قصيدة لسيد قطب
أخي ستبيدُ جيوش الظلام : و يشرقُ في الكون فجر جديد
فأطلق لروحـــــــك إشراقها : ترى الفجرَ يرمقنــــــا من بعيد!
الأديب والمفكر الإسلامي سيد قطب - رحمه الله -
..............
أخي أنت حرٌ وراء السدود : أخي أنت حرٌ بتلك القيود
إذا كنت بالله مستعصما : فماذا يضيرك كيد العبيد
أخي ستبيدُ جيوش الظلام : و يشرقُ في الكون فجر جديد
فأطلق لروحك إشراقها : ترى الفجرَ يرمقنا من بعيد!
أخي قد أصابك سهمٌ ذليل : و غدرًا رماك ذراعٌ كليل
ستُبترُ يومًا فصبرٌ جميل : و لم يَدْمَ بعدُ عرينُ الأسود
أخي قد سرت من يديك الدماء : أبت أن تُشلّ بقيد الإماء
سترفعُ قُربانها .. للسماء : مخضبة بدماء الخلود
أخي هل تُراك سئمت الكفاح : و ألقيت عن كاهليك السلاح
فمن للضحايا يواسي الجراح : و يرفع راياتها من جديد
أخي هل سمعت أنين التراب : تدُكّ حَصاه جيوشُ الخراب
تُمَزقُ أحشاءه بالحراب : و تصفعهُ و هو صلب عنيد
أخي إنني اليوم صلب المراس : أدُك صخور الجبال الرواس
غدا سأشيح بفأس الخلاص : رءوس الأفاعي إلى أن تبيد
أخي إن ذرفت علىّ الدموع : و بللّت قبري بها في خشوع
فأوقد لهم من رفاتي الشموع : و سيروا بها نحو مجد تليد
أخي إن نمُتْ نلقَ أحبابنا : فروْضاتُ ربي أعدت لنا
و أطيارُها رفرفت حولنا : فطوبى لنا في ديار الخلود
أخي إنني ما سئمت الكفاح : و لا أنا ألقيت عني السلاح
و إن طوقتني جيوشُ الظلام : فإني على ثقة .. بالصباح
أخي آخذوكَ على إثرنا : وفوجٌ على إثر فجرٍ جديد
فإن أنا مُتّ فإني شهيد : و أنت ستمضي بنصر جديد
أخي فامضِ لا تلتفتْ للوراء : طريقكَ قد خضّبته الدماء
و لا تلتفت ههنا أو هناك : و لا تتطلع لغير السماء
فلسنا بطيرٍ مهيض الجناح : و لن نستذل .. و لن نستباح
و إني لأسمع صوت الدماء : قويًا ينادي الكفاحَ الكفاح
سأثأرُ لكن لربٍ و دين : و أمضي على سنتي في يقين
فإما إلى النصر فوق الأنام : وإما إلى الله في الخالدين