قالوا عن الصيام
ابن قيّمِ الجَوزية: من علماء القرن الثامن الهجري ، ولد في دمشق ودرس على يد ابن تيمية وتأثر به ، له مؤلفات كثيرة أشهرها: كتاب زاد المعاد في هدي خير العباد.
يقول ابن قيّمِ الجَوزية في كتابه " مفتاح دار السعادة " متحدثاً عن حكمة الله في للصيام:
وأما الصومُ فناهيك به عن عبادةٍ تكفُّ النفسَ عن شَهواتِها ، وتخرجُها عن شبهِ البهائمِ إلى شبهِ الملائكةِ المقربين ، فإن النفسَ إذا خُلّيت ودواعي شهواتِها التحقتْ بعالمِ البهائمِ ، فإذا كُفّتْ شهواتُها لله ضُيّقت مجاري الشيطان ، وصارتْ قريبةً من اللهِ بتركِ عاداتِها وشهواتِها محبةً له وإيثاراً لمرضاتِه ، وتقرباً إليه ، فيدعُ الصائمُ أحبّ الأشياءِ إليهِ ، وأعظمَها لُصوقاً بنفسِه من الطعامِ والشرابِ والجماعِ من أجلِ ربّهِ، فهو عبادة ، ولا تتصور حقيقتُها إلا بتركِ الشهوةِ لله.
.........
الحسنُ البصريِّ: من كبار التابعين ، ولد في المدينة عام واحد وعشرين من الهجرة، ورضعَ من أمّ المؤمنين: أمّ سلمةَ رضي الله عنها ، دعا له عمر بن الخطاب فقال "اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس" ، حفظ القرآن في العاشرة من عمره ، ثم انتقل إلى البصرة وفيها تلقى العلم وأصبح أشهرَ علماءِ عصرِه ومن كبارِ الوعاظِ والمحدثينَ على مرّ الزمان.
يقول الحسنُ البصريِّ رحمهُ اللهُ واعظاً ومذكراً بعظمةِ شهرِ رمضانَ:
إنّ اللهً جعلَ رمضانَ مضماراً لخلقِه ؛ يتسابقونَ فيهِ بطاعتِه ، فسبقَ قومٌ ففازُوا ، وتخلفَ آخرونَ فخابُوا ، فالعجبُ من اللاعبِ الضاحكِ في اليومِ الذي يفوزُ فيهِ المحسنونَ و يخسرُ المبطلونَ.
......
الإمام البنا: هو حسن أحمد عبد الرحمن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين والمرشد الأول للجماعة ، ولد في المحمودية بمصر عام 1906م لأسرة بسيطة ، وعاش حياة حافلة بالكثير من الأحداث التي أثرت في الأمة الإسلامية حتى يومنا هذا ، واغتيل في الثاني عشر من فبراير 1949م.
يقول الإمام البنا رحمه الله عن شهر رمضان:
ها هو ذا السحاب ينقشع ، والغيم ينجاب ويتكشف ، والسماء تبتسم عن غرة الهلال ، إنه هلال رمضان ، مرحباً بك يا شهر الخير ، مرحباً بك يا شهر الإنسانية الكاملة ، مرحباً بك يا شهر الروحانية الفاضلة ، مرحباً بك يا شهر الحرية الصحيحة ، مرحباً بك يا شهر رمضان.
أقبل وأقم طويلاً في هذه الأمة الطيبة المسكينة ، وألق عليها درساً من هذه الدروس البليغة ، ولا تفارقها حتي تزكي أرواحها ، وتصفي نفوسها ، وتصلح أخلاقها وتجدد حياتها.