الليبيون يتذكرون يونس بذكرى اغتياله
اعتصام لأنصار يونس يطالبون بكشف ملابسات مقتله (الجزيرة نت-أرشيف)
في ذكرى مرور عام على اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس يتذكر الليبيون كيف أن الرجل وضع اللبنات الأولى لجيش التحرير وانشق عن نظام معمر القذافي في الأيام الأولى للثورة رغم أنه كان من القياديين في نظامه لأكثر من أربعين عاما، واعتبر البعض أن مقتله نتيجة معلومات مغلوطة، وشكل ضربة لنواة قوية للجيش بعد الثورة. كان يونس يتولى وقت انشقاقه في 20 فبراير/شباط من العام الماضي ثلاث مناصب حساسة وزيرا للداخلية وقائدا للقوات الخاصة التي تصل قرابة أربعة الآف عسكري، ومسؤولا عن المنطقة الشرقية، أما يوم اغتياله فكان قائدا لقرابة 22 ألف ثائر.
وقد ساهم بقوة في دعم الثورة المسلحة التي انتهت بمقتل القذافي في 20 أكتوبر/تشرين الأول من العام المنصرم، وأسس نواة للجيش الوطني، وحدد بدقة خطط ضربات حلف شمال الأطلسي (ناتو) على كتائب القذافي في عدة مدن ليبية، واستطاع بحنكة تغيير قناعة الغرب لدعم الثوار المدنيين بالسلاح.
وقابل شخصيات من الثوار في بداية الثورة، واستمع لمطالبهم لكنهم طلبوا منه الانشقاق عن القذافي، وبعد عدة جلسات استجاب لصوت الشارع باهتمام، لكنه طلب منهم في إحدى الجلسات عدم سب القذافي وأبنائه.
وتعهد بتوفير الأمان لمجموعة ثائرة قابلته بعد يومين على اندلاع الاحتجاجات ببنغازي بمعسكر الصاعقة بوجود رئيس المخابرات عبد الله السنوسي ونجل القذافي الساعدي واللجان الثورية.
ويقول الثوار إنهم لاحظوا عليه رفضه الشديد لممارسات القذافي، وازداد غضبه من القذافي وحاشيته بعد قتل المتظاهرين على جسر جليانه يوم 17 فبراير/شباط بدم بارد.
شخصية مركزية
واعتبره السياسي جمعة القماطي شخصية محورية مركزية في الثورة الليبية، وانشقاقه إضافة نوعية لها، مؤكدا أنه أدرك مثل غيره أن القذافي قد تجاوز الخطوط الحمراء بقتل شعبه، ولذلك انحاز للشعب.
متظاهر يرفع صورة ليونس (الجزيرة نت-أرشيف) وقال القماطي للجزيرة نت إن يونس ضحية فكر متشدد ومعلومات خاطئة وشكوك بأنه كان على صلة بالقذافي إبان حرب التحرير، وغير صادق في الانحياز للثورة، وهي شكوك في غير محلها، وفق تعبيره.
ورافق أحد الثوارالبارزين، وهو مصطفى الساقزلي، اللواء يونس في رحلة فرنسا خلال أبريل/نيسان 2011 لمقابلة الرئيس الفرنسي وقتها نيكولا ساركوزي.
وتحدث الساقزلي في مقابلة مطولة مع الجزيرة نت عن ما سماه كاريزما يونس العسكرية التي أقنعت ساركوزي بتقديم دعم أكبر للثورة والثوار.
وقال إنه طلب دعما عسكريا ومروحيات لتفادي إصابة المدنيين في جبهة مصراتة، وتقوية جبهة جبل نفوسة من خلال إنزال السلاح من الجو، وقد وافق ساركوزي على الطلبين.
وأرجع الساقزلي هذا التطور لأهمية شخصية يونس ومسؤوليته العسكرية التي أضافت بعدا آخر للثورة، وتفنيد مزاعم القذافي بأن الثوار هم مجموعات من القاعدة والإسلاميين، مؤكدا أنه حرص خلال اللقاء مع ساركوزي لإيصال رسالة صريحة بأن السلاح لن يصل إلى أيد "متهورة".
صفعة
ووصف الساقزلي انشقاق بونس عن نظام القذافي في بداية الثورة بالصفعة للقذافي، مؤكدا أن يونس كشف له في إحدى الجلسات عن رسالة وصلته من شخص مقرب للقذافي اسمه عبد الرحمن الصيد نقل له استغراب العقيد الراحل من انضمامه للحركة الاحتجاجية ضده.
أما رئيس أركان السلاح الجوي صقر الجروشي فقال للجزيرة نت إن يونس احتوى الثورة والجيش معا، وهي قدرة تعكس حجم أهمية شخصيته القوية، معتبرا أن قتلته استهدفوا تأخير بناء الجيش والأمن الوطني.
بدوره وجه قائد التسليح الحربي في بنغازي العقيد محمد القربوللي برسالة إلى من تورطوا في اغتيال يونس، بأن فعلتهم كانت ضد نواة الجيش الليبي معتبرا اغتياله طعنة موجعة للجيش.
خالد المهير-طرابلس