للدكتور محمد نجيب مراد
( للدكتور محمد نجيب مراد)
..........
يجئُ الصيفُ ينبعُ من يدِي "بردى".
ويسقي "غوطةً" أكبرْ .
مساحاتٌ من الرُّمانِ في قلبي...
يصافحُ لونَها بيدٍ...
ويلثمُ وجهَهَا بفمٍ...
على مَهَلٍ ... ولا يَضجَرْ .
"زقاقُ الصخرِ" ضمنَ دمي وشلاَّلٌ على "دُمَّرْ ."
لذاكَ "دمشقُ" قد سَكَنَتْ ....
"بربوتِها" على شريانيَ الأَبَهرْ .
***
يجيءُ الصيفُ من "كيوانَ" ...
حيثُ مشاتلُ العنبرْ .
وحيثُ "المزَّةُ" الحسناءُ في دَلٍّ...
تمُدُّ سريرَها الأخَضَرْ .
وحيثُ "المَرْجةُ" اغتسَلتْ ...
وَلَفَّتْ فُلَّها المنسوجَ من عطرٍ على الردفينِ كالمِئزرْ .
وحيثُ الياسمينُ مَشى...
من "الميدانِ" "للقصَّاعِ" يرقصُ "عرضةَ" الخَنجَرْ .
فينزفُ من هنا رَهَطٌ...
ويُذبحُ من هنا مَعشرْ .
وكلُّ الشامِ تعشقُهُ...
برغمِ الطعنِ في حبٍّ تسامحُهُ...
ولا تثأرْ .
يَمدُّ أصيصُ أزهارٍ عيونَ العطرِِ من شُرَفٍ...
ويرفعُ كفَّهُ المخضوبَ من عَبَقٍ ...
يُحيي سيَّدَ الأزهارِ....
يلقي فوقَهُ مِنديلَهُ المشغولَ بالمنثورِ إذْ أَزْهَرْ .