرسة، وقد وافق على هذا التعريف الكونجرس الأمريكي في عام 1991، من أجل تدعيم خدمات الأطفال الصغار ذوي الإعاقة. ويتضمن القانون وصفاً لأنماط القصور أو التأخر لدى أطفال ما قبل المدرسة، والتي يمكن اعتبارها مؤشرات مبكرة على الصعوبات أو الإعاقات، وذلك في الجوانب التالية :الأداء الوظيفي الحسي
:ويشتمل على
: الأنشطة السمعية، البصرية واللمسية.الأداء الحركي
:ويشتمل على
: القدرات الحركية الكبيرة والدقيقة.القدرات المعرفية
: وتشتمل على
: التنظيم الادراكي، وتشكيل المفهوم وحل المشكلات.التواصل
:ويشتمل على
: إدراك اللغة، والفهم اللغوي واستخدام اللغة.السلوك
:ويشتمل على
: المزاج (الحساسية البالغة)، الانتباه، ضبط الذات وأنماط التفاعل الاجتماعي.وقد أوضحت اللجنة الوطنية المشتركة أن برامج التعرف الناجحة يجب أن تكون حساسة للعديد من العوامل البيولوجية التي تؤثر على نمو الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، وقد قام كوكهانك ولابسييت وكاباكوف
Kochanek & Lipsilt & Kabacoff، بتحليل معلومات عن الطفل (من سن الولادة إلى السابعة) وأسرة الطفل من أجل التوصل إلى مؤشرات للإعاقة في سن النضج. وقد وجدوا أن الخصائص المتعلقة بالوالدين (مثل تعليم الأم) هي مؤشر أفضل من سلوك الطفل نفسه منذ الولادة وحتى سن 3 سنوات، بينما تكون مهارات الطفل للمرحلة العمرية من سن 4 إلى 7 سنوات هي مؤشر أفضل من العوامل الأسرية. كما ناقش الباحثون عوامل الخطر (التي تهدد أو تعوق النمو الطبيعي للطفل) وعوامل الحماية (التي تزيد من احتمالية نتائج النمو الإيجابية بالرغم من التعرض للخطر)، التي قد تساهم في النمو المعرفي والشخصي والاجتماعي للطفل المهدد أو المعرض للخطر، وتتضمن مؤشرات الخطر والحماية المستوى الاقتصادي، ومعلومات عن الطفل، ومعلومات عن الأسرة، وهي عوامل لها تأثير كبير على مشكلات الطفل التعليمية والاجتماعية والعاطفية والسلوكية.الأداء الوظيفي الحسي
:في مرحلة ما قبل المدرسة يكون الطفل قادراً على إدراك الأشياء في علاقتها المكانية، ويتعلم أسماء الاتجاهات
(اليمين، اليسار، أعلى وأسفل)، كما يلاحظ على طفل السادسة من العمر عند عرض صورة عليه فإنه يعطي وصفاً لما يحدث في الصورة مستخدما لغة أفضل تحتوي على الأسماء والأفعال.كما يدرك الطفل التساوي والتناظر في التجمعات المختلفة، كما يستطيع العد على أصابعه وأصابع الآخرين، كما يكون الطفل قادراً على إدراك الزمن، فيكون قادراً على إدراك المدلول الزمني للماضي فهو يدرك اليوم ثم الغد ثم الأمس، كما يدرك تسلسل الأحداث، ويعرف الأيام وعلاقتها بالأسبوع
.بمعنى أن الطفل العادي في مرحلة ما قبل المدرسة يستطيع أن يوظف أنظمته السمعية والبصرية واللمسية، بما يتلائم مع إمكاناته وقدراته، ذلك بالنسبة للنمو الطبيعي أو الطفل العادي في النمو، أما إذا حدث اختلال في النمو فإن الطفل يكون غير قادر على أداء تلك المهارات، وفي هذه الحالة فإنه من المحتمل أن يتعرض للخطر أو للإعاقة إذا لم تكتشف مظاهر الخطر ومواجهتها
.الأداء الحركي
:يكون الطفل العادي في مرحلة ما قبل المدرسة قادراً على أن يصعد وينزل السلالم، يقف على رجل واحدة، يقلد رسم دائرة، يركب الدراجة ذات الثلاث عجلات، بالإضافة إلى تقليد الرسم، وإتباع ممرات الطرق المرسومة، يزرر الزراير، ويطوي ورقة مربعة إلى مثلثة، ورسم دائرة، ورسم علامة، والتسلق بسهولة والجري بنشاط والقفز أثناء الجري
. وعندما يختل أو يهتز أداء الطفل لتلك المهارات فإن هذا يعتبر مؤشراً لتعرضه للخطر.القدرات المعرفية
:يلاحظ على الطفل العادي في مرحلة ما قبل المدرسة القدرة على تكوين المفاهيم، مثل مفهوم الزمن، المكان، العدد، الأشكال الهندسية، كما تتكون لديه مفاهيم تتضمن المأكولات والمشروبات والملبوسات والشخصيات وما شابه ذلك، كما يطرد نمو ذكاء الطفل ويكون قادراً على إدراك العلاقات، ويستطيع التعميم ولكن في حدود ضيقة
. كما تزداد قدرة الطفل على الفهم وخاصة بالنسبة للمعلومات البسيطة، وتزداد قدرته على التعلم من خلال الخبرة السابقة والتعلم بالمحاولة والخطأ، ويكون لديه قدرة ثم تذكر العبارات البسيطة، ويكون تفكير الطفل في هذه المرحلة ذاتياً ويدور حول نفسه.التواصل
:تعتبر مرحلة ما قبل المدرسة هي أسرع مرحلة نمو لغوي تحصيلاً وتعبيراً وفهماً، وفي هذه المرحلة يتجه التعبير اللغوي نحو الوضوح والدقة والفهم
. ويتحسن النطق ويختفي الكلام الناقص أو الإبدال أو التهتهة أو ما شابه ذلك من أمراض وعيوب الكلام. ويستطيع الطفل في هذه المرحلة الإفصاح عن حاجاته وخبراته، فيكون قادراً على نطق جمل كاملة، كما يعرف معاني الأرقام، وتصل مفردات الكلام لديه إلى ما يقارب 2500 مفردة في سن السادسة. أما عندما يكون لدى الطفل قصور في أداء بعض المهارات السابقة، فإن ذلك يعتبر مؤشراً أنه في خطر، ويحتاج إلى التدخل العلاجي.السلوك
:يستطيع طفل مرحلة ما قبل المدرسة الاعتماد على نفسه في أداء بعض مهارات العناية بالذات، كغسل الوجه بدون مساعد، والذهاب إلى دورة المياه، وضبط الإخراج، ويمكنه الاعتناء بنفسه في الخارج، ويلاحظ عليه حب اللعب مع الآخرين وتكوين الصداقات، وتزداد دافعية الطفل للإنجاز نتيجة لتشجيع الأبوين، وتلعب شخصية الأبوين دوراً بارزاً في نمو شخصية الطفل وتكوين علاقاته الاجتماعية
.وقد أشارت بحوث بياجيه وجيزل إلى أهمية السنوات الأولى في حياة الطفل، حيث أن فترة ما قبل المدرسة هي أهم فترة من الناحية البيولوجية لنمو الفرد، وذلك لأن هذه الفترة تؤثر على النمو التالي وهي الأساس
. ويؤكد بلوم على أهمية البيئة الأولى والخبرة الأولى في حياة الطفل حيث أن التغيرات فيها تكون في غاية الأهمية وتمثل أهمية كبرى بسبب الطبيعة التتابعية للنمو الإنساني.ولأجل الحد من مشاكل الإعاقة وتعرض الأطفال للخطر لا بد من الكشف المبكر من خلال استخدام مجموعة من الأدوات و المقاييس ذات الثقة، ومن خلال الاستفادة من خدمات فريق التقييم متعدد التخصصات، بالإضافة إلى آراء الآباء أو أولياء الأمور، ويجب أن نركز في عملية التعرف المبكر على الجوانب الأساسية في النمو المتمثلة في النمو المعرفي
?
/ الجسمي/ اللغوي/ الانفعالي والاجتماعي، حتى يكون الحكم والتقييم شاملاً لجميع جوانب النمو، وكلما كان الكشف مبكراً وبصورة صحيحة للاحتياجات الخاصة للأطفال كلما كان التغلب على مشكلاتهم وعلاجها أفضل وأيسر.د
2
أستاذ التربية الخاصة،
?
?
?
?
?
?
?
?
?
جـوانب الـكشف المـبكر لذوي الاحـتياجـات الخـاصة
فـي مرحـلة مـا قـبل المـدرسـة
دكتور /أحمد ندا
جـوانب الـكشف المـبكر لذوي الاحـتياجـات الخـاصة
اعداد الاستاذ الدكتور
?
?
?
فـي مرحـلة مـا قـبل المـدرسـة
إعـداد
1426
ه/2005م ?
أ
0د0 أحمد أحمد عواد2005م. إذ أن برامج التدخل المبكر والتربية الخاصة للأطفال الصغار تؤدي إلى نتائج إيجابية وفروق دالة إحصائياً في مظاهر النمو لديهم. فعندما يتم التعرف على مشكلات الطفل مبكراً فإن الفشل في أداء العديد من المهارات المرتبطة بنمو الطفل والمتوقع أن يزداد، من الممكن منعه أو خفضه. وتعتمد برامج التدخل المبكر للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على التعرف عليهم منذ الميلاد وحتى سن الخامسة ثم بعد ذلك تقديم برامج التدخل المبكر الملائمة. كما أن اكتشاف التأخر النمائي قد يبدأ قبل الولادة عبر إجراءات طبية متعددة مثل فحص السائل الأميني أثناء فترة الحمل، وكذلك طرق الكشف المتعددة التي تجرى بعد الولادة مباشرة.فالغاية الرئيسية من الكشف المبكر هو التعرف بأسرع وقت ممكن على الأطفال الذين ينحرف نموهم أو يتأخر بشكل ملحوظ عن نمو الأطفال الآخرين
. والكشف المبكر ليس تشخيصاً ولكنه وسيلة للتعرف على انحراف النمو، والهدف الرئيسي من الكشف المبكر هو التنبؤ بالإعاقة أو تحديد الإعاقة المحتملة قبل أن تترك تأثيراً كبيراً على نمو الطفل ومستقبله، فالكشف المبكر بالنسبة للأطفال الذين يتم التعرف عليهم إنما هو الخطوة الأولى والتمهيدية لخطوات لاحقة تشتمل على التقييم الشامل لأداء الطفل في مجالات النمو الهامة كلها بما في ذلك النمو المعرفي والنمو الحركي والنمو اللغوي والنمو الاجتماعي/ الانفعالي ومهارات العناية بالذات، ومهارات اللعب.وإذا كان لكل مرحلة عمرية طبيعتها التي تتمثل في التغيرات النمائية المتوقعة وفي مطلب النمو وشروط الرعاية الواجب تحقيقها، فإن لكل مرحلة صعوباتها المحتملة التي قد يتعرض لها الفرد في مرحلة معينة نتيجة للتناقض أو اختلال التوازن بين طبيعة التغيرات النمائية المتوقعة في تلك المرحلة ومتطلباتها من الرعاية من ناحية والضغوط المفروضة على الطفل من ناحية أخرى
0
. والكشف المبكر ليس الهدف منه تحديد المشكلات التي تواجه بعض الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مرحلة الطفولة المبكرة أو في مرحلة ما قبل المدرسة، فالتبكير هنا بالكشف لا يعني التبكير في عمر الطفل، ولكن يجب أن يكون في مسار مشكلة الطفل
. فالتعرف يكون مبكراً عندما تكون المشكلة في طور التكوين، أو في مرحلة ما قبل ظهور الأعراض، أي عندما لا تكون المشكلة واضحة تماماً، أما الوقت الذي تكون فيه المشكلة ظاهرة وواضحة فإنه يطلق عليه وقت الإرشاد حيث يكون هناك احتمال أكبر لتحقيق تأثيرات مفيدة من خلال برامج التدخل المبكر.وتشير الدراسات إلى أن الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة تنشط حواسه نشاطاً كبيراً وتتأثر المدركات الحسية فيدرك الفوارق بين الأشياء المادية من أشكالها وألوانها أو أصواتها وروائحها
. ويتعرف على الظواهر الطبيعية ويتأملها ويفكر فيها، كما يزداد دقة ونضج سمعه وتتحسن بشكل ملحوظ حاسة الشم لديه، فيكتسب الكثير من الخبرات العقلية المعرفية التي تزوده بحصيلة من المعلومات فيصبح قادراً على الربط بين العناصر على أساس العلة والمعلول وتحديد الاتجاهات والموقع والتمييز بين المتشابهات من الأشياء والحروف. إلا أن هناك بعض الأطفال يكون لديهم اختلال في التوازن النمائي وهؤلاء من المحتمل أن يتعرضوا للإصابة بالإعاقة، أو قد تكون لديهم الإعاقة غير واضحة أو معلومة المظاهر، وهؤلاء من الممكن أن نطلق عليهم أطفال في خطر At-Risk.والتعرف المبكر على الأطفال المعرضين للخطر تعد مهمة معقدة، فالاختلاف في النمو والنضج شيء طبيعي بالنسبة لأطفال سن ما قبل المدرسة، ونظراً لأن المؤشرات المبكرة لحاجة الطفل الخاصة غالباً ما تكون غير واضحة، نجد أن مشكلة التعرف المبكر هي مشكلة في غاية الصعوبة، ويجب أن يتبنى قضية التعرف المبكر على الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة فريق تقييم متعدد التخصصات، وعلى أفراد الفريق القيام بما يلي : إجراء تقويم تربوي شامل
.الحصول على التاريخ النمائي للطفل من الوالدين أو أولياء الأمور
.الحصول على النتائج من الفحوص المتضمنة للنواحي السمعية والبصرية والحركية والعصبية
.الاتساق في انخفاض نتائج الطفل في اختبارات القدرات العقلية من جهة ومقياس السلوك التكيفي من جهة أخرى بدرجة دالة
.تقرير فيما إذا كان الأداء التربوي والنمو الطبيعي متأثراً بشكل عكسي
.مراجعة التعريفات والإجراءات القانونية التي تخص التقويم التربوي لذوي الاحتياجات الخاصة، والتحقق من مدى تطبيق الإجراءات المطلوبة في تقييمهم
.مراجعة جميع المعلومات التي تستخدم لمعرفة فيما إذا كان الطفل معوقاً أم لا
.جوانب التعرف المبكر
:حدد القانون الدولي
457 ـ 99 ثلاث مجموعات من الأطفال من الميلاد حتى سن الثالثة الذين من المحتمل أن يكونوا مؤهلين لتلقي خدمات التدخل المبكر، وهم : الذين لديهم تأخر نمائي، الذي لديهم تأخر جسمي أو عقلي، والذين هم في خطر طبي أو بيئي.وقد اهتمت اللجنة المشتركة لصعوبات التعلم بمناقشة الوضع الحالي للطفولة المبكرة، وذلك في القانون العام
102 ـ 119 لسنة 1986، من أجل وضع تعريف لتحديد الأطفال المعرضين للخطر في مرحلة ما قبل المدرسة، وقد وافق على هذا التعريف الكونجرس الأمريكي في عام 1991، من أجل تدعيم خدمات الأطفال الصغار ذوي الإعاقة. ويتضمن القانون وصفاً لأنماط القصور أو التأخر لدى أطفال ما قبل المدرسة، والتي يمكن اعتبارها مؤشرات مبكرة على الصعوبات أو الإعاقات، وذلك في الجوانب التالية :الأداء الوظيفي الحسي
:ويشتمل على
: الأنشطة السمعية، البصرية واللمسية.الأداء الحركي
:ويشتمل على
: القدرات الحركية الكبيرة والدقيقة.القدرات المعرفية
: وتشتمل على
: التنظيم الادراكي، وتشكيل المفهوم وحل المشكلات.التواصل
:ويشتمل على
: إدراك اللغة، والفهم اللغوي واستخدام اللغة.السلوك
:ويشتمل على
: المزاج (الحساسية البالغة)، الانتباه، ضبط الذات وأنماط التفاعل الاجتماعي.وقد أوضحت اللجنة الوطنية المشتركة أن برامج التعرف الناجحة يجب أن تكون حساسة للعديد من العوامل البيولوجية التي تؤثر على نمو الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، وقد قام كوكهانك ولابسييت وكاباكوف
Kochanek & Lipsilt & Kabacoff، بتحليل معلومات عن الطفل (من سن الولادة إلى السابعة) وأسرة الطفل من أجل التوصل إلى مؤشرات للإعاقة في سن النضج. وقد وجدوا أن الخصائص المتعلقة بالوالدين (مثل تعليم الأم) هي مؤشر أفضل من سلوك الطفل نفسه منذ الولادة وحتى سن 3 سنوات، بينما تكون مهارات الطفل للمرحلة العمرية من سن 4 إلى 7 سنوات هي مؤشر أفضل من العوامل الأسرية. كما ناقش الباحثون عوامل الخطر (التي تهدد أو تعوق النمو الطبيعي للطفل) وعوامل الحماية (التي تزيد من احتمالية نتائج النمو الإيجابية بالرغم من التعرض للخطر)، التي قد تساهم في النمو المعرفي والشخصي والاجتماعي للطفل المهدد أو المعرض للخطر، وتتضمن مؤشرات الخطر والحماية المستوى الاقتصادي، ومعلومات عن الطفل، ومعلومات عن الأسرة، وهي عوامل لها تأثير كبير على مشكلات الطفل التعليمية والاجتماعية والعاطفية والسلوكية.الأداء الوظيفي الحسي
:في مرحلة ما قبل المدرسة يكون الطفل قادراً على إدراك الأشياء في علاقتها المكانية، ويتعلم أسماء الاتجاهات
(اليمين، اليسار، أعلى وأسفل)، كما يلاحظ على طفل السادسة من العمر عند عرض صورة عليه فإنه يعطي وصفاً لما يحدث في الصورة مستخدما لغة أفضل تحتوي على الأسماء والأفعال.كما يدرك الطفل التساوي والتناظر في التجمعات المختلفة، كما يستطيع العد على أصابعه وأصابع الآخرين، كما يكون الطفل قادراً على إدراك الزمن، فيكون قادراً على إدراك المدلول الزمني للماضي فهو يدرك اليوم ثم الغد ثم الأمس، كما يدرك تسلسل الأحداث، ويعرف الأيام وعلاقتها بالأسبوع
.بمعنى أن الطفل العادي في مرحلة ما قبل المدرسة يستطيع أن يوظف أنظمته السمعية والبصرية واللمسية، بما يتلائم مع إمكاناته وقدراته، ذلك بالنسبة للنمو الطبيعي أو الطفل العادي في النمو، أما إذا حدث اختلال في النمو فإن الطفل يكون غير قادر على أداء تلك المهارات، وفي هذه الحالة فإنه من المحتمل أن يتعرض للخطر أو للإعاقة إذا لم تكتشف مظاهر الخطر ومواجهتها
.الأداء الحركي
:يكون الطفل العادي في مرحلة ما قبل المدرسة قادراً على أن يصعد وينزل السلالم، يقف على رجل واحدة، يقلد رسم دائرة، يركب الدراجة ذات الثلاث عجلات، بالإضافة إلى تقليد الرسم، وإتباع ممرات الطرق المرسومة، يزرر الزراير، ويطوي ورقة مربعة إلى مثلثة، ورسم دائرة، ورسم علامة، والتسلق بسهولة والجري بنشاط والقفز أثناء الجري
. وعندما يختل أو يهتز أداء الطفل لتلك المهارات فإن هذا يعتبر مؤشراً لتعرضه للخطر.القدرات المعرفية
:يلاحظ على الطفل العادي في مرحلة ما قبل المدرسة القدرة على تكوين المفاهيم، مثل مفهوم الزمن، المكان، العدد، الأشكال الهندسية، كما تتكون لديه مفاهيم تتضمن المأكولات والمشروبات والملبوسات والشخصيات وما شابه ذلك، كما يطرد نمو ذكاء الطفل ويكون قادراً على إدراك العلاقات، ويستطيع التعميم ولكن في حدود ضيقة
. كما تزداد قدرة الطفل على الفهم وخاصة بالنسبة للمعلومات البسيطة، وتزداد قدرته على التعلم من خلال الخبرة السابقة والتعلم بالمحاولة والخطأ، ويكون لديه قدرة ثم تذكر العبارات البسيطة، ويكون تفكير الطفل في هذه المرحلة ذاتياً ويدور حول نفسه.التواصل
:تعتبر مرحلة ما قبل المدرسة هي أسرع مرحلة نمو لغوي تحصيلاً وتعبيراً وفهماً، وفي هذه المرحلة يتجه التعبير اللغوي نحو الوضوح والدقة والفهم
. ويتحسن النطق ويختفي الكلام الناقص أو الإبدال أو التهتهة أو ما شابه ذلك من أمراض وعيوب الكلام. ويستطيع الطفل في هذه المرحلة الإفصاح عن حاجاته وخبراته، فيكون قادراً على نطق جمل كاملة، كما يعرف معاني الأرقام، وتصل مفردات الكلام لديه إلى ما يقارب 2500 مفردة في سن السادسة. أما عندما يكون لدى الطفل قصور في أداء بعض المهارات السابقة، فإن ذلك يعتبر مؤشراً أنه في خطر، ويحتاج إلى التدخل العلاجي.السلوك
:يستطيع طفل مرحلة ما قبل المدرسة الاعتماد على نفسه في أداء بعض مهارات العناية بالذات، كغسل الوجه بدون مساعد، والذهاب إلى دورة المياه، وضبط الإخراج، ويمكنه الاعتناء بنفسه في الخارج، ويلاحظ عليه حب اللعب مع الآخرين وتكوين الصداقات، وتزداد دافعية الطفل للإنجاز نتيجة لتشجيع الأبوين، وتلعب شخصية الأبوين دوراً بارزاً في نمو شخصية الطفل وتكوين علاقاته الاجتماعية
.وقد أشارت بحوث بياجيه وجيزل إلى أهمية السنوات الأولى في حياة الطفل، حيث أن فترة ما قبل المدرسة هي أهم فترة من الناحية البيولوجية لنمو الفرد، وذلك لأن هذه الفترة تؤثر على النمو التالي وهي الأساس
. ويؤكد بلوم على أهمية البيئة الأولى والخبرة الأولى في حياة الطفل حيث أن التغيرات فيها تكون في غاية الأهمية وتمثل أهمية كبرى بسبب الطبيعة التتابعية للنمو الإنساني.ولأجل الحد من مشاكل الإعاقة وتعرض الأطفال للخطر لا بد من الكشف المبكر من خلال استخدام مجموعة من الأدوات و المقاييس ذات الثقة، ومن خلال الاستفادة من خدمات فريق التقييم متعدد التخصصات، بالإضافة إلى آراء الآباء أو أولياء الأمور، ويجب أن نركز في عملية التعرف المبكر على الجوانب الأساسية في النمو المتمثلة في النمو المعرفي
?
/ الجسمي/ اللغوي/ الانفعالي والاجتماعي، حتى يكون الحكم والتقييم شاملاً لجميع جوانب النمو، وكلما كان الكشف مبكراً وبصورة صحيحة للاحتياجات الخاصة للأطفال كلما كان التغلب على مشكلاتهم وعلاجها أفضل وأيسر.د
2
أستاذ التربية الخاصة،
?
?
?
?
?
?
?
?
?
جـوانب الـكشف المـبكر لذوي الاحـتياجـات الخـاصة
فـي مرحـلة مـا قـبل المـدرسـة
دكتور /أحمد ندا
جـوانب الـكشف المـبكر لذوي الاحـتياجـات الخـاصة
اعداد الاستاذ الدكتور