مقاومة الزور
شهادة الزور فيها ضياع حقوق الناس وظلمهم وطمس معالم العدل والإنصاف، ومن شأنها أن تعين الظالم على ظلمه وتعطي الحق لغير مستحقه، وتقوض أركان الأمن، وتعصف بالمجتمع وتدمره.
يقول الله تعالى: ?وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)? (الفرقان)، ويقول: ?فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ? (الحج: من الآية 30)، ويقول: ?وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنْ الْقَوْلِ وَزُورًا? (المجادلة: من الآية 2).
عن أبي عبد الرحمن بن أبي بكرة رضي الله عنهما عن أبيه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين"، وجلس وكان متكئاً فقال: "ألا وقول الزور" قال فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت (رواه البخاري).
كنز من كنوز النبي:
وتذكر يا من تجرَّأت على أخذ حقوق الناس بهذه الشهادة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إليَّ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض- أي: أبلغ في حجته وأفطن- فأقضي له على نحو ما أسمع منه، فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فلا يأخذ منه شيئًا فإنما أقطع له قطعة من النار" (أخرجه أبو داود).
ثم تذكر قول ربك جل وعلا: ?وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)? (الفرقان).
صور من الغش:
حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من الغش وتوعّد فاعله، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ على صُبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: "ما هذا يا صاحب الطعام؟" قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: "أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش فليس مني "وفي رواية" من غشنا فليس منا " وفي رواية" ليس منا من غشنا" رواه مسلم.
الغش في الرعية:
عن معقل بن يسار المزني- رضي الله عنه- أنه قال في مرضه الذي مات فيه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌ لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة" (رواه البخاري ومسلم واللفظ له).
قصة امرأة غاشَّة:
روي أنه: أتت امرأة من ضواحي المدينة في العقيق تشكو سعيد بن زيد، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة إلى مروان بن عبد الملك، قالت: غصبني مزرعتي، فحاكمهما مروان في المسجد، وقال: رد لها مزرعتها، قال: أنا أصبتها، قال: رد لها مزرعتها، قال: والله الذي لا إله إلا هو ما كنت أغصبها مزرعتها وقد سمعت الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "من اقتطع مال امرئ مسلم؛ لقي الله وهو عليه غضبان"، اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها واقتلها في مزرعتها، ثم أعطاها المزرعة، فبدأت هذه الأمور: عميت، ثم ذهبت تريد الماء فانزلقت فوقعت على رأسها في البئر فماتت.
الناس أصناف أمام شهادة الزور
قال سهل بن دارم: "كان بالبصرة شيوخ يشهدون بالزور، وشرط بعضهم درهم، وآخرون يشهدون وشرطهم أربعة، وآخرون شرطهم عشرون درهمًا، فسألت عن ذلك فقال أصحاب الدرهم: يشهدون ولا يحلفون، وأصحاب الأربعة يشهدون ويحلفون، وأما أصحاب العشرين فيشهدون ولا يحلفون ويبهتون، وكان شيخ في المعدلين يشهد بطفيف يُهدى إليه، فجاءه رجل بدرهمين وسأله شهادة، فما ضربت المشط بأقل من خمسة ولكني أسامحك.
ما للعدول أراني الله جمعهم ... في مرجل مطبق في جوف تنور
قوم إذا غضبوا كانت سيوفهم ... قطع الشهادة بين القوم بالزور
عقوبات شهادة الزور:
جلس رجل عند القاضي شريح يريد أن يشهد، وأحد الخصوم يبكي ودموعه تسيل على لحيته، قال: "يا أيها القاضي يا شريح! والله الذي لا إله إلا هو، والله الذي شقَّ البحر لموسى إن هذا الشاهد يشهد عليَّ زورًا ويأخذ بالزور أموالي"، فقال شريح- وكان حكيمًا ذكيًّا فطنًا- للخصمين: اخرجا، فخرج الخصمان فأغلق الباب، وقال لشاهد الزور: "يا شاهد الزور! سمعنا والله الذي لا إله إلا هو أن الله إذا جمع الأولين والآخرين في يوم لا ريب فيه، أسقطت الطيور ما في حواصلها من الخوف، ووضعت الحامل ما حملت، والمرضع ما أرضعت، ولا يفصل بين الناس حتى يصلى شاهد الزور النار"، فبكى الشاهد وقال: أُشهدك أني أعود عن شهادتي ثم خرج.
يلقى الله غضبان:
عن عدي بن عميرة الكندي- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها حق أخيه لقي الله وهو عليه غضبان" (أخرجه أحمد).
ما يترتب على شهادة الزور من عظائم وجرائم:
1- تضليل الحكام عن الحق، والتسبُّب في الحكم بالباطل.. قال: "إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إليَّ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأحسب أنه صدق وأقضى له بذلك فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو ليتركها" (أخرجه البخاري).
2- الظلم.. لمن شهد له بأن ساق إليه ما ليس بحق؛ بسبب شهادة الزور فوجبت له النار، فقد روي عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "من شهد على مسلم شهادة ليس لها بأهل فليتبوأ مقعده من النار" (أخرجه أحمد).
3- الظلم لمن شهد عليه.. عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين" (أخرجه أحمد).
4- تخليص المجرمين من عقوبة الجريمة
دعاء مأثور "اللهم إني أعوذ بك أن أقول زورًا، أو أمشي غرورًا، اللهم إني أسألك فعلَ الخيرات وتركَ المنكرات وحبَّ المساكين وأن تغفر لي وترحمني وتتوب عليَّ، وإذا أردتَ بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون، اللهم إني ضعيفٌ فقوِّ في رضاك ضعفي، وخذني إلى الخير بناصيتي، واجعل الإسلامَ منتهى رِضايَ، اللهم إني ضعيفٌ فقوِّني، وذليل فأعزَّني، وفقيرٌ فأغنني وارزقني".
هل تعلم؟ أن الغش سبب في تسلط الظلمة والكفار، قال ابن حجر الهيثمي: "ولهذه القبائح- أي الغش- التي ارتكبها التجار والمتسببون وأرباب الحرف والبضائع سلط الله عليهم الظلمة فأخذوا أموالهم، وهتكوا حريمهم، بل وسلط عليهم الكفار فأسروهم واستعبدوهم، وأذاقوهم العذاب والهوان ألوانًا.
وكثرة تسلط الكفار على المسلمين بالأسر والنهب، وأخذ الأموال والحريم، إنما حدث في هذه الأزمنة المتأخرة لمّا أن أحدث التجار، وغيرهم قبائح ذلك الغش الكثيرة والمتنوعة، وعظائم تلك الجنايات والمخادعات والتحايلات الباطلة على أخذ أموال الناس بأي طريق قدروا عليها، لا يراقبون الله المطلع عليهم".
وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
يقول الله تعالى: ?وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)? (الفرقان)، ويقول: ?فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ? (الحج: من الآية 30)، ويقول: ?وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنْ الْقَوْلِ وَزُورًا? (المجادلة: من الآية 2).
عن أبي عبد الرحمن بن أبي بكرة رضي الله عنهما عن أبيه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين"، وجلس وكان متكئاً فقال: "ألا وقول الزور" قال فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت (رواه البخاري).
كنز من كنوز النبي:
وتذكر يا من تجرَّأت على أخذ حقوق الناس بهذه الشهادة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إليَّ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض- أي: أبلغ في حجته وأفطن- فأقضي له على نحو ما أسمع منه، فمن قضيت له من حق أخيه بشيء فلا يأخذ منه شيئًا فإنما أقطع له قطعة من النار" (أخرجه أبو داود).
ثم تذكر قول ربك جل وعلا: ?وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)? (الفرقان).
صور من الغش:
حذّر النبي صلى الله عليه وسلم من الغش وتوعّد فاعله، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ على صُبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللاً، فقال: "ما هذا يا صاحب الطعام؟" قال: أصابته السماء يا رسول الله، قال: "أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس؟ من غش فليس مني "وفي رواية" من غشنا فليس منا " وفي رواية" ليس منا من غشنا" رواه مسلم.
الغش في الرعية:
عن معقل بن يسار المزني- رضي الله عنه- أنه قال في مرضه الذي مات فيه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌ لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة" (رواه البخاري ومسلم واللفظ له).
قصة امرأة غاشَّة:
روي أنه: أتت امرأة من ضواحي المدينة في العقيق تشكو سعيد بن زيد، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة إلى مروان بن عبد الملك، قالت: غصبني مزرعتي، فحاكمهما مروان في المسجد، وقال: رد لها مزرعتها، قال: أنا أصبتها، قال: رد لها مزرعتها، قال: والله الذي لا إله إلا هو ما كنت أغصبها مزرعتها وقد سمعت الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: "من اقتطع مال امرئ مسلم؛ لقي الله وهو عليه غضبان"، اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها واقتلها في مزرعتها، ثم أعطاها المزرعة، فبدأت هذه الأمور: عميت، ثم ذهبت تريد الماء فانزلقت فوقعت على رأسها في البئر فماتت.
الناس أصناف أمام شهادة الزور
قال سهل بن دارم: "كان بالبصرة شيوخ يشهدون بالزور، وشرط بعضهم درهم، وآخرون يشهدون وشرطهم أربعة، وآخرون شرطهم عشرون درهمًا، فسألت عن ذلك فقال أصحاب الدرهم: يشهدون ولا يحلفون، وأصحاب الأربعة يشهدون ويحلفون، وأما أصحاب العشرين فيشهدون ولا يحلفون ويبهتون، وكان شيخ في المعدلين يشهد بطفيف يُهدى إليه، فجاءه رجل بدرهمين وسأله شهادة، فما ضربت المشط بأقل من خمسة ولكني أسامحك.
ما للعدول أراني الله جمعهم ... في مرجل مطبق في جوف تنور
قوم إذا غضبوا كانت سيوفهم ... قطع الشهادة بين القوم بالزور
عقوبات شهادة الزور:
جلس رجل عند القاضي شريح يريد أن يشهد، وأحد الخصوم يبكي ودموعه تسيل على لحيته، قال: "يا أيها القاضي يا شريح! والله الذي لا إله إلا هو، والله الذي شقَّ البحر لموسى إن هذا الشاهد يشهد عليَّ زورًا ويأخذ بالزور أموالي"، فقال شريح- وكان حكيمًا ذكيًّا فطنًا- للخصمين: اخرجا، فخرج الخصمان فأغلق الباب، وقال لشاهد الزور: "يا شاهد الزور! سمعنا والله الذي لا إله إلا هو أن الله إذا جمع الأولين والآخرين في يوم لا ريب فيه، أسقطت الطيور ما في حواصلها من الخوف، ووضعت الحامل ما حملت، والمرضع ما أرضعت، ولا يفصل بين الناس حتى يصلى شاهد الزور النار"، فبكى الشاهد وقال: أُشهدك أني أعود عن شهادتي ثم خرج.
يلقى الله غضبان:
عن عدي بن عميرة الكندي- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها حق أخيه لقي الله وهو عليه غضبان" (أخرجه أحمد).
ما يترتب على شهادة الزور من عظائم وجرائم:
1- تضليل الحكام عن الحق، والتسبُّب في الحكم بالباطل.. قال: "إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إليَّ، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأحسب أنه صدق وأقضى له بذلك فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو ليتركها" (أخرجه البخاري).
2- الظلم.. لمن شهد له بأن ساق إليه ما ليس بحق؛ بسبب شهادة الزور فوجبت له النار، فقد روي عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "من شهد على مسلم شهادة ليس لها بأهل فليتبوأ مقعده من النار" (أخرجه أحمد).
3- الظلم لمن شهد عليه.. عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: "ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل، والصائم حين يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء، ويقول الرب وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين" (أخرجه أحمد).
4- تخليص المجرمين من عقوبة الجريمة
دعاء مأثور "اللهم إني أعوذ بك أن أقول زورًا، أو أمشي غرورًا، اللهم إني أسألك فعلَ الخيرات وتركَ المنكرات وحبَّ المساكين وأن تغفر لي وترحمني وتتوب عليَّ، وإذا أردتَ بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون، اللهم إني ضعيفٌ فقوِّ في رضاك ضعفي، وخذني إلى الخير بناصيتي، واجعل الإسلامَ منتهى رِضايَ، اللهم إني ضعيفٌ فقوِّني، وذليل فأعزَّني، وفقيرٌ فأغنني وارزقني".
هل تعلم؟ أن الغش سبب في تسلط الظلمة والكفار، قال ابن حجر الهيثمي: "ولهذه القبائح- أي الغش- التي ارتكبها التجار والمتسببون وأرباب الحرف والبضائع سلط الله عليهم الظلمة فأخذوا أموالهم، وهتكوا حريمهم، بل وسلط عليهم الكفار فأسروهم واستعبدوهم، وأذاقوهم العذاب والهوان ألوانًا.
وكثرة تسلط الكفار على المسلمين بالأسر والنهب، وأخذ الأموال والحريم، إنما حدث في هذه الأزمنة المتأخرة لمّا أن أحدث التجار، وغيرهم قبائح ذلك الغش الكثيرة والمتنوعة، وعظائم تلك الجنايات والمخادعات والتحايلات الباطلة على أخذ أموال الناس بأي طريق قدروا عليها، لا يراقبون الله المطلع عليهم".
وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم