فن التعامل مع المشكلات الزوجية
العيب الذي هو الخطأ المتكرر، حينما يكون مع سبق الإصرار والترصد من أحد الزوجين فكرًا أو تخطيطًا أو إبداعًا أو تنفيذًا، هو ما نطلق عليه (مشكلة زوجية)، وبدءًا لا توجد مشكلة وإلا لها حل، والحل هنا يحتاج منا إلى جهد مضاعف, كنا في غنى عنه؛ حيث يستهلك وقتًا وانفعالاً وتكلفة أكبر.
مشكلة أم تحدٍّ؟
إنني أتفق تمامًا, مع الرأي الذي يطلق على (المشكلة) كلمة: (التحدي)، فالمشكلة فيها انكسار وهزيمة ومصيبة وأزمة وكارثة، وغالبًا ما تصاحبها أحاسيس واهنة, ومشاعر حائرة، وعواطف فاترة، أما (التحدي)، فالظاهر حتى من نطق حروفه أنه يحوي المواجهة والمدافعة والقوة والعزيمة والإرادة والثقة الكاملة في الانتصار.
فهل يتفق معي الزوجان على أن نطلق كلمة (التحديات)، خاصة على مشاكلنا الزوجية التي هي من صنع أيدينا، وكسب أنفسنا؟!.. ولذلك بيدنا حلها أو إزالتها، أو حلها بنسبة أو التعايش معها, وهذا ما سنحاول معًا التعرف عليه, من أولى خطواته, وبداية تحدياته؛ فهل لمواجهة هذه التحديات فنون؟!.
من فنون التحدي
- فن المواجهة:
أي تجاهل أو إهمال أو لا مبالاة أو تعامل سلبي مع المشكلة، يجعلها تتفاقم ويصعب حلها، وتلحق بغيرها من المشكلات، مما يكوّن (ران البيوت)، فالأصل في الران الذي يتكون على القلوب لتراكم الذنوب والخطايا وتفاقم المعاصي، وهذا الران هو كثافة سوداء تسيطر على القلب، فترد نور الله أن يصل إليه، ونور الله لا يتوقف ولكن تخطئه القلوب السوداء.
كذلك البيوت: (ران البيوت)، كثافة سوداء ترد أي سعادة، وتعكس أية بهجة، وتضعف أي مودة، وتقلل أي رحمة، فيخبو الحب، وتنهار اللحظات الجميلة.
فالزوجة التي تعاني من تجاهل زوجها، ولا مبالاته عند المشكلة؛ بحيث لا يصالحها أو يكلمها، فتبادر هي بالمصالحة، ولعله يرد عليها حين تصالحه ردًّا أليمًا, مع أنه قد يكون مخطئًا!!.
والزوج الذي يعاني بأنه هو الذي يعود ويصالح؛ بحيث لا يجد من زوجته إلا الإهمال والتمادي في عدم التقدير، على أمل منها أنه يعود في كل مرة، مع أنها هي المخطئة!!.
هذان المشهدان متكرران كثيرًا، وسبب ذلك يكمن في أن الزوجين لم يتدربا على (فن المواجهة)، وهو الأمر الذي يجعل الحل ممكنًا والتحدي ناجحًا، فالمبادرة بالصلح من الزوجين, مع احتمال الخطأ من الآخر، هو أول خطوة في المواجهة؛ حفاظًا على الحياة الزوجية، واستمرارًا لأيام جميلة قد نحرم أنفسنا منها أزمانًا.
وما صور الإهمال واللا مبالاة والتجاهل إلا هروب من مواجهة المشكلة أو مواجهة الطرف الآخر، من وهم ما يلاقيه إما من معاناة العودة، فيؤثر الابتعاد لخوفه من ردة الفعل عن خطئه، أو يؤثر الصمت لضعف في شخصيته أو تكبرًا وغرورًا في شخصيته!!.
فهل من خطوات عملية في ممارسة فنون المواجهة؟
- الخطوة الأولى: اختيار الوقت المناسب
الذي يكون فيه أحد الزوجين سعيدًا حتى لا تكون ردة فعله سلبية، وهذا التوهم تبدده الأوقات المناسبة والسعيدة، فهو يعطي قوة نفسية للمبادرة من الزوجين نحو المصالحة وفقط، وأما أنه وهم؛ لأنه في علم الغيب، فما يدريني بأن ردة الفعل ستكون سيئة؟.
حتى وإن كان الأمر يتكرر، فأقدار الله لا يعلمها إلا هو.
حتى ولو كان رد الفعل سيئًا، فلماذا لا تكون العين على الهدف؟.
فالتركيز على الهدف, الذي هو المصالحة، يتطلب من كل من الزوجين أن ينتظر ويتحين الفرص ويتدرج في الوصول إلى الهدف، وهذا ما يطلق عليه (سير العقلاء).
- الخطوة الثانية: استثمار نقاط الضعف
في كل منا نقطة ضعف، على الطرف الآخر اكتشافها، ومعرفتها، واستثمارها نحو حل المشكلة، وليس لتعقيد المشكلة وصناعة النكد، والذين امتلكوا هذه المهارة يقولون: "(استثمر) (استثمري) نقطة الضعف حتى (تجعلها) (تجعليه), (يبادرك) (تبادرك) بالصلح"؛ فقد يكون الضعف أمام الكلام العاطفي، أو الأمور الجنسية، أو النواحي المالية، فالمهم هو دراسة هذه النقاط، وهي تختلف في البشر رجالاً ونساءً، ويمكن العودة إلى كتابنا (الزوج رجل والزوجة امرأة)، ففيه تفصيل عن هذا الجانب، والأهم هو كيف يحول أحد الزوجين نقطة ضعف الآخر لصالح التصالح وحل المشكلة.
- الخطوة الثالثة: التفاؤل في تقديم المبتكر من الوسائل
التفاؤل وليس عدم اليأس، فالوسائل لا تنفد، وفي كل يوم جديد من إبداعات الوسائل وابتكارات الرسائل بين الزوجين، وهي في مجملها أمور محسوسة, تدغدغ المشاعر والوجدان, مثل: رسالة مكتوبة, أو باقة ورد, أو همسة حالمة، أو لعبة زوجية، أو بمعنى آخر أن يقدم كل من الزوجين بين يدي المواجهة دليلاً محسوسًا، بدلاً من الاكتفاء بالكلام، فبعض الأزواج تزيدهم المواجهة عنادًا وليس قبولاً, وبعض الزوجات تزيدهم المواجهة تمردًا وليس موافقة، وبهذا الأسلوب نضمن عمليًّا كسب القلب وليس كسب الموقف أو الجولة.
- الخطوة الرابعة: الاستعانة والمساعدة
* الاستعانة بمعنى طلب العون، وأول الاستعانة أن تكون بالله تعالى, من قلب صافٍ ونفس شفافة، في دعاء صادق وابتهال رطيب وذكر رقراق؛ بأن يصلح الله بين الزوجين، وهذه خطوة مجربة، ولكنها لا تحقق نتائجها إلا بعد استيفاء الخطوات الثلاثة السابقة، فهذه هي سنة الله في كونه.
* ثم الاستعانة بالأبناء العقلاء، في توفيق العلاقة وتحسين المصالحة، بطرق غير مباشرة، كالحديث عن المحاسن والأخلاق الكريمة أو الحيل الزوجية الرامية لتحقيق التصالح, في إنهاء المشكلة وحلها, أو حتى التعايش معها.
* ونعني بالمساعدة، مساعدة أحد الزوجين للآخر، في التصالح، سواء بالتمهيد له, أو أداء الحقوق، أو حسن الحوار، أو التشجيع والدافعية؛ للخروج من مأزق الصمت, أو الخوف أو الانغلاق, أو الهروب من المواجهة، ومن فنون ما توصل إليه الباحثون في ذلك:
- عدم محاولة إقناع أحد الزوجين لنفسه بعدم وجود مشكلة، وبذلك يكون أكثر قابلية للمواجهة في شجاعة وإقدام.
- عدم المبالغة في استعصاء أي حل للمشكلة؛ حيث يُقال: لا أمل، أو عدم إعطاء المشكلة حق قدرها من الاهتمام؛ حيث الاقتناع بعدم وجود مشكلة.
- الوضوح التام مع النفس، والتعامل معها بكل صراحة, ففقدان الوضوح يؤدي إلى تصاعد المشكلات، وتدمير العلاقات، وإنهاء الصلات.
- الشعور بخطر المشكلة يتبعه تصرف إيجابي، والخطر قد يكون خطرًا داهمًا وقريبًا، أو خطرًا ينمو بشكل تدريجي، أو خطرًا مستقبلاً بعيدًا، المهم أولاً الشعور بالخطر، وثانيًا تحديد الخطر، لإحسان التعامل معه بحجمه وواقعه الطبيعي.
- الابتعاد عن اختلاق الأعذار، فالرجال يختلقونها لإثبات عدم تغيرهم، والنساء يستخدمنها محافظة على الاستقرار والأمان، ولكن سُرعان ما تنكشف الحقائق وتنهار الأعذار الكاذبة.
- الابتعاد عن حل المشكلة داخليًّا، بمعنى تخيل أنها في نفس كل طرف من الزوجين، وبيده حلها، فيميلان إلى الصمت والانعزالية؛ مما تهدد حياتهما بانفجار المشكلات جملة واحدة, وبشكل مفاجئ لم يكن في حسبان أي منهما.
- التحرر من (همسات الخوف)، بمعنى أن يقنع أحد الزوجين نفسه بأنه مخطئ، أو أن عليه الطاعة، أو الشعور بالتقصير، دون أن يحقق ذلك عمليًّا، بل إنه يتصور أن سلوكه قد تغير لهذه الهمسات, فإذا به يُفاجأ بأن المشكلة التي توهم أنها اختفت ازدادت من حيث لا يشعر.
- لن تكون المساعدة موفقة للآخر، إلا إذا امتلكه الشعور بجلال وعظمة الآخر، وأنه يستحق الحب والخدمة والتقدير، بلا صلف أو علو أو غرور، ومن ثم واجب كل من الزوجين, أن يطرد أية لحظة مزعجة, ويتذوق أية لحظة جميلة، ويوسع مجال مساعداته للبيت أو الأبناء أو الإسراع في فعل كل ما يسعد مشاعر الآخر.
فن الأربعين يومًا
بعد المواجهة يأتي التنفيذ، وبعد فن المواجهة تأتي فنون التعامل مع المشكلة, وهي تحديات غالبًا ما ينجح فيها الأزواج والزوجات, الصادقون والصادقات، والمحبون والمحبات، ونقترح أن تكون أربعين يومًا، ولذلك أطلقنا عليها (فن الأربعين يومًا)، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "من صلى لله أربعين يومًا في جماعة يدرك التكبيرة الأولى، كُتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق" (الترمذي وحسنه الألباني), فإذا كان الالتزام لمدة أربعين يومًا كفيلاً بإنهاء النفاق في القلوب، أليس يكون جديرًا بحل المشكلة في حياتنا الزوجية؟!, فهل أنت على استعداد لحل مشكلتك الزوجية في أربعين يومًا؟.
مشكلة أم تحدٍّ؟
إنني أتفق تمامًا, مع الرأي الذي يطلق على (المشكلة) كلمة: (التحدي)، فالمشكلة فيها انكسار وهزيمة ومصيبة وأزمة وكارثة، وغالبًا ما تصاحبها أحاسيس واهنة, ومشاعر حائرة، وعواطف فاترة، أما (التحدي)، فالظاهر حتى من نطق حروفه أنه يحوي المواجهة والمدافعة والقوة والعزيمة والإرادة والثقة الكاملة في الانتصار.
فهل يتفق معي الزوجان على أن نطلق كلمة (التحديات)، خاصة على مشاكلنا الزوجية التي هي من صنع أيدينا، وكسب أنفسنا؟!.. ولذلك بيدنا حلها أو إزالتها، أو حلها بنسبة أو التعايش معها, وهذا ما سنحاول معًا التعرف عليه, من أولى خطواته, وبداية تحدياته؛ فهل لمواجهة هذه التحديات فنون؟!.
من فنون التحدي
- فن المواجهة:
أي تجاهل أو إهمال أو لا مبالاة أو تعامل سلبي مع المشكلة، يجعلها تتفاقم ويصعب حلها، وتلحق بغيرها من المشكلات، مما يكوّن (ران البيوت)، فالأصل في الران الذي يتكون على القلوب لتراكم الذنوب والخطايا وتفاقم المعاصي، وهذا الران هو كثافة سوداء تسيطر على القلب، فترد نور الله أن يصل إليه، ونور الله لا يتوقف ولكن تخطئه القلوب السوداء.
كذلك البيوت: (ران البيوت)، كثافة سوداء ترد أي سعادة، وتعكس أية بهجة، وتضعف أي مودة، وتقلل أي رحمة، فيخبو الحب، وتنهار اللحظات الجميلة.
فالزوجة التي تعاني من تجاهل زوجها، ولا مبالاته عند المشكلة؛ بحيث لا يصالحها أو يكلمها، فتبادر هي بالمصالحة، ولعله يرد عليها حين تصالحه ردًّا أليمًا, مع أنه قد يكون مخطئًا!!.
والزوج الذي يعاني بأنه هو الذي يعود ويصالح؛ بحيث لا يجد من زوجته إلا الإهمال والتمادي في عدم التقدير، على أمل منها أنه يعود في كل مرة، مع أنها هي المخطئة!!.
هذان المشهدان متكرران كثيرًا، وسبب ذلك يكمن في أن الزوجين لم يتدربا على (فن المواجهة)، وهو الأمر الذي يجعل الحل ممكنًا والتحدي ناجحًا، فالمبادرة بالصلح من الزوجين, مع احتمال الخطأ من الآخر، هو أول خطوة في المواجهة؛ حفاظًا على الحياة الزوجية، واستمرارًا لأيام جميلة قد نحرم أنفسنا منها أزمانًا.
وما صور الإهمال واللا مبالاة والتجاهل إلا هروب من مواجهة المشكلة أو مواجهة الطرف الآخر، من وهم ما يلاقيه إما من معاناة العودة، فيؤثر الابتعاد لخوفه من ردة الفعل عن خطئه، أو يؤثر الصمت لضعف في شخصيته أو تكبرًا وغرورًا في شخصيته!!.
فهل من خطوات عملية في ممارسة فنون المواجهة؟
- الخطوة الأولى: اختيار الوقت المناسب
الذي يكون فيه أحد الزوجين سعيدًا حتى لا تكون ردة فعله سلبية، وهذا التوهم تبدده الأوقات المناسبة والسعيدة، فهو يعطي قوة نفسية للمبادرة من الزوجين نحو المصالحة وفقط، وأما أنه وهم؛ لأنه في علم الغيب، فما يدريني بأن ردة الفعل ستكون سيئة؟.
حتى وإن كان الأمر يتكرر، فأقدار الله لا يعلمها إلا هو.
حتى ولو كان رد الفعل سيئًا، فلماذا لا تكون العين على الهدف؟.
فالتركيز على الهدف, الذي هو المصالحة، يتطلب من كل من الزوجين أن ينتظر ويتحين الفرص ويتدرج في الوصول إلى الهدف، وهذا ما يطلق عليه (سير العقلاء).
- الخطوة الثانية: استثمار نقاط الضعف
في كل منا نقطة ضعف، على الطرف الآخر اكتشافها، ومعرفتها، واستثمارها نحو حل المشكلة، وليس لتعقيد المشكلة وصناعة النكد، والذين امتلكوا هذه المهارة يقولون: "(استثمر) (استثمري) نقطة الضعف حتى (تجعلها) (تجعليه), (يبادرك) (تبادرك) بالصلح"؛ فقد يكون الضعف أمام الكلام العاطفي، أو الأمور الجنسية، أو النواحي المالية، فالمهم هو دراسة هذه النقاط، وهي تختلف في البشر رجالاً ونساءً، ويمكن العودة إلى كتابنا (الزوج رجل والزوجة امرأة)، ففيه تفصيل عن هذا الجانب، والأهم هو كيف يحول أحد الزوجين نقطة ضعف الآخر لصالح التصالح وحل المشكلة.
- الخطوة الثالثة: التفاؤل في تقديم المبتكر من الوسائل
التفاؤل وليس عدم اليأس، فالوسائل لا تنفد، وفي كل يوم جديد من إبداعات الوسائل وابتكارات الرسائل بين الزوجين، وهي في مجملها أمور محسوسة, تدغدغ المشاعر والوجدان, مثل: رسالة مكتوبة, أو باقة ورد, أو همسة حالمة، أو لعبة زوجية، أو بمعنى آخر أن يقدم كل من الزوجين بين يدي المواجهة دليلاً محسوسًا، بدلاً من الاكتفاء بالكلام، فبعض الأزواج تزيدهم المواجهة عنادًا وليس قبولاً, وبعض الزوجات تزيدهم المواجهة تمردًا وليس موافقة، وبهذا الأسلوب نضمن عمليًّا كسب القلب وليس كسب الموقف أو الجولة.
- الخطوة الرابعة: الاستعانة والمساعدة
* الاستعانة بمعنى طلب العون، وأول الاستعانة أن تكون بالله تعالى, من قلب صافٍ ونفس شفافة، في دعاء صادق وابتهال رطيب وذكر رقراق؛ بأن يصلح الله بين الزوجين، وهذه خطوة مجربة، ولكنها لا تحقق نتائجها إلا بعد استيفاء الخطوات الثلاثة السابقة، فهذه هي سنة الله في كونه.
* ثم الاستعانة بالأبناء العقلاء، في توفيق العلاقة وتحسين المصالحة، بطرق غير مباشرة، كالحديث عن المحاسن والأخلاق الكريمة أو الحيل الزوجية الرامية لتحقيق التصالح, في إنهاء المشكلة وحلها, أو حتى التعايش معها.
* ونعني بالمساعدة، مساعدة أحد الزوجين للآخر، في التصالح، سواء بالتمهيد له, أو أداء الحقوق، أو حسن الحوار، أو التشجيع والدافعية؛ للخروج من مأزق الصمت, أو الخوف أو الانغلاق, أو الهروب من المواجهة، ومن فنون ما توصل إليه الباحثون في ذلك:
- عدم محاولة إقناع أحد الزوجين لنفسه بعدم وجود مشكلة، وبذلك يكون أكثر قابلية للمواجهة في شجاعة وإقدام.
- عدم المبالغة في استعصاء أي حل للمشكلة؛ حيث يُقال: لا أمل، أو عدم إعطاء المشكلة حق قدرها من الاهتمام؛ حيث الاقتناع بعدم وجود مشكلة.
- الوضوح التام مع النفس، والتعامل معها بكل صراحة, ففقدان الوضوح يؤدي إلى تصاعد المشكلات، وتدمير العلاقات، وإنهاء الصلات.
- الشعور بخطر المشكلة يتبعه تصرف إيجابي، والخطر قد يكون خطرًا داهمًا وقريبًا، أو خطرًا ينمو بشكل تدريجي، أو خطرًا مستقبلاً بعيدًا، المهم أولاً الشعور بالخطر، وثانيًا تحديد الخطر، لإحسان التعامل معه بحجمه وواقعه الطبيعي.
- الابتعاد عن اختلاق الأعذار، فالرجال يختلقونها لإثبات عدم تغيرهم، والنساء يستخدمنها محافظة على الاستقرار والأمان، ولكن سُرعان ما تنكشف الحقائق وتنهار الأعذار الكاذبة.
- الابتعاد عن حل المشكلة داخليًّا، بمعنى تخيل أنها في نفس كل طرف من الزوجين، وبيده حلها، فيميلان إلى الصمت والانعزالية؛ مما تهدد حياتهما بانفجار المشكلات جملة واحدة, وبشكل مفاجئ لم يكن في حسبان أي منهما.
- التحرر من (همسات الخوف)، بمعنى أن يقنع أحد الزوجين نفسه بأنه مخطئ، أو أن عليه الطاعة، أو الشعور بالتقصير، دون أن يحقق ذلك عمليًّا، بل إنه يتصور أن سلوكه قد تغير لهذه الهمسات, فإذا به يُفاجأ بأن المشكلة التي توهم أنها اختفت ازدادت من حيث لا يشعر.
- لن تكون المساعدة موفقة للآخر، إلا إذا امتلكه الشعور بجلال وعظمة الآخر، وأنه يستحق الحب والخدمة والتقدير، بلا صلف أو علو أو غرور، ومن ثم واجب كل من الزوجين, أن يطرد أية لحظة مزعجة, ويتذوق أية لحظة جميلة، ويوسع مجال مساعداته للبيت أو الأبناء أو الإسراع في فعل كل ما يسعد مشاعر الآخر.
فن الأربعين يومًا
بعد المواجهة يأتي التنفيذ، وبعد فن المواجهة تأتي فنون التعامل مع المشكلة, وهي تحديات غالبًا ما ينجح فيها الأزواج والزوجات, الصادقون والصادقات، والمحبون والمحبات، ونقترح أن تكون أربعين يومًا، ولذلك أطلقنا عليها (فن الأربعين يومًا)، اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "من صلى لله أربعين يومًا في جماعة يدرك التكبيرة الأولى، كُتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق" (الترمذي وحسنه الألباني), فإذا كان الالتزام لمدة أربعين يومًا كفيلاً بإنهاء النفاق في القلوب، أليس يكون جديرًا بحل المشكلة في حياتنا الزوجية؟!, فهل أنت على استعداد لحل مشكلتك الزوجية في أربعين يومًا؟.