حــــــكمة الله في هذا الكون
من روائع القصص .. قصة خلق الكون قبل كل هذا الكون كان كل شيء فضاء لا ماء ولا هواء ولا ارض ولا سماء لا ليل ولا نهار ولا ضياء ولا ظلمه وكان الله تعالى ما فوقه هواء وما تحته هواء وأراد الله أن يخلق الكون والوجود ، فأول ما خلق الرياح ثم الماء فجعله على ظهر الرياح ثم جعل عرشه على الماء وارتفع الدخان على الماء فسمي الدخان سماء ثم فصل الله بين السماوات بعد أن كانت ملتصقة بعضها ببعض وصارت سبع سماوات وخلق الله الليل وقال الله للسماء : - اشرفي شمسي وأطلعي قمري وأظهري نجومي فسطعت الشمس في وسط السماء وطلع القمر بنوره وجعل الله لكل كوكب منزلا ومكانا في السماء وقاربت الشمس على الغروب فهجم الليل على النهار وحل الظلام على الكون مره أخرى ثم أمر الله الأرض أن تجري أنهارها وثمارها وخلق الله الطير فرفرف بأجنحته في السماء وخلق الزواحف فراحت تزحف على بطونها وذهبت الدواب تجري وتمرح في هذه الأرض لا شريك لها على وجه الأرض وتم هذا الخلق كله ستة أيام وما أحس الله بتعب ولا نصب ثم استوى الرحمن على عرشه تحف به الملائكة وتحيط به تسبح بحمده وتقدس له. وقال الله تعالى للملائكة : إني جاعل في الأرض خليفة فتعجبت الملائكة وسألوا الله تعالى: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك فقال الله لهم إني اعلم ما لا تعلمون ورضيت الملائكة بأمر الله وانصرفوا. ثم أمر الله تعالى جبريل عليه السلام ليأتيه بطين منها. فلما نزل جبريل قالت له الأرض : أعوذ بالله منك أن تنقص مني فعاد إلى الله تعالى دون أن يأخذ طينا من الأرض . فقال الله تعالى لجبريل : لماذا لم تأت بالطين؟ قال جبريل إنها عاذت بك فأعذتها. فبعت الله ميكائبل ملك المطر فقالت له الأرض ما قالت لجبريل فصعد إلى الله ولم يأخذ طينا من الأرض وقال لله ما قاله جبريل. فأمر الله ملك الموت ان ينزل إلى الأرض ويأتيه بقبضه من ترابها . فقالت الأرض أعوذ بالله منك أن تنقصني فقال له الأرض : أعوذ بالله منك إن تنقصني فقال للأرض واني أعوذ بالله أن ارجع إليه ولم أنفذ ما امرني به وقبض قبضه من جميع الأرض قيها التربة الحمراء والبيضاء والسوداء فلذلك جاء بنو ادم الأبيض والأحمر والأسود والسهل والحزن والخبيث والطيب ولما صعد ملك الموت بالتراب آخذه الله منه ثم بله فجعله طينا لازبا يلزق بعضه البعض ثم صور الله الإنسان فكان جسدا من طين لا روح فيه ثم تركه الله حتى صار حمأ مسنونا ثم تركه حتى صار صلصالا (مثل الفخار) وكانت الملائكة تمر على هذا الصلصال فخاقوا منه وفزعوا وكان إبليس هو اشد المخلوقات فزعا من ادم وراح يفكر ويقول في نفسه : لأمر ما خلقت واقترب إبليس من ادم حتى ضربه فعلم انه أجوف لا روح فيه ثم دخل من فمه وخرج منه فأصابه الغرور وقال للملائكة الخائفين من ادم لا تخافوا من هذا فأنه أجوف ولئن سلطت عليه لأهلكنه وبقي ادم جسدا لا روح فيه حتى جاء الحين الذي أراد الله آن ينفخ فيه الروح فجاءت الملائكة مع الله تعالى صفا صفا ثم قال الله للملائكة إذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين واستجاب الملائكة كلهم الا واحد هو إبليس ونفخ الله من روحه في ادم وبعد ذلك أصبح لحما ودما وأول ما دخان الروح في بصر ادم ودخلن الروح في بقيه جسد ادم فوقف على قدميه وسمي ادم لأنه خلق من أديم الأرض