جاءك الفرَج أيها المكروب28-07-2012 الشيخ بشير شارف / إمام مسجد الرّحمن ـ براقي
جاءك الفرَج أيها المكروب
28-07-2012 الشيخ بشير شارف / إمام مسجد الرّحمن ـ براقي / الخبر**
هي نافلة من نوافل العبادات الجليلة، بها تكفّر السيئات مهما عظمت، وبها تقضى الحاجات مهما تعثّـرت، وبها يُستجاب الدعاء ويزول المرض والداء، وترفع الدرجات في دار الجزاء، نافلة لا يلازمها إلاّ الصّالحون،
فهي دأبهم وشعارهم، وهي ملاذهم وشغلهم، تلك النافلة هي: قيام الليل.
كان رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يحثُّ أصحابه على القيام، ويُبيّن لهم فضله وثوابه في الدنيا والآخرة، تحريضًا لهم على نيل بركاته والظفر بحسناته. قال صلّى الله عليه وسلّم: ''عليكم بقيام اللّيل، فإنَّه تكفير للخطايا والذنوب، ودأب الصّالحين قبلكم، ومطردة للداء عن الجسد'' رواه الترمذي. فما هي ثمرات القيام، وما أسباب التوفيق إليه؟
من ثمرات قيام اللّيل دعوة تُستجاب، وذنب يُغفر، ومسألة تُقضى، وزيادة في الإيمان، والتلذّذ بالخشوع للرّحمن، وتحصيل للسّكينة ونيل الطمأنينة، واكتساب الحسنات ورفعة الدرجات، والظفر بالنضارة والحلاوة والمهابة، وطرد الأدواء من الجسد. فمَن منَّا مستغن عن مغفرة الله وفضله؟ ومن منَّا لا تضطره الحاجة؟ ومن منَّا يزهد في تلك الثمرات والفضائل الّتي ينالها القائم في ظلمات اللّيل لله؟ فعن عمرو بن عبسة، رضي الله عنه، أنَّه سمع رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''أقرب ما يكون الربّ من العبد في جوف اللّيل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممَّن يذكر الله في تلك اللّيلة فكن'' رواه الترمذي. وعن أبي أمامة الباهلي، رضي الله عنه، قال: قيل: يا رسول الله، أيُّ الدعاء أسمع؟ قال: ''جوف اللّيل الآخر، ودبر الصّلوات المكتوبات'' رواه الترمذي. وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنَّ رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''ينزل ربّنا تبارك وتعالى كلّ ليلة إلى السّماء الدنيا حين يبقى ثلث اللّيل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له'' رواه البخاري ومسلم. فيا ذات الحاجة، هاهو الله جلَّ وعلا ينزل إلى السّماء الدنيا كلّ ليلة.. يقترب منّا.. ويعرض علينا رحمته واستجابته.. وعطفه ومودته.. وينادينا نداء حنونًا مشفقًا.. فأين نحن من هذا العرض السخي. فقم أيّها المكروب في ثلث اللّيل الأخير.. وقُل: لبيك وسعديك.. أنا يا مولاي المكروب وفَرَجُك دوائي.. وأنا المهموم وكشفُك سَنائي.. وأنا الفقير وعطاؤك غَنائي.. وأنا الموجوع وشفاؤك رجائي.. قم وأحسن الوضوء.. ثم أقم ركعات خاشعة، أظهر فيها لله ذُلَك واستكانتك له.. وأطلعه على نية الخير والرجاء في قلبك.. ولا تبيت فيه سوء نيّة.. ثم تضرَّع وابتهل إلى ربّك، وشاكي إليه كَربك راجيًا منه الفرج.. وتيقَّن أنّك موعود بالاستجابة فلا تعجل.. فإنَّ الله قد وعدك إن دعوته أجابك، فقال سبحانه: {أَمَّن يُجِيبُ الُمضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}، ثمّ وعدك أنَّه أقرب إليكِ في الثلث الأخير، فتمَّ ذلك وعدان، والله جلَّ وعلا لا يخلف الميعاد.
فقم يا ذا الحاجة، ولا تستكبر عن السؤال.. فقد دعاك مولاك إلى التعبُّد له بالدعاء، فقال سبحانه: {وَاسْأَلُواْ اللهَ مِن فَضْلِهِ..}، وخير وقت تسأله فيه هو ثلث اللّيل الأخير. قم ولا تيأس مهما اشتدَّ اضطرارك.. فربَّكِ قدير لا يعجزه شيء، وإنَّما أمره إذا قضى شيئًا أن يقول له كن فيكون.. وتذكر أنَّ الله سبحانه من جميل رحمته قد حرَّم عليك سوء الظنّ به، كما حرَّم عليك اليأس من رحمته، فقال سبحانه: {إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}، فقم وأحسن الظنّ بربّك.. وتحنّن إليه بجميل أوصافه وسعة رحمته.. وجميل عفوه وعظيم عطفه ورأفته.. فحاجتك ستقضى وكربك سيزول، فلا تيأس واطلب في محاريب القيام الفرج.
28-07-2012 الشيخ بشير شارف / إمام مسجد الرّحمن ـ براقي / الخبر**
هي نافلة من نوافل العبادات الجليلة، بها تكفّر السيئات مهما عظمت، وبها تقضى الحاجات مهما تعثّـرت، وبها يُستجاب الدعاء ويزول المرض والداء، وترفع الدرجات في دار الجزاء، نافلة لا يلازمها إلاّ الصّالحون،
فهي دأبهم وشعارهم، وهي ملاذهم وشغلهم، تلك النافلة هي: قيام الليل.
كان رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يحثُّ أصحابه على القيام، ويُبيّن لهم فضله وثوابه في الدنيا والآخرة، تحريضًا لهم على نيل بركاته والظفر بحسناته. قال صلّى الله عليه وسلّم: ''عليكم بقيام اللّيل، فإنَّه تكفير للخطايا والذنوب، ودأب الصّالحين قبلكم، ومطردة للداء عن الجسد'' رواه الترمذي. فما هي ثمرات القيام، وما أسباب التوفيق إليه؟
من ثمرات قيام اللّيل دعوة تُستجاب، وذنب يُغفر، ومسألة تُقضى، وزيادة في الإيمان، والتلذّذ بالخشوع للرّحمن، وتحصيل للسّكينة ونيل الطمأنينة، واكتساب الحسنات ورفعة الدرجات، والظفر بالنضارة والحلاوة والمهابة، وطرد الأدواء من الجسد. فمَن منَّا مستغن عن مغفرة الله وفضله؟ ومن منَّا لا تضطره الحاجة؟ ومن منَّا يزهد في تلك الثمرات والفضائل الّتي ينالها القائم في ظلمات اللّيل لله؟ فعن عمرو بن عبسة، رضي الله عنه، أنَّه سمع رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''أقرب ما يكون الربّ من العبد في جوف اللّيل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممَّن يذكر الله في تلك اللّيلة فكن'' رواه الترمذي. وعن أبي أمامة الباهلي، رضي الله عنه، قال: قيل: يا رسول الله، أيُّ الدعاء أسمع؟ قال: ''جوف اللّيل الآخر، ودبر الصّلوات المكتوبات'' رواه الترمذي. وعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنَّ رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''ينزل ربّنا تبارك وتعالى كلّ ليلة إلى السّماء الدنيا حين يبقى ثلث اللّيل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له'' رواه البخاري ومسلم. فيا ذات الحاجة، هاهو الله جلَّ وعلا ينزل إلى السّماء الدنيا كلّ ليلة.. يقترب منّا.. ويعرض علينا رحمته واستجابته.. وعطفه ومودته.. وينادينا نداء حنونًا مشفقًا.. فأين نحن من هذا العرض السخي. فقم أيّها المكروب في ثلث اللّيل الأخير.. وقُل: لبيك وسعديك.. أنا يا مولاي المكروب وفَرَجُك دوائي.. وأنا المهموم وكشفُك سَنائي.. وأنا الفقير وعطاؤك غَنائي.. وأنا الموجوع وشفاؤك رجائي.. قم وأحسن الوضوء.. ثم أقم ركعات خاشعة، أظهر فيها لله ذُلَك واستكانتك له.. وأطلعه على نية الخير والرجاء في قلبك.. ولا تبيت فيه سوء نيّة.. ثم تضرَّع وابتهل إلى ربّك، وشاكي إليه كَربك راجيًا منه الفرج.. وتيقَّن أنّك موعود بالاستجابة فلا تعجل.. فإنَّ الله قد وعدك إن دعوته أجابك، فقال سبحانه: {أَمَّن يُجِيبُ الُمضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ}، ثمّ وعدك أنَّه أقرب إليكِ في الثلث الأخير، فتمَّ ذلك وعدان، والله جلَّ وعلا لا يخلف الميعاد.
فقم يا ذا الحاجة، ولا تستكبر عن السؤال.. فقد دعاك مولاك إلى التعبُّد له بالدعاء، فقال سبحانه: {وَاسْأَلُواْ اللهَ مِن فَضْلِهِ..}، وخير وقت تسأله فيه هو ثلث اللّيل الأخير. قم ولا تيأس مهما اشتدَّ اضطرارك.. فربَّكِ قدير لا يعجزه شيء، وإنَّما أمره إذا قضى شيئًا أن يقول له كن فيكون.. وتذكر أنَّ الله سبحانه من جميل رحمته قد حرَّم عليك سوء الظنّ به، كما حرَّم عليك اليأس من رحمته، فقال سبحانه: {إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}، فقم وأحسن الظنّ بربّك.. وتحنّن إليه بجميل أوصافه وسعة رحمته.. وجميل عفوه وعظيم عطفه ورأفته.. فحاجتك ستقضى وكربك سيزول، فلا تيأس واطلب في محاريب القيام الفرج.