دبلوماسي موريتاني يحرق نفسه احتجاجاً على قرار وزير البعض يقول إن سبب انتحاره راجع لمعاناته من أزمة نفسية حادة بعد وفاة شقيقه
أقدم دبلوماسي موريتاني على إضرام النار في نفسه، قبل وقت الإفطار بدقائق معدودة، ولفظ أنفاسه الأخيرة متأثراً بحروقه بعد نقله إلى مستشفى في مقاطعة لكصر شمالي العاصمة نواكشوط.
وقال شهود عيان إن الدبلوماسي الحسن ولد آبه الذي يعمل مستشاراً في سفارة موريتانيا بدولة الكويت فارق الحياة بعد أن أشعل النار في نفسه، وحاول بعض المارة إنقاذه دون جدوى فيما قامت وحدة من الشرطة الموريتانية بتطويق مكان الحادث في انتظار وصول وكيل النيابة.
وبحسب مصادر عائلية فإن ولد آبه يعاني من أزمة نفسية حادة منذ وفاة شقيقه وأنه عاد إلى نواكشوط قبل أشهر وكان يهدد بإحراق نفسه منذ فترة، غير أن مصادر مقربة من الدبلوماسي أكد أن للحادث علاقة بالتعيينات الأخيرة في السلك الدبلوماسي.
ويعد هذا الحادث الثالث من نوعه خلال الفترة الأخيرة بموريتانيا، حيث سبق أن أقدم شخصان على حرق نفسيهما على طريقة التونسي "محمد البوعزيزي" احتجاجاً على الأوضاع المعيشية بموريتانيا.
لا تعليق من وزارة الداخلية
هذا ولم يصدر أي تصريح من وزارة الخارجية حول أسباب إقدام الرجل على حرق نفسه، وإذا ما كان للحادث علاقة بتعيينات الدبلوماسية الأخيرة التي أطاحت بعدة مسؤولين من مناصبهم دون تبريرات.
وكانت التعيينات التي أجراها وزير الخارجية الموريتاني، حمادي ولد حمادي، قبل أسابيع في بعض السفارات في الخارج قد أثارت استياء واسعاً في صفوف الموظفين بالوزارة بسبب تعيين مستشارين من خارج القطاع.
وكان بعض الدبلوماسيين قد عبروا عن استيائهم من مشروع النظام الخاص بالدبلوماسيين المهنيين الذي من المتوقع صدوره قريباً، وانتقدوا إقصاء وتهميش موظفي وزارة الخارجية، وكانت رابطة الدبلوماسيين المهنيين الموريتانيين قد أعربت عن "امتعاضها" و"أسفها" لاستمرار ما وصفته بــ"النهج غير السليم" في وزارة الخارجية متهمة مسؤولي الوزارة بإجراء تعيينات تكرس مسلك "الفساد والزبونية".
وقالت الرابطة إن التعيينات الأخيرة "تضمنت" عدة تجاوزات تلحق ضرراً جسيماً بمصالح البلاد الدبلوماسية، وتخرق القوانين والأعراف المنظمة للقطاع، وأكدت أن الدبلوماسيين لم يتفهموا ألبتة أسباب التعيينات الأخيرة وأهدافها ومسوغاتها ويعتبرونها تكريساً للمحسوبية، ونكوصاً عن مسار الإصلاح.
وكان وزير الخارجية الحالي حمادي ولد حمادي قد تعرض لاعتداء جسدي من طرف أحد موظفي وزارته، حين باغته مستشار بسفارة موريتانيا بتونس، بضربة على الرأس بواسطة آلة حادة احتجاجاً على قرار استدعائه إلى نواكشوط وإقالته من منصبه الدبلوماسي.